سكالوني ينضم لنادي مدربي الأرجنتين العظماء

2022-12-19 02:10
ليونيل سكالوني ثاني أصغر مدرب يتوّج بكأس العالم في التاريخ (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

انضم ليونيل سكالوني إلى نادي عظماء مدربي الأرجنتين، إلى جانب الفائزين السابقين بلقب كأس العالم، سيسار لويس مينوتي وكارلوس بيلاردو، وذلك بعد تتويج "ألبيسيليستي" بلقب مونديال قطر 2022 بالفوز على فرنسا بطلة 2018 في نهائي الأحد على ملعب لوسيل بركلات الترجيح في مباراة مجنونة، انتهى وقتاها الأصلي والإضافي بالتعادل (3-3).

وبعدما بدأ اللقاء بوصفه أصغر مدرب يخوض نهائي كأس العالم منذ الألماني رودي فولر عام 2002 (42 عاماً)، بات سكالوني أصغر مدرب يرفع الكأس الغالية منذ مواطنه مينوتي عام 1978 (39 عاماً).

وصل سكالوني بداية لاستلام المهام مؤقتًا في عام 2018 خلفًا لخورخي سامباولي، وها هو يقود الأرجنتين إلى لقبها الأول منذ 1986، والثالث في تاريخها.

ليونيل سكالوني بطل العالم

تعيينه لاقى انتقادات كثيرة حتى من الراحل مارادونا

قُوبل تعيينه بعد خروج "ألبيسيليستي" من الدور ثمن النهائي أمام فرنسا بالذات (3-4) بانتقادات ورفض واسع النطاق من أولئك الذين شعروا أنه يفتقر إلى المؤهلات اللازمة.

من بين المنتقدين كان الراحل الأسطورة دييغو مارادونا، الذي درّب أيضًا الأرجنتين بين 2008 و2010. رغم إشادته بشخصية سكالوني؛ إذ قال لصحيفة "كلارين": "إنه غير قادر حتى على أن يكون شرطيًا للسير وإدارة حركة المرور".

لم يكن لدى سكالوني خبرة سابقة في التدريب، وكان من المفترض أن يتولّى المسؤولية لمدة شهرين فقط، بينما يبحث الاتحاد عن خليفة لسامباولي.

الوصول إلى القمة شيء فريد وتجربة لا تُصدق

وَرِث منتخبًا عانى من سلسلة خيبات؛ وهي: خسارة نهائي مونديال 2014 أمام ألمانيا، ونهائي كوبا أمريكا أمام تشيلي بركلات الترجيح في 2015 و2016، ما أدى إلى إعلان ليونيل ميسي اعتزاله الدولي قبل العودة عن قراره بعد شهرين.

أُعجب المتوج بالكرة الذهبية سبع مرات برؤية سكالوني للفريق، بالإضافة إلى وجود مثله الأعلى بابلو أيمار في الجهاز الفني، إلى جانب زميليه الدوليين السابقين روبرتو أيالا ووالتر صامويل.

نجح في صنع "هوية جديدة"  للتانغو

يخيّط المدرب الأرجنتيني شكل الفريق كما يريد؛ إذ إن 19 لاعبًا من أصل 26 خاضوا نهائيات كأس العالم قطر للمرة الأولى في مسيرتهم.
قال خورخي بوروتشاغا، الذي سجل هدف الفوز (3-2 على ألمانيا الغربية) في نهائي كأس العالم 1986، لوكالة فرانس برس "ساعد في اكتشاف لاعبين؛ مثل (ناهويل) مولينا، وكريستيان روميرو، وليساندرو مارتينيز و(أليكسيس) ماك أليستر الذين أعطوا الفريق هوية، وفوق كل شيء، أعطى ليو (ميسي) خيارات لعب لم تكن متاحة له في المونديال الماضي".

سارع سكالوني إلى التقليل من شأن المقارنات مع أفضل مدربي منتخب بلاده في الماضي، بمن فيهم مينوتي وبيلاردو وأليخاندرو سابيلا الذي قادهم إلى نهائي 2014 عندما خسروا ضد ألمانيا (0-1) بعد التمديد.

قال في هذا الصدد: "لا يمكنني مقارنة نفسي بالمدرّبين الآخرين. إنه لفخر لي أن أصل إلى النهائي وتمثيل المنتخب الوطني. لكن لا يمكنني أن أضع نفسي في نفس مستواهم. أشعر بالفخر لكوني في النهائي".

بالنسبة إلى كثيرين، يجمع سكالوني مزيجًا من الحنكة التكتيكية لمينوتي وواقعية بيلاردو.

سكالوني يبكي بحرقة فرحةً بالتتويج 

قال مينوتي، البالغ 84 عامًا، بعد فوز الأرجنتين في نصف النهائي على كرواتيا (3-0) الثلاثاء: "إن سكالوني ليس بمفرده، فهو محاط بأشخاص جادين جدًا، حريصين جدًا على التعلم، يعملون، يدرسون، يقرأون، يبحثون عن أشكال التطور في إعداد منتخب وطني"، في إشارة إلى أيمار وصامويل وأيالا".

قاد سكالوني الأرجنتين إلى سلسلة من 36 مباراة دون هزيمة قبل كأس العالم، تخللها الفوز بكوبا أمريكا 2021 في البرازيل ضد البلد المضيف، ما أنهى فترة جفاف استمرت 28 عامًا ومنح ميسي لقبًا أولا مع بلاده طال انتظاره.

لكن خسارة صادمة أمام السعودية في افتتاح مباريات الأرجنتين في المونديال (2-1)، حرمتها من معادلة الرقم القياسي الذي تملكه إيطاليا (37).

انتكاسة السعودية والانتفاضة السريعة

وصف ميسي تلك الانتكاسة بأنها "ضربة قوية"، لكن سكالوني عرف النهوض بالفريق سريعًا وقام بالتعديلات اللازمة؛ إذ دفع بالشاب جوليان ألفاريز المفعم بالحيوية إلى جانب ميسي، ليشكلا معًا قوة هجومية ضاربة.

بعد تلك الخسارة، دعا سكالوني إلى الهدوء مبددًا أي مخاوف، بقوله: "يجب أن يكون لديك بعض المنطق، إنها مجرد مباراة كرة قدم. من الصعب أن تجعل الناس يفهمون أن الشمس ستشرق غدًا، إذا فزت أو خسرت".

أعقب ذلك بستة انتصارات متتالية (أحدها أيضاً بركلات الترجيح على هولندا في ربع النهائي)، وقد شهد استاد لوسيل تحقيق سكالوني إنجازا لم يصل إليه مينوتي أو بيلاردو، بإكماله ثنائية كوبا أمريكا وكأس العالم.

شارك: