عبد المنعم مصطفى حسين Chili pepper
وصلت طائرة الخطوط الجوية السودانية نهار 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 إلى مطار القاهرة الدولي قادمة من الخرطوم وعلى متنها شاب سوداني طموح يحلم بالدراسة الجامعية واللعب بالنادي الأهلي المصري، ولم تمضِ ساعة على وصولها حتى تم إغلاق المطار تمامًا وأصاب الفزع الشاب الوافد ذا التسعة عشر ربيعًا حينما علم بالأحداث الحافلة التي شهدها ذلك اليوم الذي صادف وصول النجم السوداني عبد المنعم مصطفى حسين الشهير بلقب "شطة" إلى مصر.
وُلد عبد المنعم شطة في ضاحية “حِلة حمد” بمدينة بحري السودانية، وبدأ مسيرته الرياضية مُبكرًا كلاعب جمباز ثم انتقل بعدها للمستطيل الأخضر ولعب لفريق حِلة حمد بدوري الدرجة الرابعة وهو في سن الخامسة عشر، ثم بدأ مشواره الكروي باللعب في منتخب الجامعات إبان دراسته بكلية الهندسة جامعة الخرطوم -كان حينها يلعب محترفًا بنادي التحرير البحراوي منذ عام 1970 وحتى عام 1972- وشارك في بطولات الجامعات الخارجية في تنزانيا وأحرز لقب هداف البطولة، لكنه عاد ليكتشف أنه قد تم فصله من جامعة الخرطوم لغيابه المتكرر بسبب المباريات الداخلية مع التحرير والخارجية مع منتخب الجامعات.
أكمل في يوليو/ تموز المنصرم، نجم النادي الأهلي المصري الأسبق عبدالمنعم مصطفى "شطة"، سبعين عامًا بكونه نجمًا ساطعًا في عالم الرياضة، لاعبًا ومدير كرة سابق، ومديرًا فنيًا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم منذ عام 2003.
الشطة هي "Chili pepper” المعروفة ولقّبه بها المدرب المجري ناندور هيديكوتي حين كان مدربًا للنادي الأهلي المصري وعن سبب ذلك اللقب يقول كابتن شطة: "كنت أنادي كابتن هيديوكوتي باسم عائلته، فكان يرد على بكلمة سير شطة.. يعني سيد شطة بلغته".
بدأ نجمنا في التفكير للانتقال إلى مصر لإكمال دراسته، وتصادف اهتمام إداريين في فريق الهلال السوداني بضمه للنادي الأهلي المصري، وكان يبلغ حينها من العمر 19 عامًا.
وقد كان انضمامه رسميًا للنادي الأهلي المصري في عام 1973 وحتى عام 1983، وتابع دراسته كذلك بجامعة القاهرة، وكان لنجمنا مواهب عدة من بينها الغناء، حيث يغني في معسكرات نادي الهلال والفريق القومي السوداني، ويوجد له فيديو شهير على منصة اليوتيوب يغني خلال لقاء في التلفاز المصري مع المذيعة فريال صالح، في معية زملائه آنذاك محسن صالح ومحمود الخطيب وخالد جاد الله، أغنية الموعد للمطرب السوداني الشهير محمد الأمين.
والتحق النجم السوداني بجامعة القاهرة لمواصلة دراسته للهندسة، وحالفه الحظ أيضًا حينما قدمه لاعب الهلال السابق سوريين إسكندريان إلى مدرب النادي الأهلي المصري آنذاك المجري ناندور هيديكوتي، الذي أعجب بإمكانيات شطة الفنية، وكان مأخذه الوحيد عليه قصر قامته وضعف بنيانه.
لكن مساعد هيديكوتي محمود الجوهري، تدخل لصالح شطة، وبذلك أصبح عبد المنعم “قرن شطة” لاعبًا ضمن جيل ذهبي ضم الخطيب ومصطفى عبده وحسن حمدي وغيرهم من كبار نجوم الأهلي المصري.
اكتشف هيديكوتي مقدرات شطة العالية في الالتحام، بالإضافة إلى إجادته الرقابة الفردية وسرعته الهائلة رغمًا عن قصر قامته، فوظفه في مركز لاعب الوسط المدافع والذي كان جديدًا على الكرة المصرية آنذاك.
حقق شطة مع المنتخب السوداني العديد من النجاحات واختير من ضمن أحسن 50 لاعبًا سودانيًا في التاريخ، أما مع النادي الأهلي المصري فقد حقق خمس بطولات للدوري وثلاث لكأس مصر، كما كان ضمن الفريق الذي حقق أول لقب أفريقي للأهلي في دوري الأبطال عام 1982.
اعتزل النجم السوداني شطة في موسم 1982-83 ليبدأ مشوار التدريب في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، ووصل منصب المدرب العام مع الإنجليزي آلان هاريس في موسم 1993-94، ولموسمين حقق فيهما الأهلي لقبين للدوري ولقبًا لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس.
وانتقل بعدها ابن حِلة حمد للعمل في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، فخر لنا بكوننا سوداننيين خروج النابغة “أكاديميًا ورياضيًا” عبد المنعم مصطفى شطة من حواري حلة حمد إلى رحاب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في منصب مدير اللجنة الفنية والتطوير بالكاف.
شارك:
أخبار ذات صلة
