لعنة المنتخبات الأوروبية تضرب البرازيل وتنهي أحلام جيل نيمار

2022-12-10 13:40
البرازيل تواصل الابتعاد عن منصات التتويج المونديالية (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

ضربت اللعنة جيل نيمار مجددًا ليتأجل حلم منتخب البرازيل في التتويج بلقب المونديال لمدة 4 أعوام أخرى، بعدما وصل إلى الدوحة محمولًا برغبة جامحة لإحراز لقب كأس العالم قطر 2022، الغائب عن خزانة منتخب السامبا منذ 20 عامًا، عندما توج باللقب في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002. 

وبسقوطهم قبل الدور نصف النهائي، لم يكن أداء نيمار ورفاقه أفضل مما كان عليه الوضع أعوام 2006 و2010 و2018، عندما أقصي الفريق أمام منتخبات فرنسا وهولندا وبلجيكا على الترتيب، فيما كانت أفضل نتيجة منذ تتويج 2002 الوصول إلى نصف النهائي عام 2014 على أرض "سيليساو"، وحينها تلقى "السيليساو" هزيمة مذلة تاريخية أمام منتخب أوروبي آخر هو ألمانيا بنتيجة 1-7.

انتهى الحلم وبدا نيمار مجددًا عاجزًا عن السير على خطى أسلافه الكبار بعد السقوط، يوم الجمعة، على يد كرواتيا بركلات الترجيح، خلال مباراة تبخرت فيها فرحة نجم باريس سان جيرمان الفرنسي بمعادلة رقم الأسطورة بيليه من حيث عدد الأهداف بألوان "السيليساو".

اعتقد فريق المدرب تيتي أن كل الفرص قائمة هذه المرة ليمنح بلاده لقبًا طال غيابه بعد حملة تصفيات مثالية وتألق معظم نجومه، لا سيما في خط المقدمة بوجود نيمار وفينيسيوس جونيور ورودريغو.

تغير نسبي

وضع تيتي فريقه على المسار الصحيح ونفض عنه غبار الهزيمة التاريخية أمام اأمانيا 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014، من خلال قيادته إلى التتويج بكوبا أمريكا عام 2019، ثم خاض تصفيات أمريكا الجنوبية من دون أي هزيمة.

ورفع تيتي السقف بقوله لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية في يونيو/ حزيران الماضي: "يجب أن نبلغ النهائي ونصبح الأبطال. هذه الحقيقة. في روسيا كنت المدرب في ظروف مختلفة (بعد إقالة دونغا). اليوم لدي فرصة إكمال دورة السنوات الأربع. التوقعات مرتفعة لكنني مركز على العمل".

خاض تيتي نهائيات قطر بخطوط تتمتع بخبرة هائلة بدءًا من حارس ليفربول الإنجليزي أليسون، وقطبي قلب الدفاع تياغو سيلفا وماركينيوس، مرورًا بخط الوسط بوجود كاسيميرو وأسماء رائعة من المهاجمين بقيادة نيمار.

لكن كل شيء انتهى على يدي الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش والقائم الأيمن اللذين صدا ركلتين ترجيحيتين لرودريغو وماركينيوس، ما يعني أن الحلم بنجمة سادسة بات معلقًا منذ 24 عامًا، أي الفترة الممتدة من اللقب الأخير عام 2002 والمونديال المقبل عام 2026، لتتكرر فترة صيام عن التتويج المونديالي اختبرها المنتخب بين لقبه الثالث عام 1970 بقيادة بيليه والرابع عام 1994 بقيادة روماريو.

ضغط هائل

من الواضح أن هذا يثير مسألة التوقعات الهائلة الموضوعة على أكتاف اللاعبين البرازيليين والضغط الذي يعيشونه جراء الرغبة المتواصلة بإحراز هذا اللقب السادس، حيث أقرَّ الجناح رافينيا قبل النهائيات بقوله: "يقع على عاتقنا حمل كبير. منذ 2006، أراد الجميع أن يفوز منتخب السامبا بالنجمة السادسة".

لكن الأعوام تمر وتأجل الحلم الآن حتى 2026 حين تنظّم البطولة بالقارة الأمريكية الشمالية في كندا والولايات المتحدة والمكسيك، لكن النسخة الـ23 من النهائيات ستكون بلا شك دون تياغو سيلفا (38 عامًا حاليًا)، داني ألفيس (39 عامًا) والأهم بدون نيمار الذي ألمح العام الماضي إلى أن كأس العالم في قطر ستكون على الأرجح "الأخيرة" له.

وقال نجم سان جيرمان لمنصة "دازون" للبث المباشر: "لا أعرف إذا سأظل حتى حينها أتمتع بالعقلية اللازمة لتحمل المزيد من متطلبات كرة القدم"، وكرّر ذلك الجمعة، وقال بعد الخسارة: "أنا لا أغلق أي أبواب على منتخب البرازيل، لكن أيضًا لا أضمن 100% أنني سأعود".

قد يعدل نيمار عن موقفه بعد تبخر الحلم، إذ بإمكانه مواصلة اللعب على أعلى المستويات حتى حينها كونه لم يتجاوز الثلاثين من عمره ولديه عقد طويل مع سان جيرمان.

يخاطر نيمار بإنهاء مسيرته الدولية وفي جعبته كأس القارات (2013) والميدالية الذهبية الأولمبية (2016) فقط، وذلك لأنه كان خارج التشكيلة عندما فاز رجال تيتي بلقب كوبا أمريكا 2019.

الحزن يسيطر على البرازيل بعد الإخفاق أمام كرواتيا

من إصابة في الظهر إلى أخريين في القدم والكاحل، هذه العلاقة التي ربطت نيمار بالمنتخب أكثر من الأهداف الـ77 التي جعلته على المسافة ذاتها من الهداف التاريخي بيليه، وإذا كانت مسألة بقاء نجم سان جيرمان مع المنتخب من عدمه غير محسومة، فإن الرحلة انتهت بالتأكيد بالنسبة لتيتي الذي كان رأيه حاسمًا أصلًا قبل النهائيات، بالإعلان عن أن مونديال قطر سيكون نهاية رحلته مع "سيليساو".

وبفضل مجموعة المواهب التي لا تنضب، مثل ريتشارليسون وفينيسيوس جونيور ورودريغو وأنتوني وغابرييل مارتينيلي، سيتمكن "سيليساو" من إعادة اكتشاف نفسه بغض النظر عن مدربه المستقبلي، لكن الضغط من أجل الفوز باللقب السادس سيبقى قائمًا وثقلًا هائلًا حتى يتحقق الحلم.

شارك: