حكاية شواطين (1-2)

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-03 18:24
اللاعب السوداني محمد علي الجاك الملقب بـ"شواطين" رفقة بيليه أسطورة كرة القدم البرازيلية (facebook/ssuuddaannee)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تقول الحكاية إن فريق سانتوس البرازيلي Santos FC زار السودان بناء على دعوة من الهلال السوداني للتربية البدنية في عام 1973 للعب مباراة ودية مع فريق كرة القدم بالنادي.

الآن وبعد مرور كل تلك السنين لعل الجمهور السوداني لا يذكر من تلك المباراة التاريخية سوى لاعبين فقط، الملك أو الجوهرة السوداء "بيليه" ولاعب الهلال محمد علي الجاك “شواطين”، الذي أطبق على أنفاس بيليه في تلك المباراة ومنعه من الوصول إلى شِباك زغبير، حارس مرمى الهلال، للحد الذي جعل بيليه يغادر الملعب قبل نهاية المباراة بوقت طويل؛ الأمر الذي أغضب الجمهور المتعطش لمشاهدة مهارات وفنيات بيليه.  

إيدسون أرانتيس دوناسيمنتو، بيليه، هو صاحب الألقاب العديدة، الملك، الجوهرة السوداء، ساحر منتخب السامبا الأعظم؛ أما “شواطين” فهو أحد عمالقة العصر الذهبي للكرة السودانية.

يمتاز بالسرعة العالية والمراوغة واللعب الرجولي، لعب في مركز الجناح الأيسر إبان انتسابه لأندية النيل وهلال الحصاحيصا قبل أن يوقع في كشوفات فريق الهلال العاصمي خلال عام 1970، والذي لعب له حتى عام 1977.

شارك شواطين مع نادي الهلال والفريق القومي في بطولة أندية أفريقيا عام 1974 حيث لعب أمام الأهلي الليبي والمحلة المصري، بعدما لعب في عام 1973 ضد سانتوس البرازيلي ومنتخب النجوم البريطاني.

واهتم شواطين بعد اعتزاله اللعب بتطوير قدراته ومهاراته في حقل التدريب، والتحق بدورة تدريبية في جامعة ألبرتا بكندا 1979، وأيضًا بدورة تدريبية بادمنتون في ألمانيا الشرقية 1988، بالإضافة إلى كورس المدربين بالاتحاد الأفريقي الكاف في السودان.

يروي “شواطين” في حوار معه عن مسيرته الكروية على منصة يوتيوب قبل ستة أعوام عن سبب تسميته بشواطين بأنه أطلقَ اللقب على نفسه حينما كانوا صغارًا، وتحدث أيضًا أنه عندما أسقط بيليه أرضًا في أثناء مباراة سانتوس والهلال، التفت إليه بيليه قائلًا: "Amigo don't push me".

إذن ولأهمية الحدث في التاريخ الكروي السوداني والإقليمي، سأتناول ملابسات الحكاية وفق رؤيتي لتلك الأحداث من زاوية البرازيل وزاوية السودان، لعل ذلك يلقي بعض الضوء على ما التبس على الناس.

حين ننظر إلى المباراة من زاوية فريق سانتوس البرازيلي، تسلسل الأحداث تاريخيًا يشير إلى أنه في عام 1963 وبدعوة آنذاك من اللواء طلعت فريد، وزير الاستعلامات والعمل السوداني، لفريق نادي “فاسكو دي جاما CR Vasco da Gama” إلى اللعب مع أندية القمة الثلاثة، حضر فاسكو دي جاما إلى السودان ولعب مع فرق القمة الثلاث ضمن جولته في المنطقة الآسيوية والأفريقية -آنذاك- والتي لعب فيها ست عشرة مباراة كسبها جميعًا دون هزيمة؛ لكن حين قدم إلى السودان فاز على الموردة (4-1) وتعادل مع المريخ (1-1) لكنه خسر أمام الهلال (2-1) بهدفي الأسطورة جكسا. 

بعد مرور عشرة أعوام على ذلك التاريخ وفي عام 1973 وبدعوة من السيد أحمد عبد الرحمن الشيخ، رئيس نادي الهلال السوداني، لبى سانتوس البرازيلي الدعوة إلى اللعب أمام نادي الهلال في أول زيارة لفريق سانتوس للسودان ضمن جولته الآسيوية والأفريقية والتي كسبها جميعها، كما فعل مواطنه فاسكو دي جاما في عام 1963.

هنا يجب أن نتناول بحذر شديد فرضيتَين لقدوم فريق سانتوس للسودان، الأولى تأكيد سيادة الكرة البرازيلية وعلو كعبها على فرق ومنتخبات العالم؛ خاصة بعد فوز البرازيل بكأس العالم في عام 1970 للمرة الثالثة بعد عامي 1958 و1962، والفرضية الثانية الثأر من الهلال لفوزه على فاسكو دي جاما في 1963 أو الأمرين معًا.

شارك: