دُخانٌ عنّابيّ

تحديثات مباشرة
Off
2024-02-11 21:48
منتخب قطر يفوز بكأس آسيا 2024
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

رفع القائد حسن الهيدوس كأس آسيا 2024؛ ليدخل منتخب قطر تاريخ المسابقة من أوسع أبوابه، حيث بات (العنّابي) خامس منتخب يفوز باللقب مرّتين متتاليتين، وثاني منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز بعد السعودية في 1984 و1988.

لا أخفيكم سرًا بمدى انبهاري وسعادتي في آنٍ واحد لما وصل إليه حال منتخب قطر، المنتخب البراغماتي، المُطبّق لمقولة "لا حاجة إلى الأضراس في عقدة تفكها الأنامل". المنتخب الذي يلعب السهل الممتنع ويحقق المُراد دون فلسفات أو زوائد.

النهائيات تُكسَب ولا تُلعب، وهذا ما طبّقه منتخب قطر أمام الأردن في المشهد الختامي بملعب لوسيل.

رُغم امتلاك المدرب لوبيز عناصر رائدة على المستوى الفردي، فإنه فضّل احترام (النشامى) معتمدًا على نمط المنطق، غير مبالٍ بالإرهاصات الفكرية التكتيكية التي تنتاب بعض المدربين في المباريات النهائية، مثل غوارديولا الذي لعب نهائي دوري أبطال أوروبا 2021 من دون لاعب وسط دفاعي؛ فكلّفه ذلك خسارة اللقب، أو مؤمن سليمان مدرب الزمالك في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2016 الذي لعب بخطّة هجومية بحتة فاستحق خسارة المباراة واللقب أمام صن داونز 3-0 مع الرأفة.


أدار لوبيز المباراة وكأنه يدرّب قطر منذ سنوات، والحقيقة أنّه قد تولّى المسؤولية منذ أسابيع فقط خلفًا للمقال كارلوس كيروش، فمع اختلاف الأسماء تظل هيبة قطر حاضرة.. قطر هي سيدة آسيا في العقد الأخير.. عِقْدٌ عنّابيٌّ بامتياز.

أبيض في الفاتيكان وعنّابيٌّ في آسيا

جرت العادة أن يتصاعد دخان أبيض كثيف من كنيسة "سيستينا" وقت اقتراع الكرادلة وإجماعهم على اختيار بابا جديد للفاتيكان في الانتخابات، ولاحقًا أدرجت الصحافة الغربية مصطلح "الدخان الأبيض" للدلالة على رياح التغيير في شتّى المجالات.

"الدخان الأبيض" بات دلاليًّا يوازي التغيير إلى الأفضل، بل وبالإجماع. وهذا ما طُبِّق بحذافيره مع قطر في الفترة الأخيرة.

يُمكن القول إن الجميع شَهِد طواعيةً أو أُجبر -عندما انهزم أمام قطر في الملعب- على انتخاب قطر سيدة لآسيا، لينطلق الدخان العنّابيّ في (لوسيل)، وتظل القارة الصفراء شاهد عيان على بطل واحد لا غير في العقد الأخير وهو أكرم عفيف ورفقاؤه.

آخر بطل يمكن رؤيته يرفع الكأس في آسيا كان أستراليا بتاريخ 31 يناير/ كانون الثاني 2015.. أي قبل 10 أعوام و10 أيام بالتمام والكمال.. الجميل أيضًا أن التصميم الجديد لكأس آسيا الذي تم اعتماده بدايةً من نسخة 2019، لم ترفعه سوى أيادي القطريين، وندعو أن تستمر الإنجازات وتظل الكأس مُلازِمةً للعنّابي في نسخة السعودية 2027.

شارك: