من أجل دوكو.. هل تخلّى غوارديولا عن أفكاره القديمة؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-26 18:59
المدرب الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي (X/ManCity)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قبل بداية قمة مانشستر سيتي وليفربول، كانت هناك نقطة خلاف كبيرة على التشكيلة المتوقعة للسيتي، هل يواصل بيب غوارديولا الاعتماد على جيريمي دوكو على اليسار كما فعل أمام تشيلسي، أم يُعيد جاك غريليش للتشكيلة الأساسية؟

الفارق بين دوكو وغريليش واضح، فالأول لاعب مباشر يحب المراوغة والتوجه نحو المرمى دائمًا، والثاني لاعب مراوغ أيضًا، لكنْ لديه قدر كبير من الاستحواذ والسيطرة على الكرة، الشيء الذي يحبه غوارديولا.

لكن بيب فضّل مرة أخرى اختيار دوكو، وهنا بدأت الأسئلة تُطرح حول تغيير واضح في نهج وأفكار الأصلع نفسه.

عُرف عن غوارديولا أنه متيم بالاستحواذ على الكرة، لكن هذا الشيء تغير الآن على ما يبدو، بسبب المدرب نفسه، وبسبب نوعية اللاعبين تحت قيادته.

بينما مايزال السيتي يتصدر قائمة أكثر فرق الدوري الإنجليزي استحواذًا على الكرة، إلا أنه يتفوق بفارق طفيف على أرسنال وبرايتون، وهو في طريقه نحو أقل استحواذ له في عهد غوارديولا بشكل عام، بنسبة 62%، مقابل 61% لأرسنال.

أكمل دوكو 11 مراوغة أمام ليفربول، وهو أكبر عدد في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ أكثر من عامين، وكان البلجيكي مسؤولاً عن 68% من جميع المراوغات التي قام بها مانشستر سيتي في قمة السبت.

من الواضح أن المدرب الإسباني بدأ يتبني فكرة وضع الكرة للأمام في أسرع وقت، من دون التفكير في الاستحواذ، لذلك كان السيتي أشبه بفريق فوضوي يدور في فلك اختراقات دوكو، ولولا قيام برناردو سيلفا بخبرته في ربط الأمور ببعضها البعض، لكان الأمر أكثر فوضوية خاصة في الشوط الأول.

نادرًا ما كان غوارديولا يمتلك لاعبين من نوعية دوكو، أسلوب جيريمي المباشر والرغبة في المراوغة تجعله عرضة لفقد الكرة أكثر، وبالتالي هجمات مرتدة على السيتي، وهذا يعد انقلابًا على أفكار غوارديولا في السيطرة وإعطاء الأولوية للاستحواذ.

فكرة الاستحواذ بالنسبة إلى غوارديولا لا تأتي فقط كفكرة هجومية، بل لحرمان الخصم من الكرة، وبالتالي يحد من تهديده، لكن عندما يعتمد بيب على اللعب المباشر، ففريقه يكون عرضة للمرتدات أكثر، وهنا يعاني لدرجة أنه يستخدم سلاح "المخالفات التكتيكية" التي انتقدها يورغن كلوب ذات مرة!

الآن غوارديولا لا يفكر في كيفية الوصول للثلث الأخير عن طريق التدرج بالكرة والاستحواذ، الأهم هو أن تصل بأي طريقة، ثم تعتمد على مهارات من لديك في الأمام.

وهذا ما تؤكده إحصائية مهمة جدًا، تقول إن السيتي تراجع للمركز الثاني في لائحة أكثر الأندية الإنجليزية إنهاءً للتمريرات في الثلث الأخير للملعب خلف أرسنال، بواقع 2459 تمريرة للمدفعجية و2431 للسيتي.

إجبار غوارديولا

هذا الأسلوب ربما يكون غوارديولا مُجبرًا عليه، لأنه لم يوجد أحد على مقاعد البدلاء أمام ليفربول كان بمقدوره الإمساك بزمام الأمور في الوسط، باستثناء غريليش.

فقد غوارديولا رجاله في هذه النقطة.. رحل إيلكاي غوندوغان، وأصيب كيفن دي بروين، لذا فإن السيتي يعاني من خلل في التوازن.

ويحاول غوارديولا فعليًّا ممارسة أكبر قدر ممكن من السيطرة على المباريات، على الرغم من اضطراره -في معظم الحالات- إلى استخدام لاعبين أكثر ملاءمة لخلق الفرص من الاحتفاظ بالاستحواذ.

شرط لعب حراس المرمى من الخلف ربما قد تحول من شيء ثابت وأسلوب واضح إلى شيء يعد من "كماليات اللعب"، وهو ما قاله خورخي فالدانو في الموسم الماضي.

لو لم يغادر إيلكاي غوندوغان النادي، وفي وجود دي بروين وبرناردو سيلفا وجون ستونز، ربما كان الأمر أقل أهمية، لكن في الوقت الحالي يبدو السيتي ضعيفًا في فكرة السيطرة، عندما يغيب واحد أو أكثر من رودري وستونز وبالطبع برناردو.

إذا عاد ستونز أمام توتنهام، الأسبوع المقبل، فقد يخيم الهدوء مرة أخرى على خط الوسط، وقد تعود الأفكار القديمة لبيب، لكن في المباراتين الأخيرتين، فقد السيتي السيطرة التي يعتز بها غوارديولا.

شارك: