3 أسباب وراء الانتقادات المتكررة لابتعاد بلماضي عن الجزائر
أصدر الاتحاد الجزائري لكرة القدم "فاف"، اليوم الأربعاء، بيانًا عبر موقعه الرسمي، أكد فيه عدم وجود قضية اسمها "مكان سكن جمال بلماضي"، ردًا على انتقادات بعض المحللين الرياضيين وجزء من الجماهير، بسبب إقامة بلماضي خارج أرض الوطن، وعدم مكوثه في الجزائر لمتابعة مباريات الدوري المحلي.
وطالب "فاف" الأسرة الإعلامية والجماهير الرياضية وجميع الفاعلين في كرة القدم بالجزائر، بالالتفاف حول المنتخب الجزائري ومساندة مدربه بلماضي، قبل أسابيع قليلة من خوض نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 بكوت ديفوار.
ومنذ تعيينه مدربًا لمنتخب الخضر في أغسطس/ آب من عام 2018، اعتاد بلماضي على القدوم إلى أرض الوطن خلال المعسكرات الرسمية فحسب، بحكم استقراره في العاصمة القطرية الدوحة منذ سنوات عديدة، وهذا ما جعل حضوره إلى الجزائر مقترنًا بتواريخ التوقف الدولي فقط تقريبًا.
ويرصد هذا التقرير من winwin ثلاثة أسباب للانتقادات المتكررة لابتعاد بلماضي عن الجزائر.
متابعة مباريات الدوري المحلي عن قرب
من الأمور التي دفعت الفاعلين في كرة الجزائرية من جماهير ومحليين رياضيين، لدعوة بلماضي للبقاء في الجزائر خلال أيام السنة، متابعة مباريات الدوري الجزائري، حيث ارتفعت المستويات مع بداية هذا الموسم مقارنة بالمواسم الماضية، مع وجود لاعبين يقدمون أداءً يجعل من الممكن الاعتماد عليهم في المنتخب، خلال الاستحقاقات القادمة.
بلماضي سبق وأن برر عدم متابعة مباريات الدوري المحلي بأنه كلّف مجيد بوقرة -مساعده السابق الذي انتقل لتدريب المنتخب المحلي بعدها- بمتابعة اللاعبين ومنحه تقارير مفصلة عنهم، من أجل اختيار الأفضل، لكن بعد رحيل بوقرة لتدريب المرخية القطري، مايزال بلماضي بعيدًا عن الملاعب الجزائرية لأسباب غير معروفة.
في الفترة الأخيرة، تعالت عديد الأصوات في الجزائر تطالب بضرورة التفات مدرب الخضر إلى بعض اللاعبين المحليين، الذين يتألقون رفقة أنديتهم، على غرار زين الدين بلعيد وآدم عليلات مدافعي اتحاد الجزائر، وسفيان بايزيد ويوسف بلايلي ثنائي مولودية الجزائر، وياسين تيطراوي نجم نادي بارادو.
الحضور المحلي في المنتخب خلال المعسكرين الماضيين اقتصر على حارس اتحاد الجزائر أسامة بن بوط، الذي افتك مكانه في القائمة بفضل مستواه الرائع مع فريقه في الدوري المحلي، وفي مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية، التي أسهم في حصد لقبها بشكل كبير.
القيام بجولات في أوروبا لمتابعة المحترفين
سُئل بلماضي في إحدى المؤتمرات الصحفية خلال معسكر سابق للمنتخب، عن سبب عدم قيامه بجولات في أوروبا لمتابعة لاعبيه المحترفين عن قرب، وكذا لاستكشاف لاعبين آخرين، كما يقوم به مدربون آخرون حول العالم، أو من سبقوه في تدريب الخضر، جواب بلماضي كان سهلًا، بقوله "إنه على تواصل مع جميع اللاعبين، ويتابع كل صغيرة وكبيرة عن بعد".
جواب بلماضي لم يقنع الكثيرين، ما دفعهم لمطالبته بضرورة الحضور إلى الجزائر، وتسطير برنامج عمل واضح برفقة مساعديه، منها متابعة مباريات الدوري المحلي لاكتشاف لاعبين جدد لا يعرفهم سابقًا، وكذلك برمجة سفريات نحو بلدان أوروبية لمتابعة مباريات لاعبيه عن قرب، ومعرفة مستواهم الحقيقي قبل استدعائهم للمعسكرات الرسمية.
مطالب الجماهير بدأت تخرج إلى العلن منذ الظهور المخيب للمنتخب في كأس أمم أفريقيا الماضية بالكاميرون، والخروج المبكر من الدور الأول، ثم الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2022، لكن "فاف" أكد دعم بلماضي وطلب الالتفاف حوله قبل وقت قصير من "كان 2023"، الذي سيدخله محاربو الصحراء وهم بعيدون عن قائمة المرشحين للظفر باللقب، على عكس النسخة الماضية.
راتبه الشهري المرتفع!
ينال بلماضي راتبًا شهريًّا مرتفعًا منذ تتويجه مع الخضر بلقب كأس أمم أفريقيا 2019، حيث تم رفع راتبه بنسبة كبيرة ليفوق 200 ألف يورو، وهو الرقم الذي لم يسبق لأي مدرب في تاريخ المنتخب الجزائري أن ناله، ويعد الأكبر على مستوى مدربي منتخبات القارة السمراء.
قبل بلماضي، تعاقب العشرات من المدربين -سواء من الأجانب أو المحليين- على تدريب "الخضر"، والنقطة المشتركة بينهم كانت البقاء في أرض الوطن والعمل عن قرب، ويمكن الحديث عن بعض الأسماء، على غرار رابح سعدان الذي استقر في الجزائر حين أوكلت إليه مهمة تدريب الخضر عام 2008، بعدما كان يعيش في فرنسا، وهو الأمر ذاته الذي حدث أيضًا مع البوسني وحيد حاليلوزيتش.
الفرنسي كريستيان غوركوف أيضًا اشترط عليه "الفاف" البقاء في الجزائر خلال فترة تدريبه لمحاربي الصحراء، بين عامي 2014 و2016، وجُهِّز له مكتب في المركز التقني الوطني بمدينة سيدي موسى جنوبي الجزائر العاصمة، حيث كان يتابع مباريات الدوري المحلي باهتمام كبير، وسار رابح ماجر بعده على خطاه، بينما رفض الإسباني لوكاس ألكاراز هذا الشرط، ليكون ذلك من بين أسباب إقالته من تدريب المنتخب، إضافة إلى أسباب رياضية أخرى.
شارك:
أخبار ذات صلة
