قارة أفريقيا تتحد لمساندة أسود الأطلس ضد فرنسا

2022-12-14 00:21
المنتخب المغربي يحتفل بالتأهل إلى نصف نهائي مونديال قطر (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

يبدي وسام السلطاني، بائع الخضار في العاصمة تونس، حماسا لتشجيع منتخب المغرب في الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم قطر 2022 في مواجهة حامل اللقب فرنسا، بالرغم من توتر العلاقات السياسية بين دول المغرب العربي، موضحا أن "الكرة تجمع الشعوب وكل الناس، بعكس السياسة التي تفرقهم".

ويؤكد السلطاني (41 عاماً) من أمام بقالته في السوق المركزي بالعاصمة التونسية: أن "لا دخل للسياسة في الميدان... أي بلد عربي يصل إلى هذا المستوى من الواجب الوقوف إلى صفه".

بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه "أسود الأطلس"، أوّل منتخب عربي وأفريقي يتأهل إلى دور الـ4 في كأس العالم قطر 2022 بفوزه على البرتغال، يمكن للمغرب أن يعوّل على دعم قارة بأكملها يحمل آمالها من خلال تحدي أصحاب اللقب السابق للوصول إلى النهائي.

على مقربة من السوق المركزي، في أحد أزقة العاصمة تصدح أنغام الموسيقا المغربية الشعبية من محلّ لبيع القمصان الرياضية، يعرض في واجهته قمصان المنتخب المغربي بألوانها الخضراء والبيضاء والحمراء.

أثار مشوار المنتخب المغربي غير المتوقع في المونديال فخر وحماسة التونسيين الذين يحتفلون بتأهل المغرب برفع علم فلسطين.

"لا تهم السياسة"

بدوره يؤكد بائع الليمون، حمزة عيّاري (35 عاما)، أن السياسة لا تهم، المهم هو "أن ينتصر بلد عربي". كما احتفت الصحافة التونسية بإنجاز المنتخب المغربي، وعنونت صحيفة "الشروق" اليومية في عددها الصادر الإثنين "بعد إنجازه التاريخي في المونديال "أسود الأطلس" تفك العقدة العربية والأفريقية".

وصلت أصداء مسار المنتخب المغربي إلى الجزائر رغم التوتر الشديد في العلاقات بين البلدين. وإن كانت وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية اكتفت بإعلان فوز المغرب على البرتغال بشكل جاف متجاهلة أداء اللاعبين، فإن الصحافة الخاصة أشادت بالإنجاز.

وكتب موقع "إنترلينيو" الإخباري (بين السطور) أن ما حققه المنتخب المغربي "تاريخي لكرة القدم الأفريقية. المغرب هو أول بلد في القارة يتأهل لنصف نهائي كأس العالم".

كما يرى مجيد (58 عامًا) الذي يتحسر لغياب بلده الجزائر عن نهائيات كأس العالم، أنه "من الطبيعي تمامًا أن يدعم الجزائريون المغرب، فهو بلد مسلم، شقيق وجار".

ويعتبر سليم (45 عاما) وهو موظف في شركة حكومية أن "لا خلاف بين الشعبين اللذين يتجاهلان الخلافات السياسية"، مضيفا: "الجزائريون مع المنتخب المغربي؛ لأنه يمثل بلدا مغاربيا وأمازيغياً".

ويفسر الباحث في علم الاجتماع، محمد الجويلي، دعم ومساندة المغرب ضد فرنسا بأنه "سيتم استرجاع التاريخ والعلاقة الاستعمارية القديمة" لفرنسا في المنطقة.

ويقول الجويلي: "لا تستطيع أن تنافس فرنسا كقوة اقتصادية أو عسكرية أو جيوسياسية، ولكن تستطيع منافستها على الميدان خلال 90 دقيقة، وبالإمكان أن تنتصر عليها".

الأفارقة بصوت واحد.. عودوا بالكأس لأفريقيا

وفي السنغال، تم تجاوز الانتقادات الشديدة الموجهة للمغرب بـ"سوء معاملة المهاجرين"، ليصطف السنغاليون وراء "أسود الأطلس"، وخصوصا بعد خروج فريقهم من الدور الثاني.

وهنأ الرئيس السنغالي ماكي سال، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، المنتخب المغربي على تأهله إلى نصف النهائي، واصفا ذلك بـ"التاريخي".

وغرّد أليون تين، وهو ناشط في منظمات المجتمع المدني على تويتر: "الآن علينا جميعًا أن نشجع أسود الأطلس والمغرب... نرفع الأعلام المغربية، ونرتدي القمصان المغربية. جلب لقب كأس العالم إلى أفريقيا أصبح الآن قريبًا من الواقع".

وقال النجم السابق للمنتخب النيجيري، جاي جاي أوكوتشا، في تصريحات نقلتها الصحافة: إن "تشكيلة المنتخب الفرنسي غالبيتها من لاعبين من أصول أفريقية، لكن أفريقيا ستدعم المغرب بقوة للوصول إلى النهائي. فرنسا هي المرشحة، لكن المغرب حقق بالفعل العديد من الإنجازات في قطر بفوزه على فرق مثل بلجيكا والبرتغال".

وقال الصحافي النيجيري إنيولا أولاتونجي: "المغرب هو المنتخب الأفريقي الوحيد الذي لا يزال يتنافس في المونديال. سندعمه لكتابة صفحة جديدة من التاريخ بفوزه على فرنسا للوصول إلى النهائي".

ويحظى إنجاز المغرب في جنوب أفريقيا بإعجاب كبير، في حين فشل منتخب جنوب أفريقيا الملقب بـ"بافانا بافانا" في عبور مرحلة المجموعات في كأس العالم 2010 التي أُقيمت على أرضه.

ويقول مونتاتي مولوسانكوي، وهو فتى من جوهانسبورغ من مشجعي كرة القدم: "أصبحت من أكبر المؤيدين لأسود الأطلس، وحتى لو كانت فرصهم في مواجهة فرنسا حاملة اللقب ضئيلة، فلا شيء مستحيل".

شارك: