غياب رونالدو قبل اليورو.. تهميش ممنهج أم آلية حماية؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-06-11 16:00
المواهب الصاعدة في منتخب البرتغال تهدد مشاركة كريستيانو رونالدو في يورو 2024 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تعدّ مشاركة رونالدو في اليورو المقبل، الذي تُستهلّ منافساته يوم الجمعة، أمرًا مرتقبًا بشدة، نظرًا لما تعنيه هذه المسابقة للجماهير، ليس لقيمتها التاريخية فقط، وإنّما لأنها قد تكون "خاتمة" ظهور النجم البرتغالي مع منتخب بلاده في ملاعب كرة القدم.

ومع اقترابه من مرحلة الترجّل، يأمل كريستيانو رونالدو، أحد أبرز أساطير اللعبة في السنوات الأخيرة، بعد الفشل في معانقة لقب المونديال، تحقيق التاج الأوروبي للمرة الثانية في مشواره بعد عام 2016 بفرنسا.

وفي هذه النسخة السابعة عشرة من كأس أمم أوروبا، التي تحتضنها ألمانيا من 14 يونيو/ حزيران الجاري وحتى 14 يوليو/ تموز المقبل، لن تكون مهمة البرتغاليين وقائدهم هيّنة على الإطلاق، وسط نهم شديد يشعر به عمالقة القارة العجوز، الذين تدفعهم محفّزات عدة لحصد الكأس الغالية.

مشاركة رونالدو.. تهميش في قالب تكريم

جسامة المهمة وصعوبة المنافسة في اليورو، وزحف عدد من المواهب الجديدة على الشكل العام لتشكيلة المدرب الإسباني روبيرتو مارتينيز، دفع ثلة من الملاحظين للتطرق إلى أنّ "برازيل أوروبا" يتأهبون لـ"تهميش" الدور المحوري لنجم النصر السعودي، ومنحة أدوارًا ثانوية في البطولة، حتى إن البعض اعتبر بأنّ دعوته للنسخة الألمانية كان من بوابة "التكريم" له، كأسطورة خالدة قدّمت الكثير لكرة البرتغال، ولكن ليس أكثر من ذلك.هذا الشق الأخير، ارتكز في فكرته على تناقص الاعتماد على مشاركة رونالدو مع الاقتراب من الدخول في "جديات" اليورو، مؤكدًا أنّ خروجه من قائمة المباراة الودية ضد فنلندا (4-2)، وجلوسه احتياطيًّا من دون المشاركة في خسارة البرتغال أمام كرواتيا (1-2) في الودية الثانية، والتي تعدّ آخر امتحان تحضيري قبل المغامرة القارية، تعدّ إشارات واضحة من الإطار الفني لرونالدو على طبيعة حضوره في اليورو.

كما يضيف مُتبنّو هذا الموقف، أنّ تميز "الدون" في التصفيات الأوروبية، من خلال توقيع 10 أهداف كاملة في 9 مباريات، لن يشفع له لاختطاف مكانة أساسية في خط أمامي يعجّ بالنجوم الموهوبة التي تتمتع بالحيوية، من أمثال برناردو سيلفا ورافاييل لياو وبرونو فيرنانديز وديوغو جوتا وجواو فيليكس وفرانشيسكو كونسيساو وغيرهم، والسبب يعود للاختلاف الشاسع في نوعية المنافسين بين التصفيات (سلوفاكيا، لوكسمبورغ، ليختنشتاين، أيسلندا، البوسنة، وهي المنتخبات التي مثلت مجموعة البرتغال) وكبار اليورو.

للصورة قراءة أخرى

الوجه الآخر لأطروحة مشاركة رونالدو في اليورو، يحمل قراءة مختلفة تمامًا عن فرضية "التهميش المتعمّد" رغم الاشتراك في نقطة تناقص دور "صاروخ ماديرا" مع البرتغال.

والمؤكد بداية أنّ رونالدو، صاحب الـ39 عامًا، ما يزال يحظى بأهمية ضمن مخططات مارتينيز، وإلاّ ما كان ليعوّل عليه أيضًا في التصفيات الأوروبية، ولكنّ الفرق يكمن في مراعاة عامل التقدم في السّن، ووضعه ضمن أهم الاعتبارات، لأنّ نسخة "الدون" الحالية ليست كسابقاتها، وهذا أمر جلي للكلّ، برغم الشغف والعطاء، والأرقام التي ما يزال يقدّمها الأسطورة بألوان "العالمي".

مشاركة رونالدو بقميص البرتغال لا يمكن اختزالها في ما هو متوقّع منه، من حيث تسجيل الأهداف أو المساهمة في صنعها بأي شكل كان، فاسمه تخطّى حواجز الأرقام، فوجوده يمثّل رمزية خاصة، كيف لا، وهو الأسطورة التي توّجت البرتغال في عهده بلقبيها الدوليين الوحيدين (يورو 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019).

أضف إلى ذلك، أنه الهداف التاريخي لمسابقة كأس أمم أوروبا  (14 هدفًا)، وبفارق 5 أهداف عن الأسطورة الفرنسي ميشيل بلاتيني، وهو رقم قد يحفّز "عاشق تحطيم الأرقام" على تقديم نسخة ختامية لا تُنسى.

كلّ ما فات، قد يدفع المدرب مارتينيز إلى استثمار هذا الإرث الكبير لـ"CR7" في المنتخب، من خلال "تقنين" دقائق حضوره على المستطيل الأخضر، واستعمال الآلية الأنسب لتفادي استنزاف طاقته، التي طالما يتمّ اللجوء إليها في الأوقات الحاسمة.

أرقام مشجّعة لختام حالم

مشاركة رونالدو في يورو 2024، لن تكون مرتكزة فقط على "هيبته" وفخامة اسمه، وإنّما أيضًا على أرقامه المرعبة، التي لم تتوقف في الموسم المنقضي، الذي حقق فيه جملة من الإنجازات الاستثنائية اللافتة مع ناديه النصر السعودي، أبرزها أنه بات الهداف التاريخي لدوري روشن برصيد 35 هدفًا، ليصبح أول لاعب في التاريخ يتزعم صدارة الهدافين في 4 دوريات مختلفة (الإنجليزي والإسباني والإيطالي والسعودي).

دوليًا أيضًا لم يختلف الحال، فاسم رونالدو طغى على الكل، حيث وقّع بمفرده 10 أهداف على مستوى تصفيات اليورو، ومع ترسانة هجومية مرعبة، احتكرت أقوى السجلات في التصفيات الأوروبية بتسجيل 36 هدفًا، وتحقيق العلامة الكاملة (10 انتصارات في 10 مباريات)، من المتوقع أن تكون مشاركة "الدون" -بغض النظر عن مساحتها الزمنية- مثمرة جدًا، على أمل ختام دولي حالم لمسيرة نجم من بين الأكثر نجاحًا وإلهامًا على مدار العصور.

شارك: