كيف نصنع بطلا أولمبيا؟

2021-08-05 19:04
السبّاح التونسي أحمد الحفناوي يهدي تونس والعرب أول ميدالية ذهبية في أولمبياد طوكيو (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

مع كل دورة أولمبية يكثر الجدال والنقاش بشأن ابتعاد العرب عن منصات التتويج.. وهل هو لقلة الأموال المرصودة للرياضة.. أم لضعف البنية التحتية.. أم لعدم وجود أبطال.. أم لغياب مقاربة صحيحة لصناعة الأبطال.

مع اختلاف تجربة كل دولة وظروفها الاقتصادية والاجتماعية وتوجهاتها السياسية، فإننا نتفق على أن شعوبنا مغرمة وتحب الرياضة وتشجع كل الرياضات وتسعى كلها للنجاح، لكن ما ينقصنا هو التخطيط والمداومة في المشروع لسنوات كي نجني الثمار، وذلك غير موجود عندنا كما تعلمون، لأن المسؤول أو الوزير أو رؤساء الاتحادات يلغون ما سبق ويأتون بقاعدة نهدم ثم نبني، وهذا الغياب لاستمرار الفكر وتوحيد طرق العمل ما يجعل النجاح الرياضي مرده الرياضي ومجهوده وموهبته وليس السيستم.

من تجارب دول الصدارة مثل أمريكا والصين وغيرها، نجد منظومة كاملة قائمة الذات تكتشف المواهب من سن الخامسة أو السادسة.. ومن ثم توجه هذه المواهب لمجال اختصاصها.. وصناعة البطل في الغرب هي مثل صناعة السيارات.. صناعة الأدمغة.. صناعة الثروة.. وهي كما تلاحظون أفكار تجمعها كلمة صناعة!

البطل في الغرب يصنع.. تتوفر له البنية التحتية والكادر التدريبي.. المعسكرات.. البطولات التي تهدف لتعزيز خبراته.. إن البطل الأولمبي في الغرب يعملون على نجاحه 8 سنوات، وعندنا نحضر الأولمبياد في شهر.. فكيف نقارن ما لا يقارن؟

شيء آخر يعيب الرياضة العربية هو عدم التخصص.. تجد عندنا تركيزا على كل الرياضات وهذا لا يستقيم.. أكبر الدول على الصعيد الأولمبي أمريكا والصين مسيطرة بفضل 7 أو 8 رياضات.

مشكل آخر مطروح بخلاف أننا "بتاع كله".. هناك مجهود رياضي يكاد يوجه لكرة القدم وبقية الرياضات  مذبوحة وشهيدة، خاصة الفردية.. فكيف ننتقد مردود الحضور العربي في الأولمبياد ونحن لا نهتم ماديا وإعلاميا بالرياضات الفردية إلا في مدة أسبوعين ومرة كل 4 سنين.

14 ميدالية عربية في ريو دي جانيرو 2016، منها 3 ذهبيات.. فضيحة وفشل ذريع.. فشل أفكار وبرنامج.. أتمنى المعالجة وإيجاد الحلول لنصنع بطلا ولا يكون بطل الصدفة.. مبروك الجندوبي.. مبروك الحفناوي.. وننتظر أكثر.. فميدالية أولمبية هي أكثر من نجاح رياضي.. هي عمل .. فخر.. استثمار في شبابك.. وانتماء لوطن.

شارك: