كيف يعوض برشلونة غياب غافي؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-24 23:50
تشافي هيرنانديز مدرب نادي برشلونة الإسباني (X/FCBarcelona)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم تكن إجازة سعيدة أبدًا على برشلونة، الذي يستعد لعودة عجلة الدوري الإسباني للدوران، لا سيما في ظل خسارته لخدمات لاعب خط وسطه غافي بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي بركبته اليسرى، خلال مشاركته مع منتخب بلاده في فترة التوقف الدولي الأخيرة.

وسيبتعد نجم "لاروخا" عن الملاعب لفترة طويلة، ستمنعه بنسبة شبه مؤكدة عن مشاركة إسبانيا رحلتها في يورو 2024 القادمة، التي ستقام في الملاعب الألمانية.

أرقام هائلة

بدأت رحلة غافي الدولية منذ انطلاقته القوية مع برشلونة، لينضم للمنتخب الإسباني الذي خاض غمار كأس العالم 2022 بقطر، وهي البطولة التي جعلته يسطّر اسمه كأصغر لاعب (18 عامًا و110 أيام) يسجل في كأس العالم منذ أن سجل الجوهرة السودراء بيليه (17 عامًا و249 يومًا) هدفيه الشهيرين في مرمى السويد في نهائي كأس العالم 1958.

أهمية غافي كانت كبيرة جدًا لنادي برشلونة، فمنذ أن بدأ المشاركة في صفوفه في أغسطس 2021، لعب غافي في 92% من مباريات البرسا حتى الآن بواقع 111 مباراة من أصل 121، بل إنّ أحد أهم أسباب غياب غافي عن المباريات ليس لأسباب فنية أو للإصابات، بل يتمثل في تراكم البطاقات الصفراء التي يحصل عليها بإفراط شديد، وهي إحدى النقاط السلبية التي تؤخذ عليه، ففي 12 مباراة خاضها في لا ليغا هذا الموسم، حصل على 5 بطاقات ما منعه من المشاركة في مباراة ألافيس القادمة قبل سقوطه ضحية للإصابة الأليمة.

حسب موقع "سوفا سكور"، فإنّ غافي قام بتدخلات ناجحة بمتوسط 2.8 في المباراة الواحدة، واستعاد الكرة بشكل عام بمعدل 3.8 كرة للمباراة الواحدة، كما ربح 6.47 تحديًا ثنائياً ما بين أرضي وفضائي في كل مباراة.

تتجلّى قوة أرقام غافي الدفاعية في رقم مهم جدًا، وهو الـ PPDA أي عدد التمريرات التي يقوم المنافس بتمريرها قبل أن يقوم أحد لاعبي المنافس بموقف دفاعي ما (قطع كرة أو ضغط أو استخلاص أو ما شابه)، فالرقم يتباين جدًا بوجود غافي من عدمه.

فعندما يغيب غافي عن البلوغرانا، يستطيع المنافس الخروج في المتوسط بـ PPDA يبلغ 10.93، بينما مع حضوره ينخفض هذا المتوسط بشدة حيث يصل إلى 9.51 تمريرة ممنوحة لمنافسي الفريق، قبل أن يقوم لاعبو النادي الكتالوني بتدخل دفاعي يكون لغافي نصيب منه بكل تأكيد، فضغطه على المنافسين أمر لا تخطئه العين، ومحاولاته المستمرة للركض خلف الكرة دون كلل أو ملل واضحة للجميع.

إمكانيات غافي الدفاعية أفضل من الهجومية، لكن هذا لم يمنع موقع "ستاتس 24" عن الكشف عن كون غافي خامس أفضل الممريين دقة هذا الموسم في الليغا بعد توني كروس وأوريلين تشواميني وإيفان مارتين وأكسل فيتسل، بعدما مرر بدقة 91.5%.

لكن هذا لا يمنع أنّ غافي يرتكب العديد من الأخطاء في التمرير المهم أو في تسلم الكرة تحت ضغط، فهو يحتاج لتطوير هذا الجانب لتجنب سيناريوهات حدثت له في أكثر من مباراة، كما حدث على سبيل المثال أمام غرناطة عندما خُطفت منه الكرة وسجل منها أصحاب الأرض هدفًا في بداية المباراة، ثم خُطفت منه ثانية، حيث كاد معها أن يسجّل الضيوف هدف الفوز في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع لولا القائم، الذي ناب عن العملاق الألماني مارك أندريه تير شتيغن في التصدي للكرة.

هل يستطيع برشلونة تعويض غياب غافي؟

من دون شك يعتبر غافي لاعبًا مهمًا في الفريق الكتالوني، وغيابه لفترة طويلة أمر مؤثر، لكنّ الواقع يقول إنه في حالة انعدام غيابات باقي لاعبي الوسط فإن تأثير غيابه سيقلّ بالضرورة.

تعويض غافي دفاعياً، قد يتمّ بعودة فرينكي دي يونغ، الذي يقدّم مستويات دفاعية جيدة، ربما تكون أقل من غافي لكنّ "مايسترو الطواحين" يعوضها بإمكانياته الهجومية الأفضل من زميله في هذا الصدد. 

بيدري أيضًا قد يسهم في هذا الأمر فهو أميز من الاثنين على المستوى الهجومي. ويقدم بعض الخدمات الدفاعية التي لا يمكن تجاهلها وإن قلّت مقارنة بالهولندي والإسباني.

ربما يلجأ تشافي كذلك إلى إعادة الاستعانة بشكل حذر بأوريول روميو في بعض المباريات الأقل قوة، التي يُتوقّع أن يسيطر فيها برشلونة على مجريات الأمور، وذلك ليعوّض هذا الكم اللافت من الأرقام الدفاعية التي كان يقدّمها غافي؛ لكن الواقع يقول إنّ البرسا أصبح يعاني في أغلب المباريات التي يخوضها ولم تعد هناك مباراة تشعر فيها بأنها "أقل قوة"، وخير دليل على ذلك مباراة ألافيس الماضية التي كان يُفترض أن يخرج فيها النادي الكتالوني فائزًا بسهولة، فإذا به يلاقي الأمرّين بعدما كاد ألافيس في مرتين أو ثلاثة أن يتقدم بهدفين نظيفين، لكن لحسن الحظ استمرت النتيجة بتقدم ألافيس بهدف نظيف قبل أن يعيد ليفاندوفسكي الأسبقية للبرسا بعد تسجيله لهدفين.

ما يُتوقع في الوقت الحالي هو أن نرى ثلاثي وسط مكوّنًا من فرينكي دي يونغ وإيلكاي غوندوغان وبيدري مع استعانة بسيطة بأوريول روميو، وربما كانت إصابة غافي بمثابة إلغاء للحيرة التي كان ليعاني منها تشافي مع عودة المصابين بمن سيتعين به كأساسي، ولو أنه بالتأكيد كان ليفضّل استمرار غافي والاستمتاع بـ "حيرة الجاهزين"!

شارك: