صانع معجزة نابولي

2023-03-26 13:42
نابولي يقترب من لقبه الثالث في الدوري الإيطالي ويحقق الإنجاز في دوري الأبطال 2023 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يعيش أبناء مدينة نابولي الإيطالية أسعد أيامهم.. بدأت الزينة تُعلَّق فوق أسطح البنايات وقد اكتست بالألوان الزرقاء مع علامة علم إيطاليا تتوسطها علامة الرقم 3 والتي تعني لقب الإسكوديتو الثالث لأبناء الجنوب وهو الأول منذ العام 1990، حيث تعيش المدينة على وقع حسم اللقب قبل نهاية أبريل القادم.

قدّم البارتينوبي أداءً خلابًا فذًّا جعله ليس مرشحًا وحسب للفوز باللقب الإيطالي بل إن الكثيرين يتجاوزون ذلك ويضعون الفريق الجنوبي مرشحًا للقب دوري أبطال أوروبا الذي يصل فيه حاليًا إلى دور الثمانية لأول مرة في تاريخه.

المدينة التي تعاني من نظرة دونية من القاطنين شمالًا، انتشلها رئيس النادي المخرج الإيطالي أورليو دي لوريانتس وصعد بها من قاع المجهول إلى المنافسة والعودة للانتصارات التي غابت من فترة الرئيس الشهير فرلاينو والمدرب بيانكي وأيقونة المدينة طبعًا الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا في ثمانينات القرن الماضي.

ولو سألت أي متابع أو مشجع للفريق عمّن لفت انتباهه في نابولي في الموسم الحالي ويراه رأس حربة هذا التألق؛ فسيقول مثلًا المدرب سباليتي أو النجم الجورجي الذي يحطم شبابيك تذاكر أسواق الانتقالات خفيتشا كفاراتسخيليا ذا الاسم الصعب الذي أصبح مع الوقت سهلًا وجميلًا في نابولي أو ما يقدمه الصاروخ النيجيري فيكتور أوسيمين بأهدافه التي هزّت شباك الخصوم وغيرهم من نجوم الفريق.

لكن أنا لديَّ شخص عمل من وراء الستار على تحريك كل هؤلاء ودفعهم نحو أن يكونوا في طريقهم أبطالًا للدوري الإيطالي.. إنه كريستيانو جيونتولي المدير الرياضي للفريق الجنوبي.

يقول كريستيانو جيونتولي متحدثًا عن نفسه: "لقد عشت تحت رعاية جدي، حيث كنا نأكل الخبز وكرة القدم منذ الطفولة".

"ثم تطور هذا الشغف العظيم، متجاهلًا إرادة والديّ في مواصلة دراستي. أرادا مني أن أصبح طبيبًا أو مهندسًا معماريًّا؛ لكنني رأيت كرة القدم فقط.

لم تكن مسيرة جيونتولي وهو لاعب لافتةً؛ لذلك حوّل حلمه ليكون مديرًا رياضيًّا، وهناك بدء في صقل موهبته حيث بدء مديرا رياضيًّا في سبيزيا، ثم مساعدًا لكوستي المدير الرياضي في كاربي وفي ذات العام 2009 ترقّى لمدير رياضي، وفي عام 2015 تعاقد معه نابولي ليشغل منصب المدير الرياضي.

في العام الحالي، اتخذ جيونتولي قرارًا جريئًا اعتبره البعض -وأنا أحدهم- جنونيًّا وهو بيع كوليبالي والحارس أوسبينا وفابيان رويز مع ترك الباب مفتوحًا لرحيلِ نجومٍ بقيمة ميرتنز وقائد الفريق إنسيني!

النيجيري فيكتور أوسيمين هداف ونجم نابولي الأول

يا إلهي! ماذا يفعل الرجل قبل أشهر قليلة من انطلاقة الموسم؟! لكن الرجل كان يعرف ما يريد، فقد استفاد من أخطاء الموسم الماضي ودعّم الصفوف وخصوصًا دكة البدلاء وبمفاجآت لا حصر لها، تبدو للوهلة الأولى عاديةً، صهرها سباليتي في بوتقة الجماعيةً، أغلبها في موسمها الأول في الدوري الإيطالي مثل كفاراتسخيليا وكيم مين جاي بالإضافة إلى سيميوني وراسبادوري وندومبلي مع لاعبين من مواسم سابقة.

يقول عن التعاقدات: "يجب أن يكون هناك ارتباك حول الاستثمار والسوق بشكل عام. ننتظر أن يغادر أحد؛ ليكون لدينا المال الكافي لجلب مهاجم عظيم دون أن ننسى الشباب"، وأضاف: "لقد اقتربنا من الفرق الكبرى والآن نبتعد".

وفعلًا يبتعد نابولي الآن عن أقرب ملاحقيه في الدوري بإحدى وعشرين نقطةً، وتحوّل الفريق إلى أعلى قيمة سوقية للاعبيه رغم أنهم فِعليًّا -باستثناء أوسيمين- قد أتوا بقيم سوقية بسيطة.

لقد أثبت جيونتولي أن فرس الرهان وقائد النجاح في المنظومة الناجحة هي إدارة قادرة على التعامل بشكل مميز مع سوق الانتقالات، فهنيئًا لنابولي بهذا العمل الرائع.

شارك: