هل ضحّى التعمري بمسيرته في فرنسا مقابل القضية الفلسطينية؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-10-11 19:42
-
آخر تعديل:
2023-10-11 22:08
الأردني موسى التعمري لاعب مونبيليه الفرنسي (espritpaillade)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

في أول مواسمه بالدوري الفرنسي، حقق الجناح الدولي الأردني، موسى التعمري (26 عامًا)، انطلاقة قوية مع فريقه الجديد مونبيليه، وسجّل 6 أهداف، إضافة إلى تمريرة حاسمة خلال 7 مباريات، ما جعله نجمًا -محتملًا- في نظر الصحافة الفرنسية.

انتقل التعمري إلى مونبيليه، قادمًا من ليفين البلجيكي في صفقة انتقال حرّ، وحمل معه أحلام الشعب الأردني الطامح في رؤية نجمه الشاب يسطع في سماء كرة القدم الأوروبية. وفي الحقيقة، جذب اللاعب أنظار كل العرب، وليس الأردنيين فحسب. 

بات التعمري أول لاعب أردني ينشط في البطولة الفرنسية، وما لبث أن نثر اللاعب المُلقّب بـ(ميسي الأردن) سحره في الملعب، ليحصد جائزة لاعب شهر سبتمبر/ أيلول في نادي مونبيليه، فضلًا عن ترشحّه لجائزة لاعب الشهر في المسابقة ككل.

غير أن الانطلاقة القوية التي حققها التعمري، ولاقى على إثرها الثناء من الصحافة الفرنسية، قد تنقلب رأسًا على عقب بين ليلة وضحاها. فقد أعلن نجم (النشامي) عن تأييده المطلق لأشقائه الفلسطينيين في غزّة، إبان عملية (طوفان الأقصى).

أظهر التعمري معدنًا صلبًا لا تشوبه شائبة، ونشر عديد القصص القصيرة والمنشورات في حسابات التواصل الاجتماعي المختلفة الخاصة به، ودوام على النشر اليومي منذ اندلاع عملية (طوفان الأقصى). غير آبهٍ بمآل الأمور في بلد مؤيّد للاحتلال.

لا يخفى على أحد الموقف الفرنسي منذ قديم الأزل وإلى الآن من المسلمين عامةً، والقضية الفلسطينية خاصةً، رُغم تتابع وتباين وتتالي الحكومات في قصر (الإليزيه)، فقد أبان وداوم العداء الفرنسي للإسلام، وكشّر عن أنيابه بين الحين والآخر.

مع ذلك، فقد بادر التعمري في يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وبعد ساعات قليلة من عملية (طوفان الأقصى)، بتدشين منشور تاريخي عبر منصّة فيسبوك، ليكون أول لاعبي كرة القدم العربية دعمًا لفلسطين.

كتب التعمري الآية المباركة من سورة التوبة: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ".. ثم ألحقها بدعاء لامس القلوب، رجا فيه من الله عز وجل أن ينصر إخوتنا في فلسطين على العدو.


ومع اشتداد القصف الإسرائيلي على غزّة، على إثر عملية (طوفان الأقصى)، عاد التعمري للنشر من جديد يوم 9 أكتوبر\ تشرين الأول، وأرفق صورة بها العلمان الفلسطيني والأردني، مكتوبا أسفلها الآية الكريمة من سورة البقرة "ألا إن نصر الله قريب".

وكتب على رأس المنشور: "لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم إن لم تقبلوها.. صبرًا أهل فلسطين، فإنَّ موعدكم الجنّة".



لاقى التعمري بعض الهجوم من وسائل إعلام فرنسية، ورُغم ذلك واصل الدعم العلني والمطلق للعيان للقضية الفلسطينية، ونشر قصة عبر منصّة (إنستغرام) يوم 10 أكتوبر، كتب فيها: "إن كنت تؤيد إسرائيل، إذن أعطهم أرضك".

في الحقيقة، أظهر التعمري موقفًا تاريخيًا في بلد يعده محللون سياسيون العدو الأول للإسلام وفلسطين في أوروبا، ولم يعر اللاعب الانتباه إلى مسيرته التي قد تنتهي سريعًا في الملاعب الفرنسية، أو الحملات التي ستُنظّم ضدّه من الإعلام.

رئيسة الوزراء الفرنسية، إليزابيث بورن، صرّحت الثلاثاء بعدائية شديدة بأن فرنسا ستقف إلى جانب إسرائيل، وأنها لن تتسامح مع هجمات الفلسطينيين، في حين وصف وزير الداخلية جيرالد دارمانان الأمر بـ(معاداة السامية) ويستوجب ردًا قاسيًا.

فرنسا قمعت مظاهرتين في باريس مؤيدتين للقضية الفلسطينية، وقال بيان عن الشرطة إنه لن يسمح بأي تظاهرات تحمل دلالات سياسية، أمّا بورن فقد قالتها صريحة للجالية اليهودية في فرنسا: "أي هجوم ضد إسرائيل، هو ضد فرنسا".

حسب محللين، فإن مستقبل التعمري في فرنسا بات غير مضمون، بعد موقفه من القضية الفلسطينية، وفي حين أن اللاعب الأعسر بدأ للتو يخطو أولى خطواته في (ليغ 1)، فإنها قد تكون الأولى والأخيرة.

في الحقيقة ضرب التعمري درسًا أخلاقيًا لعديد لاعبي كرة القدم العرب المتخاذلين، الذين لم يحركوا ساكنًا إلى الآن، وأكّد أن قضية الأُمّة لها الأولوية على كرة القدم و(البرستيج) في أعين البلاد الغربية.

شارك: