4 دروس يجب أن تتعلمها الأندية السعودية من إقصاء الهلال

تحديثات مباشرة
Off
2024-04-24 15:03
الهلال السعودي ظهر بمستوى مخيب للآمال أمام العين في دوري أبطال آسيا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تلقت كرة القدم السعودية صدمة كبرى، بعد فشل الهلال في الوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا، رغم سلسلة الأرقام القياسية التي حققها الزعيم على صعيد الانتصارات المتتالية هذا الموسم، إلى جانب تصدره منافسات دوري روشن السعودي برصيد 77 نقطة، متقدمًا بفارق 9 نقاط كاملة عن النصر صاحب المركز الثاني ونجمه الأسطوري كريستيانو رونالدو.

وبدا الجميع يراهن على وصول الهلال إلى نهائي المسابقة الآسيوية على حساب العين الذي خاض مواجهة ماراثونية أمام النصر السعودي في ربع النهائي، انتهت بتأهل الفريق الإماراتي بعد الفوز 1-0 ذهابًا، ثم الخسارة في الإياب 3-4، قبل أن تبتسم ركلات الحظ الترجيحية لصالحه 3-1.

إقصاء الهلال والنصر درس لكل الأندية السعودية

لكن العين الإماراتي نجح في قلب كل التوقعات، بعد أن تحرر لاعبوه من الضغوط التي وُضعت على الفريق المنافس، مقدمين مواجهتين من العيار الثقيل في نصف النهائي، انتهت الأولى بفوز كبير بنتيجة 4-2 في الذهاب، قبل الخسارة بصعوبة في الإياب 1-2، عبر إنجاز كان بطله دون منازع المغربي سفيان رحيمي، في سيناريو يمكن أن تستخلص منه الأندية السعودية العديد من الدروس خلال الفترة القادمة.

موقع winwin يضع بين يدي الأندية السعودية 4 دورس ينبغي لها الاستفادة منها لتصبح المنافسة المحلية أكثر قوة وتظهر بشكل أفضل في دوري أبطال آسيا.

النجاح ليس أوروبيًا بالضرورة

رغم ازدحام صفوف الهلال بالعديد من اللاعبين الأوروبيين العمالقة، إلا الزعيم السعودي بدا عاجزًا أمام العين الإماراتي، ليودع منافسات دوري أبطال آسيا بطريقة صادمة أصابت جماهيره بحزن شديد.

باختصار، البيئة السعودية تختلف كثيرًا عن تلك التي تعيشها كرة القدم الأوروبية، لذلك فإن وجود النجوم القادمين في أوروبا لا يضمن النجاح دائمًا، إذ شهدت النسخة الحالية من أبطال آسيا تألق لاعبين عرب وآسيويين ومن أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

العين الإماراتي قدم درسًا مثاليًا للأندية السعودية، حيث تمكن النجم المغربي سفيان رحيمي من لعب دور كبير في إقصاء النصر ثم الهلال، كل ذلك يعني أن اللاعب العربي والأفريقي يمكنه أيضًا تقديم إضافات نوعية للأندية السعودية في المسابقات المحلية والقارية، دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ باهظة على نجوم انتهت صلاحيتهم بالفعل في ملاعب كرة القدم.

ليس كل ما يلمع ذهبًا

أنفقت الأندية السعودية مبالغ طائلة لإقناع العديد من الأسماء العملاقة بتحويل وجهتها من القارة الأوروبية العجوز صوب آسيا للعب في دوري روشن السعودي.

لكن ينبغي عدم الاكتفاء بجلب أسماء ضخمة من دون ضمان تقديمها أي إضافات فنية حقيقية في البطولة المحلية، فأسماء مثل كريم بنزيما ونيمار جونيور كانت تقدم الكثير في ريال مدريد وباريس سان جيرمان على التوالي، لكنها مع تقدمها في السن وكثرة الإصابات تبدو غير قادرة على الظهور بأفضل مستوياتها في الدوري السعودي.

تغيير سياسة الميركاتو

باتت الأندية السعودية مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بالعمل على تغيير فلسفتها الخاصة في التعاقدات خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، بعد عدم ظهور بعض الأسماء بأفضل مستوياتها على غرار الفرنسي كريم بنزيما والجدل الكبير الذي يلاحق صفقة البرازيلي نيمار جونيور، إذ إن الاعتماد على الأسماء العملاقة لن يقدم سوى "التسويق" الإعلامي، دون أي إضافة فنية حقيقية على مستوى كرة القدم في السعودية.

وعليه يمكن القول إن الاتجاه نحو المواهب العربية والأفريقية واللاتينية، مع تعزيز قدرات الأندية المتوسطة في المملكة بأسماء مميزة من الدوريات الآسيوية، سيرفع مستوى التنافسية لدى الأندية السعودية من جهة، ويعزز من قدرتها على الظهور بمستوى أفضل في دوري أبطال آسيا مع امتلاك لاعبين لديهم خبرة بالمسابقات الآسيوية، كما أن اللجوء لاستقطاب أبرز النجوم من البطولات الآسيوية سيحد من قدرات المنافسين المباشرين في المسابقة القارية.

منح الفرصة للاعب المحلي

منذ تحول الدوري السعودي إلى العالمية، ونقل ملكية أندية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي إلى صندوق الاستثمارات، وتعاقدها مع نجوم عالميين يتقدمهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسيان كريم بنزيما ونغولو كانتي، والسنغالي ساديو ماني، والجزائري رياض محرز، إلى جانب البرازيلي نيمار جونيور، صارت فرصة اللاعب المحلي في السعودية للحصول على مقعد أساسي في الأندية المذكورة صعبة للغاية.

هذه الأزمة بدت واضحة في منافسات دوري أبطال آسيا، والتي تسمح بمشاركة عدد أقل من المحترفين مقارنة بما يحدث في دوري روشن، ليظهر العديد من النجوم المحليين من الهلال أمام العين بمستويات فنية وبدنية متواضعة بفعل عدم الجاهزية وضعف حساسية المباريات هذا الموسم.

ومع تضاعف أعداد اللاعبين المرشحين للوصول إلى الدوري السعودي الموسم المقبل، ستكون الأندية السعودية بحاجة إلى تقنين الأمر وترك مساحة كافية للاعب السعودي من أجل الظهور، وهي أزمة عانى منها الدوري الإنجليزي الممتاز من قبل بعد أن أقدم أرسنال على المشاركة بتشكيلة تخلو من اللاعبين الإنجليز أمام إيفرتون عام 2014، في حادثة وصفها كثيرون بأنها أسست لمرحلة سيئة عاشها المنتخب الإنجليزي منذ تلك الحقبة، قبل أن ينتفض "الأسود الثلاثة" من جديد بمجموعة من النجوم الشباب الذين يشكلون أعمدة أساسية في أندية "البريميرليغ" العملاقة.

شارك: