دكتور كمال عبد الوهاب.. هل كان متمردًا أم سابقًا لعصره؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-26 13:59
دكتور كمال عبد الوهاب أسطورة كرة القدم السودانية (twitter/EremSports)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

إبان استعدادات نادي المريخ السوداني لبطولة دوري الأندية أبطال أفريقيا عام 1974 والتي سيواجه فيها نادي ASDR Fatima أفريقيا الوسطى، قرر مدرب المريخ آنذاك منصور رمضان إقامة معسكر الإعداد في مدينة كسلا بشرق السودان.

ولم تمر التمارين بسلام بسبب ما يتردد دائمًا عن تمرد معشوق جماهير المريخ، الكابتن كمال عبد الوهاب، على تمارين اللياقة البدنية وحينها حدثت المشادة الشهيرة بين كمال والمدرب منصور وانتهت برفض كمال للتمارين وإصدار منصور قراره بمنع كمال من المشاركة في المباراة ضد ASDR Fatima بمقولته الشهيرة: "إن المريخ أهم من كمال عبد الوهاب".

كمال عبد الوهاب سلمان أو "دكتور الكرة السودانية" -كما يلقبه مشجعو نادي المريخ- يتمتع بمهارات فردية عالية في المراوغة والتهديف، وكان صانع ألعاب عبقري يجيد تشبيك أطراف فريقه.

نشأ كمال في أسرة رياضية بحي بانت شرق والموردة بمدينة أم درمان. درس في مدرسة الأميرية أم درمان، وكان اللاعب المخضرم أمين زكي أحد أساتذته فيها ثم انتقل إلى مدرسة الإنجيلية التجارية بأم درمان وبعد تخرجه عمل موظفًا ببنك باركليز الإنجليزي. 

بدأ مشواره الكروي مع نادي أبوعنجة أحد فرق الدرجة الثانية في عام 1968 وكان حينها أول لاعب اُختير للعب في الفريق القومي السوداني من فرق الدرجة الثانية. لاحقًا في العام 1969 وهو في سن التاسعة عشرة سُجِّل في كشوفات نادي المريخ .

على عكس ما هو متداول عن تمرد الكابتن كمال وعدم انضباطه في تمارين اللياقة البدنية، يقول الأستاذ الرشيد عبد الوهاب الشقيق الأكبر لكمال -في تصريح لـ"winwin"-: "الأخ كمال منذ صغره هادئ الطبع ومحبوب وسط الأسرة، والحديث حول تمرده على التمارين حديث غير صحيح".

وأضاف: "نعم لم يكن كمال يحب الأوامر الصارمة، وكان المدربون بحكم تميزه يحملونه فوق طاقته في تمارين اللياقة البدنية؛ لكنه أيضًا بطبعه لا يحب أن يبعد عن أسرته فترات طويلة بعد نهاية التمارين أو المباريات، وخاصة عندما يكون منخرطًا في معسكرات الإعداد. كمال لم يكن يحب أن يبتعد عن الحي وأصدقائه وأسرته؛ لذلك اتُّهم بالتمرد على التمارين لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا".

قصة خلافه مع المدرب اليوغسلافي يانكو إيفان رد عليها في حياته كابتن كمال بنفسه في أحاديث صحفية متفرقة، قائلًا: "التمارين القوية يجب أن تُمزج بتدريبات فنية وتطبيق لجمل تكتيكية لأننا لاعبو كرة قدم وليس ألعاب قوى".

تعود أسباب الخلاف إلى أن المدرب يانكو كان يؤمن بأن اللياقة البدنية العالية تخدم اللاعبين وتعطي نتائج جيدة، وفي إطار استعدادات المنتخب القومي، صَحِب المدرب يانكو اللاعبين بالحافلات إلى ضاحية تبعد عن الخرطوم 22 كيلومترًا، وطلب منهم العودة إلى الخرطوم ركضًا ثم استقل سيارته وعاد إلى الخرطوم. رفض كابتن كمال بالطبع تنفيذ تعليمات المدرب يانكو وترتب على ذلك استبعاده للمرة الثانية من المشاركة مع المنتخب. 

حقق “دكتور الكرة السودانية” داخل المستطيل الأخضر مع فريق المريخ والمنتخب القومي العديد من الإنجازات داخليًا وخارجيًا، أيضًا خارج ذلك المستطيل كان كمال شابًا حسن المظهر وأنيق الملبس وموظفًا لدى بنك باركليز أشهر المصارف، وكان على صغر سنه آنذاك يمتلك سيارة فولكسواغن ويعتبر من نجوم أمسيات وليالي أم درمان الثقافية والاجتماعية. 

في ظهيرة ثلاثاء 31 مارس/ آذار 2020، لبى “دكتور الكرة السودانية” كمال عبد الوهاب سلمان، النداء لملاقاة وجه رب كريم، عن عمر ناهز سبعين عامًا، لتتقاطر مدن العاصمة الثلاثة متوجهة إلى منزله بضاحية المهندسين في جحافل عظيمة؛ منتحبةً تبكي لاعبها المحبوب وتُشارك في تشييعه ووداعه بما يليق مع تاريخه الحافل في الملاعب.

شارك: