من الأرشيف.. قصة لاعب ليبي دافع عن ألوان منتخب تونس

تحديثات مباشرة
Off
2024-05-02 22:42
أرشيفية | فريق حمام الأنف التونسي في في خمسينيات القرن الماضي (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

التاريخ الرياضي الليبي مليء بالذكريات والحكايات التي لم ترو بعد، ولعله يغيب عن الكثيرين قصة الأسطورة على الزقوزي، الذي يعد اللاعب الوحيد الذي لعب لمنتخبي ليبيا وتونس في خمسينيات القرن الماضي.

علي الزقوزي، الذي بدأت شهرته الحقيقية في عالم النجومية بكرة القدم في ليبيا، مع الاتحاد في عام 1947، قام بزيارة إلى تونس لخوض لقاء ودي أمام الترجي في 1949، وتألق الزقوزي في المباراة وشد انتباه رئيس حمام الأنف في ذلك الوقت، صلاح الدين باي النجل الأصغر للأمين باي آخر بايات في تونس.

وأرسل إليه صديقه عبد الرحمن الساعدي، وهو أول حارس مرمى ليبي يحترف في تونس مع الصفاقسي، لإقناع الزقوزي باللعب في حمام الأنف، وبعد مفاوضات ماراثونية وافق الأسطورة على الانضمام إلى النادي التونسي الذي كان يلعب في الدرجة الثانية في ذلك الوقت.

تألق الزقوزي مع حمام الأنف يقوده لمنتخب تونس

ولعب الزقوزي مع حمام الأنف من 1949 حتي 1956، وفاز معه ببطولة الكأس والدوري لأكثر من مرة في الدرجة الثانية، وصعد به إلى مصاف فرق دوري الدرجة الأولى، وكان يلعب معه في تلك الفترة حارسا المرمى العملاقان عبد الحفيظ بيزان وعبد السلام كريم، والمهاجم ونيس حبيب الله.

النجم الليبي علي الزقوزي

ووجهت الدعوة إلى الأسطورة الليبية من أجل اللعب مع نسور قرطاج، بعد أن بات حديث الشارع الرياضي في تونس بسبب لعبه المتميّز وعبقريته المذهلة، وبالفعل شارك معهم في أكثر من عشر مباريات باسم علي الطرابلسي، وذلك قبل أن تعلن تونس استقلالها سنة 1956، ليصبح اللاعب الليبي الوحيد الذي لعب لمنتخبين هما ليبيا وتونس.

وشارك الزقوزي مع ليبيا في العديد من المنافسات أيضًا، حيث تألق بشكل كبير خلال فعاليات الدورة العربية الأولى، التي أقيمت بالإسكندرية بمصر 1953، والتي سجل خلالها 3 أهداف، كما برز بشكل كبير في الدورة العربية الثالثة، التي أقيمت بالدار البيضاء بالمغرب 1961، والتي كان فيها الزقوزي يحمل شارة القيادة.

العودة إلى ناديه الاتحاد

عاد اللاعب على الزقوزى إلى طرابلس 1956، للعب مع ناديه الاتحاد ومنه انضم إلى صفوف الوحدة ولعب معه 4 مواسم كروية وفي نهاية 1962 عاد مرة أخرى إلى نادي الاتحاد وظل معهم حتى 1963، ثم انضم بعدها إلى فريق باب البحر، الذي اختتم معه مشواره الرياضي وهو لاعب بنهاية 1965.

وبعد أن اعتزل اللعب اتجه إلى التدريب وخاض العديد من المحطات المهمة في مشواره، أبرزها مع الأهلي طرابلس الذي قاده للفوز للتتويج بأول بطولة للدوري الليبي في تاريخه وكان ذلك في الموسم الرياضي 1972–73، كما تولى الزقوزي، تدريب المنتخب الليبي في العديد من المباريات الدولية، أبرزها دورة الإجلاء الدولية عام 1970، وتصفيات بطولة كأس العالم التي أقيمت بالأرجنتين عام 1978.

نهاية حزينة للأسطورة الزقوزي

نهاية رحلة الأسطورة على الزقوزي نجم منتخبي تونس وليبيا، والذي وُلِد عام 1930 بوسعاية الفقيه حسن بطرابلس، لم تكن سعيدة مطلقًا، حيث ساءت أوضاعه المعيشية وهدمه مرض السكري الذي أودى بإحدى ساقيه، ليفارق الحياة في التاسع والعشرين من يوليو 2011، بعد معاناة طويلة وقاسية مع أمراض الشيخوخة في طرابلس عن عمر يناهز 81 عامًا، ثم كرمته وزارة الرياضة بعد وفاته ليُسمَّى الملعب الجانبي بالمدينة الرياضية باسمه وذلك نظير ما قدمه لكرة القدم الليبية.

شارك: