لعبة جيرونا الذكية وحسبة تشافي ضُربت بلاعبي برشلونة

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-11 14:29
جيرونا يتفوق على برشلونة برباعية في ديربي كتالونيا (twitter/mundodeportivo)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

مباراة جديدة يثبت فيها جيرونا أنّ تربعه على صدارة ترتيب الدوري الإسباني ليس مصادفة، وأن مغامرته الجامحة المستمرة حتى الآن لم تأتِ فجأة، نعم قد تنتهي في أي وقت؛ لكن في 16 مباراة لعبها النادي الكتالوني الصغير، فاز في مباراة أو اثنتين منها دون أحقية كاملة، أمّا الباقي فكان الطرف الأفضل بوضوح.

حتى أمام ريال مدريد وهو يخسر بالثلاثة كان جيرونا قريبًا من التقدم في فرصتين من شأنهما أن تغيّرا من الأمور أمورًا؛ لكن تلك الخسارة أصلًا كانت دليلًا على أن هذا الفريق بُني على أساس مميز جعله يعود من جديد للصدارة بل وينفرد بها.

أسلوب لعب جيرونا شرحناه باستفاضة فيما سبق، لكن في مباراة الأحد كان ميغيل سانشيز مونيوز يدرك تمامًا أن تشافي سيدرس طريقة لعبه جيدًا والتي تعتمد بشكل رئيس على أليكس غارسيا كمحطة مميزة في الارتكاز؛ للخروج بالكرة وانتقالها إلى الأطراف، ليقرر مونيوز تفادي سيناريو الإجهاز على غارسيا بذكاء شديد.

سواء لعب جيرونا بطريقة 4-3-3 أو بطريقة 3-4-3 فإن غارسيا دائمًا ما يلعب كارتكاز وحيد، لكن اليوم خاض جيرونا مواجهة برشلونة بإعادة إيفان مارتين ليجاور غارسيا، ما جعله خيارًا ممتازًا للخروج بالكرة دون اللجوء إلى غارسيا الذي كان دائمًا ما يسحب أكثر المندفعين من لاعبي وسط برشلونة إليه تاركًا غارسيا يتسلم الكرة من لاعبي الدفاع، كما استفاد غارسيا من الضعف الواضح في ضغط جواو فيليكس ليميل كثيرًا إلى جانبه.

غياب غافي

وفي ظل غياب غافي –أشرس لاعبي برشلونة ضغطًا- كان يعاني برشلونة للخروج بكلٍ من بيدري وغوندوغان بسرعة للضغط على ثنائي جيرونا، لكن إن حدث؛ فإن الخيار الأهم والبديل كان يتمثل في ميغيل غوتيريز، الظهير الأيسر الذي يتحول للاعب وسط مع انتقال دالي بليند إلى الجبهة اليسرى.

يتمتع غوتيريز بكل ما يحلم به مدربه، فهو ظهير أيسر جيد جدًا على المستوى الهجومي؛ لكنه يمتلك من الذكاء الحاد والمهارة التي لا تُخطئها العين ما يكفيه ليمارس الدور الذي أوكل به بيب غوارديولا لأظهرته في الموسمين الماضيين من كانسيلو وزينشينكو وجون ستونز، وهو الدخول للعمق وصنع الزيادة العددية في وسط الملعب.

ومع مهارة مذهلة ورباطة جأش يُحسدوا عليها كان كل شيء مثاليًا لجيرونا في الخروج بالكرة. فيما عدا قلب الدفاع دافيد لوبيز، فإن الكل قادر على القبض على الكرة حتى آخر لحظة لحين ظهور الخيار المثالي للتمرير، ومع كل دقيقة تمر كانت تلك الخيارات المثالية تزداد بسبب إحباط لاعبي برشلونة من الضغط بلا فائدة وانقطاع أنفاسهم ركضًا وراء الكرة دون جدوى.

من طريقة لعب تشافي، ظهرت واضحةً معرفته بأن جيرونا ليس بالفريق الذي تفكر كثيرًا في هجومه بقدر ما عليك أن تركز على ضعف دفاعه. فرق كثيرة حاولت وضع متاريس دفاعية أمام جيرونا أملًا في إيقاف هذا الهجوم الكاسح؛ لكنهم لم يفلحوا قط. وحده مَن ركز على ضعف دفاع متصدر الليغا كان هو الظافر بنتيجة جيدة أو تهديد واضح لتلك النتيجة، فعلى سبيل المثال يمكن وصف رايو فايكانو بأفضل فريق قدّم مباراة تكتيكية أمام جيرونا، حتى لو كان قد خسر، وحتى لو كان ريال مدريد هو من فاز بالثلاثة على جيرونا، لكن التكتيك لا يُقاس بالنتائج.

مشكلة تشافي

مشكلة تشافي الحقيقية كانت في سعيه الذي قُوبل بحالة مثالية للاعبي جيرونا، وحالة مزرية لكثيرٍ من لاعبيه، فجواو فيليكس كان في حالة فنية غاية في السوء، وبيدري تم إنهاكه في الركض وراء الكرة فلم يظهر بالشكل المثالي في الهجوم.

وعلى سيرة الحالة غير المثالية، فإن الحقيقة غير المُعلنة التي ينظر كثيرون إلى بعضهم البعض دون أن يبوحوا بها هي أن رونالد أراوخو كان يداري كثيرًا من أخطاء دفاع برشلونة، ومع الحالة الفنية المتوسطة جدًا لأراوخو هذا الموسم فإن تلك الأخطاء انكشفت بشكل أكبر. اليوم على سبيل المثال، تفوق أرتيم دوفبيك بشكل كبير على المدافع الأوروغواياني، لكن ما كان غير متوقع فعلًا هو أن يتغلب كريستيان ستواني نفسه على أراوخو في لعبة هوائية أسفرت عن الهدف الثالث الذي قتل كل شيء تقريبًا.

وإن كنت لم تشاهد المباراة، فلا يغرّنك أن برشلونة سدد ضعف تسديدات جيرونا، صحيح أن البارسا صنع من الفرص ما يكفي لتسجيل أكثر من هدفين، لكن جيرونا صنع كمًّا هائلًا من الفرص التي لم تنتهِ بتسديدة بعدما تسابق أليكس غارسيا وسافيو ودوفبيك وإيفان مارتين على التمرير داخل منطقة الجزاء بغرابة شديدة في لقطات غاية في الخطورة بدلًا من التسديد مباشرة من على بُعد أمتار.

الخلاصة.. ربما يتعثر جيرونا في وسط رحلته.. هذا هو الخيار الآمن والجملة السهلة التي سيزعجك بها كثيرون في التعليق على أي شيء يتعلق بمغامرة جريئة كهذه.. غالبًا معهم حق، لكن ما يزعج في تلك التعليقات هو عدم مشاهدة مباريات النادي الكتالوني الصغير والاستخفاف بمدى ما أنجزه الفريق والأهم "كيف" أنجزه.

شارك: