موسم نابولي المبهر يلقي بظلاله على أسعار لاعبيه
رغم اقتصار عنوان "التنافس الشديد" في الدوري الإيطالي حتى الآن في هذا الموسم على المراكز الأوروبية فقط، بما في ذلك مقعد "الوصيف"، فإنّ هذا الأمر لم يخطف سحر "الكالتشيو"، بحسب أغلب عشاقه والسبب واحد.. نابولي.
أضفت التشكيلة النابوليتانية وقعاً جميلاً على هذا الموسم ليس بسبب النتائج المبهرة التي حققتها فحسب، والتي بوّأتها زعامة مطلقة لا جدال في أحقيتها، بل للأسلوب الجميل والعروض الآسرة التي تقدّمها تشكيلة المدرب سباليتي مع كل مرحلة.
وجه نابولي المشرق هذا الموسم سلّط الضوء على مجموعة من اللاعبين المميزين، الذين حققوا قفزة نوعية على مستوى القيمة التسويقية التي "تفجرت" منذ تاريخ قدومهم لمعقل الأسطورة الراحل، دييغو مارادونا.
صعود صاروخي لـلموهوب الملقّب بـ"كفارادونا"
عند التمعن في تشكيلة فريق الجنوب الإيطالي، لن تتفاجأ بالصعود "الصاروخي" الذي سجلته القيمة التسويقية لفتى جورجيا المدلل، كفيشا كفاراتسخيليا، الذي قدّم نصف موسم عانق المثالية بفضل مخزون فني ثري وحلول فردية وجماعية، أغدق عليها محللو "Serie A" بالكثير من الإطراء والمديح المستحق.
"ترانسفير ماركت" ترصد الصعود الصاروخي لقيمة كفاراتسخيليا التسويقية
منذ أن وطأت قدماه رسمياً معقل مارادونا، في 1 يناير/ كانون الثاني 2022 قادماً من دينامو باتومي الجورجي في صفقة قدّرت ما بين 10 و15 مليون يورو وبعقد سيمتد حتى 2027، ما انفكت إبداعات الملقب في بلاده بـ"كفارادونا" تيمناً بنجم الكرة الأرجنتيني الراحل، تحاكي "لغة المال"، حيث سجلت قيمته التسويقية قفزة مرعبة وصل الفارق فيها إلى حدود 45 مليون يورو، حيث تقدّر صحيفة "ONZE" الفرنسية أنّ سعره حالياً بلغ حاجز الـ60 مليون يورو.
هذه الأرقام مرشحة للارتفاع أكثر في ظل "جنون" ميركاتو اللاعبين في السنوات الأخيرة، كما أنها مرشحة أيضاً للتطور في ظل مردود "كفارا" صاحب 7 أهداف في 15 مباراة مع نابولي حتى الآن، والذي بدأ يسيل لعاب كبار أندية أوروبا وفي مقدمتها ريال مدريد الإسباني، لا سيما أنّ اللاعب "ذا الهوى الملكي" سبق أن صرّح لشبكة "CNN" العالمية بأنّ حلمه منذ الطفولة التتويج بمسابقة دوري أبطال أوروبا بقميص "الميرنغي".
"السفّاح النيجيري" على خطى الكبيرين دروغبا وإيتو
في معرض الحديث عن كفاراتسخيليا والجلبة التي يحدثها في ملاعب إيطاليا، من غير الممكن أن يغفل الاهتمام عن سطوع نجم "مرعب الحراس" الجديد وهدّاف الدوري الإيطالي، فيكتور أوسيمن، الذي استقطبه نابولي من نادي ليل الفرنسي بصفقة بلغت قيمتها 70 مليون يورو (إضافة إلى 10 ملايين يورو إضافات ومتغيرات) في صيف عام 2020.
هل يصبح أوسيمن الوريث الشرعي لدروغبا وإيتو في ملاعب أوروبا؟
وتؤكد عدد من المصادر الإيطالية أنّ القيمة التسويقية لمهاجم النسور الخضر (15 هدفاً في 22 مباراة) قفزت إلى نحو الضعف؛ إذ تقدّر وصولها عتبة الـ160 مليون يورو حالياً، ويرجع ذلك إلى المستويات المبهرة التي يقدّمها مهاجم نابولي منذ قدومه، حيث سجل 42 هدفاً في 81 مباراة، وخصوصاً في الموسم الحالي، حيث تشهد "شراهته التهديفية" تطوراً مطّرداً في ظل شراكته الرابحة مع "كفارا" في الخط الأمامي، والتي أثمرت هذا الموسم توقيعه على 14 هدفاً في 19 مباراة حتى الآن.
وإذا ما واصل النيجيري في هذه النجاعة المستمرة، فسيكون أمامه صيف حافل مليء بالعروض المتهاطلة من كل حدب وصوب، لا سيما أنّ كبار "القارة العجوز" يعرفون أنّ "المهاجم الهدّاف" أضحى عملة نادرة، والتاريخ العريق للقارة السمراء في هذا المركز بالذات، من الليبيري جورج وياه وصولاً إلى الإيفواري ديدييه دروغبا والكاميروني صامويل إيتو، يعتبر حافزاً إضافياً للظفر بخدمات أوسيمن.
تشكيلة من ذهب تَعِدُ بالملايين
القفزة الخرافية في سوق اللاعبين لم تقتصر على نجمي نيجيريا وجورجيا فقط، وإنّما تعدّتها إلى باقي اللاعبين ولا سيما أولئك الذين يؤثثون التشكيلة الأساسية للمدرب سباليتي في كل جولة.
صعود صاروخي في أسعار لاعبي نابولي
وإليكم قائمة بلاعبي نابولي "الأساسيين" الذين سجلت قيمهم التسويقية ارتفاعاً واضحاً:
النيجيري فيكتور أوسيمن (من 80 مليون يورو في آب/ أغسطس 2020 إلى 160 مليون، زيادة بنحو 80 مليون).
الجورجي كفيشا كفاراتسخيليا (من نحو 15 مليون يورو في آب 2022 إلى 60 مليون حالياً، زيادة بنحو 45 مليون)
البولندي بيوتر زيلينسكي (من 12 مليون يورو عند قدومه في 2016 إلى 40 مليون، حقق زيادة بـ28 مليون).
الكوري الجنوبي مين جاي-كيم (من 14 مليون يورو في آب 2022 إلى 35 مليون، زيادة بـ21 مليون).
الإيطالي جيوفاني دي لورنزو (من 9 ملايين يورو في 2019 إلى 25 مليون، زيادة بـ16 مليون).
الكوسوفي أمير رحماني (من 12 مليون يورو في يناير 2021 إلى 25 مليون، زيادة بـ13 مليون).
الكاميروني فرانك رامبو-أنغيسا (من 25 مليون يورو في سبتمبر/ أيلول 2021 إلى 38 مليون، زيادة بـ13 مليون).
المقدوني إلجيف إلماس (من 10 ملايين يورو في آب 2019 إلى 23 مليون، زيادة بـ13 مليون).
السلوفاكي ستانيسلاف لوبوتكا (من 20 مليون يورو في يناير 2020 إلى 30 مليون، زيادة بـ10 ملايين).
الإيطالي جياكومو راسبادوري (من 28 مليون يورو في آب 2022 إلى 35 مليون، زيادة بـ7 ملايين).
بصمة سباليتي
في خضم كل هذا الحديث عن المال وتضخم القيمة السوقية للاعبي نابولي، يبدو من الجحود عدم إعطاء الحق لصانع هذا "التطور اللافت"، ومن يكون غير المدرب لوتشياتنو سباليتي، الداهية التكتيكية، الذي منح فريق الجنوب بداية جديدة بعد توديعه لجيله القديم، مع عدد من أبرز النجوم على غرار "الصخرة" السنغالية كاليدو كوليبالي المنتقل مؤخراً إلى تشيلسي الإنجليزي، والمايسترو لورنزو إينسيني والبلجيكي دريس ميرتنس والإسباني خوسيه ماريا كاييخون ومواطنه فابيان رويز وقبلهم السلوفاكي ماريك هامسيك وغيرهم.
نابولي يهنئ سباليتي على إنجازه بعد ما أصبح المدرب الأكثر تحقيقاً للانتصارات في الكالتشيو
بصمة سباليتي قد تمنح "مدينة الباستا والبيتزا" الشهيرة فرحة عارمة لم تعشها منذ موسم 1989-90، تاريخ آخر تتويج لها بالكالتشيو، كما ستتاح الفرصة للمدرب صاحب الـ63 عاماً لمعانقة لقب "السكوديتو" بعد أن عانده الحظ لنيله في 4 مناسبات سابقة في أعوام 2006 و2007 و2008 و2017، عندما أشرف على حظوظ نادي روما.
إرث مبهر في مجال "الصفقات الناجحة"
من جهة أخرى، يعدّ أيضاً دور رئيس نادي نابولي المعروف، أوريليو دي لاورنتيس، محورياً وأساسياً في مجال التعاقدات، كيف لا وهو الذي يمتلك تاريخاً حافلاً من التعاقدات الناجحة شراءً وبيعاً، والتاريخ لا ينسى أسماء خالدة أعطت للنادي السماوي فنياً في الميدان ومالياً بعد أن ملأت خزائن النادي عند مغادرتها، ومن أهم هذه الأسماء الأرجنتيني غونزالو هيغوايين والأوروغواياني إدينسون كافاني.
والمتابع لتعاقدات نابولي هذا الموسم، يتأكد أنّ المنتج السينمائي "المحنك"، ما يزال يختزن تلك "المَلكَة الفذّة" التي تسمح له باصطياد "العصافير النادرة" والمربحة في آن واحد، ولعلّ دي لاورنتيس الذي يرأس النادي منذ 2004 خلفاً لسالفاتوري نالدي، قادم على "صيف مربح" في حال قرّر فتح الأبواب أمام رحيل "غيض" من فيض نجومه المتألقين.
شارك:
أخبار ذات صلة
