هل تدريبات لاعبي التنس أكثر إجهادا من كرة القدم؟

على عكس العديد من الألعاب الرياضية التي تمتد مبارياتها ومواجهاتها على فترة زمنية محددة كـ 90 دقيقة في كرة القدم و10 دقائق لكل ربع في كرة السلة، فإن الوقت الذي تستغرقه مباراة في مسابقات التنس غير معروف. لكن في المتوسط تتراوح مدة اللقاء ما بين ساعة و4 ساعات، في حين امتدت أطول مباراة في تاريخ كرة المضرب إلى 11 ساعة و5 دقائق (مقسمة على 3 أيام) بين الفرنسي نيكولاس ماهوت والأمريكي جون إيسنر في بطولة ويمبلدون المفتوحة عام 2010.

ينعكس هذا الاختلاف الزمني للمباريات على المتطلبات البدنية للاعبين، إذ يُعد محترفو التنس أكثر الرياضيين تمتعاً بلياقة بدنية عالية وقدرة كبيرة على التحمل تساعدهم على تجنب الإرهاق خلال اللعب لمدة طويلة. 

يتطلب الإرسال والإرسالات الساحقة في التنس مرونةً ولياقةً عالية جداً في الكتف والكوع والظهر لتسديد الكرة بقوة ودقة فوق الشبكة. كما أن التنس مليء بالحركات الدقيقة إذ يغير اللاعبون اتجاههم باستمرار أثناء المباراة يمين وشمال الملعب ونحو الشبكة وبالتراجع لالتقاط الكرة، إضافة إلى أن القفز لتسديد الكرة يحتاج مستوى كبيراً من الرشاقة، ويتطلب ساعات طويلة من التدريب. كما يجب على لاعب التنس التمتع بالقدرة على التركيز بشكل كبير مقارنة بلاعبي كرة القدم، طالما أنه مواجهته تتراوح بين ساعتين إلى 5 ساعات. 

يخوض لاعبو التنس بطولاتهم على أرضيات مختلفة على مدار الموسم، من عشبية وترابية وصلبة، حيث ترتد الكرة بشكل مختلف على كل أرضية، مما يضع ضغطاً كبيراً ومغايراً على الأوتار والمفاصل مع اختلاف الدورات والبطولات. وهذا الأمر لا ينطبق على كرة القدم، ففي حال أجرى اللاعبون تدريبات صعبة وشاقة، يخفف المدربون نسبة الإجهاد في مران اليوم التالي أو يقومون بتمرينات تستهدف مجموعات عضلية مختلفة لتجنب الإصابة.