تحليل| أرتيتا لم يقم بتبديلات لهذا السبب وتوتنهام كان رتيبا!

تحديثات مباشرة
Off
2024-04-28 20:07
من مباراة توتنهام هوتسبير وأرسنال ضمن منافسات الدوري الإنجليزي (X / Arsenal)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عاد أرسنال بقيادة مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا من ملعب توتنهام هوتسبير بفوزٍ غالٍ بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليتجاوز الغانرز عقبة صعبة ويُصدِّر الضغط إلى ملاحقه الضاري مانشستر سيتي الذي يمتلك مصيره بيديه حتى الآن.

فوز الضيوف تحوّل من اكتساح لغريمهم في قلب ملعبه بثلاثة أهداف نظيفة في الشوط الأول إلى انتصارٍ بشق الأنفس بعدما أخطأ حارس الغانرز رايا؛ ليسجل توتنهام هدفه الافتتاحي، ثم يعاود التسجيل من علامة الجزاء بعد خطأ من ديكلان رايس لتشتعل المباراة؛ لكن دفاع أرسنال صمد حتى النهاية رغم كثرة الطرق في الدقائق الأخيرة.

شوطٌ كالحلم!

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يخرج أرسنال بين شوطي المباراة متقدمًا في النتيجة بثلاثة أهداف نظيفة، خاصةً مع تسجيل توتنهام هدف التعادل قبل أن يلغيه الحكم مايكل أوليفر بداعي التسلل على فان دي فين.

قبلها كان أرسنال يتبع أسلوبًا في الركلات الركنية ظل عليه طوال المباراة وصدّر به الرعب لجماهير السبيرز مع كل ركلة ركنية للضيوف. تُلعب الكرة على القائم القريب من بوكايو ساكا أو ديكلان رايس؛ لكنها تُلعب بطيئة ساقطة لتجعل مسألة إخراج الكرة أصعب مع هذه الكثافة للاعبي أرسنال في تلك المنطقة، ليأتي الخطأ على يد هويبرغ الذي حاول إخراج ركنية ساكا لكنه وضع الكرة في شباك فريقه بالخطأ.

ضغط هائل من أرتيتا يخنق توتنهام

منذ تلك اللحظة أصبح أرسنال أشد صرامة في أسلوب لعبه؛ إذ فرض ميكيل أرتيتا ضغطًا عاليًا بشكل مكثف على عناصر توتنهام لمنعهم من تجاوز الـ60 ياردة الأولى بشكل سلس غير مُجهد، لكن بمجرد أن تتحول الكرة إلى نصف ملعب أرسنال، يتبع أرتيتا دفاعيًا بنهج 4-4-2 بمهام واضحة لكل لاعب.

يتبادل كاي هافيرتز ومارتن أوديغارد مسألة رقابة لاعب الارتكاز هويبرغ، فيما ينشغل الثاني بالضغط على قلب الدفاع حامل الكرة طبقًا للجانب الذي توجد فيه الكرة، فيما كانت ثنائية ديكلان رايس وتوماس بارتي على خطٍ واحدٍ كافية لمنع أي خطورة لتوتنهام من التعمق غير تاركين أي مجال لجيمس ماديسون للتنفس.

بينما كانت الأدوار المركبة واضحة لجناحي وظهيري الغانرز. يقترب كل ظهير من جناح توتنهام ولا يترك له المساحة للانطلاق بسرعة بينما لعب ساكا وتروسار دورًا مهمًا في التحول للاعبي وسط أحيانًا عندما يخرج رايس أو بارتي على الأطراف. قد يبدو لك هذا الوصف بديهيًا لكن الحرفية الشديدة والالتزام الصارم في تطبيقه دون أخطاء تقريبًا كان يستدعي ذكره.

انتظر أرسنال فُرصه؛ لتلوح له عن طريق بوكايو ساكا الذي تلاعب بسهولة ببن ديفيز الذي بدا ساذجًا للغاية في محاولته لإيقاف الجناح الإنجليزي الذي أطلق الكرة في الشباك بينما عادت الركنيات القصيرة القاتلة لأرسنال ليسجل منها كاي هافيرتز الهدف الثالث ويصنع الفارق هجوميًا في بلورة للمباراة المميزة دفاعيًا التي قدمها.

توتنهام رتيب

لكن لا يمكن قط تجاهل الرتابة الواضحة في أسلوب لعب توتنهام والتي ساعدت في تفاقم هذا الموقف. ثنائية هويبرغ وبنتانكور كانت سيئة بشدة أمام هكذا تمركز في ثلث الملعب الأخير. حاول بنتانكور أن يكون هو اللاعب المفاجئ لدفاعات أرسنال؛ لكن ذلك ترك هويبرغ وحيدًا في مداورة الكرة بين اليمين واليسار ليزداد بطء السبيرز ويصبح متوقعًا.

وفي ظل هذه الرتابة كان يُنتظر أن يكون كولوسيفسكي وفيرنر –ومن بعده جونسون- أكثر إبداعًا وارتجالية؛ لكن المباراة المميزة التي قدمها بن وايت وكذلك الاختيار الممتاز لأرتيتا بإشراك تومياسو قد أجهضا أي محاولة حقيقية لتجاوزهما إلا فيما ندر من جانب كولوسفسكي، كالكرة التي طالب فيها توتنهام بركلة جزاء قبل هدف أرسنال الثاني.

رتابة وسط توتنهام كانت واضحة للمدير الفني بوستيكوغلو الذي فطن للأمر وأخرج اللاعبين ليشرك بيسوما وبابي سار؛ لتتحسن عملية تدوير الكرة بين اليمين واليسار للسبيرز في الشوط الثاني، كما مارس روميرو دور بنتانكور في الزيادة العددية داخل منطقة الجزاء مع الاحتياج لزيادة المخاطرة.

وعمد المدير الفني الأسترالي كذلك إلى نقل جونسون إلى الجانب الأيمن أحيانًا ليزيد من فعاليته ويبدأ السبيرز في التغلغل من الجانب الأيسر لأرسنال في بعض اللقطات وهو أمر تحرك معه أرتيتا بإشراك كيفيور في الدقائق الأخيرة، لكن كل هذا التحسن للسبيرز لم يكن ليُحدث أثرًا فعلًا لولا لقطة فارقة.

رايا يريد توابل!

لم تكن اللحظة الفارقة في المباراة أي تحرك أو تكتيك أو تبديل قام به مدرب توتنهام، بل كان خطأ حارس أرسنال رايا الفادح في التمرير ما منح روميرو المتقدم الفرصة ليسجل هدف فريقه الافتتاحي ليشتعل اللقاء، ومنذ هذه اللحظة لم ينطفئ أبدًا، بل ازداد اشتعالًا بخطأ ساذج من ديكلان رايس منح به توتنهام فرصة تسجيل الهدف الثاني لتتحول الدقائق الأخيرة من المباراة إلى لغم جاهز للانفجار.

أخطاء أرسنال في الدقائق الأخيرة ثم إهدار بعض المرتدات كانت بمثابة الشيء الذي اعتادت جماهير الغانرز مشاهدته دائمًا في اللحظات الحاسمة لفريقها، لكن رجلي الفريق الأمينين في الدفاع تحملا عبء الدقائق الأخيرة وصمدا مع قرار سليم لأرتيتا بعدم إجراء الكثير من التبديلات بعد أن نجح نظام لعبه في أغلب المباراة وقدم أغلب لاعبيه مباراة شبه مثالية بينما لم يعد هناك مجال للنظام بل للفوضى في الدقائق الأخيرة.

في النهاية كان لأرسنال ما أراد وخرج الفريق فائزًا من مباراة كالحلم تحوّلت إلى كابوس مع إيقاف التنفيذ ليستمر الغانرز في الحفاظ على راية شمال لندن حمراء كما كان الحال في الدور الأول مع انتظار هفوةٍ لا أحد يعلم إن كانت ستأتي من السيتي أم لا.

شارك: