مهدد بمصير عطال.. أزمة تلاحق الجزائري بن طالب في فرنسا

تحديثات مباشرة
Off
2024-05-24 19:11
الجزائري نبيل بن طالب لاعب ليل الفرنسي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بات الدولي الجزائري نبيل بن طالب نجم نادي ليل محل هجوم فرنسي حاد خلال الساعات القليلة الماضية في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بعد حادثة رفضه الظهور في الصورة الجماعية لفريقه خلال الجولة الأخيرة من الدوري الفرنسي "الليغ 1"، الأحد الماضي، على خلفية الحملة المثيرة للجدل التي شهدتها هذه الجولة.

ولم يظهر الدولي الجزائري (29 عامًا) خلال لحظة التقاط الصورة الجماعية لفريقي ليل ونيس (انتهت بالتعادل 2-2)، أمام اللافتة المثيرة للجدل، حيث شوهد خلف اللاعبين وهو بصدد ربط حذائه، ما اعتبره الكثير من المساندين لحملة "الليغ 1" تهربًا واضحًا من بن طالب من الظهور في الصورة، ورفضه دعم الحملة التي باتت تقليدًا مثيرًا للجدل والمشاكل في الدوري الفرنسي.

هجوم كاسح على بن طالب واللاعب الجزائري يرفض الرد

وتعرض بن طالب لهجوم قوّي من طرف وسائل الإعلام الفرنسية والجمعيات الداعمة لهذه الحملة، على اعتبار أن واحدة من هذه الجمعيات، هي التي أثارت أزمة اللاعب الجزائري من خلال مشاركة الفيديو، الذي يظهر حادثة رفضه الظهور في الصورة الجماعية، لينتشر على نطاق واسع في "السوشيال ميديا"، في حين دعت إدارة ليل إلى معاقبة نجم توتنهام الأسبق، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام الفرنسية بما فيها صحيفة "لافوا دو نور"، التي قالت إنّها حاولت الاتصال ببن طالب، لكن الأخير رفض التعليق.

وشدد ذات المصدر على أن إدارة ليل رفضت التصريح بموقف رسمي، لكنّها ذكرت أنّها ستدرس هذه الحالة، الأمر الذي قد يُعرض الدولي الجزائري لعقوبات من طرف ناديه، تحت ضغط اللوبي الإعلامي الفرنسي، الذي يرفض في كل مرة الخروج عن القواعد الفرنسية حتى لو كان الأمر متعلقًا بحرية التعبير.

وتعرّض نجم منتخب الجزائر لانتقادات قاسية من الدولي الفرنسي السابق، جيروم روتان، وصاحب البرنامج الإذاعي المثير للجدل بإذاعة "أر إم سي"، حيث قال: "إنّهم نفس الأشخاص الذين لا يحترمون قضايا الرابطة الفرنسية لكرة القدم، هل أغفل مسؤولو نادي ليل تصرف بن طالب الذي تظاهر بربط حذائه؟ يجب عليهم استدعاؤه"، في إشارة إلى ضرورة محاسبته على تصرفه ومعاقبته، خاصة أن نجم البي إس جي السابق أكد أن بن طالب واللاعبين الذين يرفضون دعم الحملة المثيرة للجدل يتلقون رواتبهم للعب كل المباريات وليس لهم حرية اختيار المقاطعة.

جمعية تصف بن طالب بـ"الجبان" وأخرى تطالب بمقاضاته

وتعدى الهجوم الحاد على بن طالب وسائل الإعلام الفرنسية، إلى بعض الجمعيات، حيث وصفت الجمعية التي أثارت الجدل بخصوص هذه القضية، اللاعب الدولي الجزائري بـ"الجبان"، الذي فضّل الاختباء بدل دعم رسالتهم.

من جهتها، قالت صحيفة "ويست فرانس" إن جمعية أخرى، قررت رفع دعوى قضائية ضد اللاعبين الذين رفضوا الالتزام برسالة دعم هذه الحملة، ومنهم بن طالب، والنجم المصري لنادي نانت، مصطفى محمد،  الذي رفض المشاركة في لقاء فريقه، ونجم نادي موناكو، محمد كمارا، الذي قام بتغطية شعار الحملة على قميصه.

وطالبت ذات الجمعية بتدخل رابطة الدوري الفرنسي والأندية ووزيرة الشباب والرياضة الفرنسية، أميلي أوديا كاستيرا، من أجل ملاحقة هؤلاء اللاعبين وتسليط عقوبات مغلظة عليهم، ما يغذّي مرة أخرى الجدل الحاصل في فرنسا بخصوص حرية التعبير، وازدواجية المعايير بخصوص التعامل مع بعض القضايا الأخرى.

هل سيلقى بن طالب نفس مصير يوسف عطال؟

ويخشى الجزائريون أن يلقى نبيل بن طالب -الذي استعاد هذا الموسم مستوياته المعروفة بعد فترة فراغ طويلة- نفس مصير يوسف عطال، الذي تعرض لحملة كراهية وعقوبات قاسية بسبب منشور شاركه بمنصات التواصل الاجتماعي في أكتوبر من العام الماضي، حيث تم استبعاده من نادي نيس لأشهر قبل أن يزّج به لأروقة القضاء الفرنسي، حيث سلطت عليه عقوبة السجن مع أيقاف التنفيذ وأجبر على الخروج من الدوري الفرنسي.

ودافع الكثير من الجماهير الجزائرية عن بن طالب بعد الحملة الشرسة التي تعرض لها خلال الساعات الماضية، وجددوا مطلبهم للاعبين الجزائريين بمغادرة الدوريات الفرنسية، التي تحارب كل أشكال حرية التعبير والاعتقاد، وآخرها كان رفض توقيف المباريات خلال رمضان من أجل إفطار اللاعبين المسلمين، وحتى منعهم من ارتداء السراويل القصيرة بوصفها مظهرًا دينيًا يدعو للتمييز.

    
 

شارك: