جوليان ألفاريز.. "بيدرو" هذا العصر الذي أنهى اللعبة مبكرًا!

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-23 18:38
الأرجنتيني جوليان ألفاريز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بينما كانت الأرجنتين تحضّر لآخر مغامرة لليونيل ميسي في كأس العالم، لم يكن أحد يتوقّع أن من سيرافقه في هجوم التانغو أغلب فترات المونديال، هو فتى قصير لا يعرفه فنيًّا سوى من يتابع مباريات ريفر بليت، ولا يعرفه اسمًا سوى من يتابع سوق انتقالات مانشستر سيتي، الذي أتم التعاقد معه في يناير/ كانون الثاني من عام 2022، قبل أن يتركه لنادي العاصمة الأرجنتينية لعام آخر على سبيل الإعارة.

مع مستوى -في أقصى المجاملات- يمكن وصفه بالعادي للاوتارو مارتينيز، قفز جوليان ألفاريز إلى المركز الأساسي لمجاورة الأسطورة الأرجنتيني، ليشكّل الثنائي معًا قوة هجومية كبيرة، واصل معها الألبيسيلستي حتى النهاية لقمة المجد الكروي.

بعد عامٍ وأربعة أيام على هذا التاريخ، تمكن ألفاريز من إنهاء كل شيء ممكن الفوز به في عالم كرة القدم، إلا إن كانت الدرع الخيرية تعد شيئا يسعى إليه مستقبلًا!

كأس عالم، ودوري، وكأس اتحاد، وكأس رابطة، وكأس سوبر أوروبية، وكأس عالم للأندية، كانت حصيلة المهاجم الأرجنتيني في عام ميلادي واحد. كل ذلك وهو لم يكمل الرابعة والعشرين بعد.

يمكن وصف ألفاريز بـ"بيدرو" هذا العصر! فهو الرجل الذي حصد كل ما يمكن حصده بعد فترة وجيزة من خوضه أهم تجاربه الاحترافية، كما جاور ميسي، والفارق هنا هي مجاورة ألفاريز لميسي في المنتخب، بينما جاور بيدرو ميسي في برشلونة.

الشيء المشابه هنا ليس فقط في تلك التفاصيل الهامشية، بل في أن بيدرو ثم ألفاريز من نوعية اللاعبين الذين يحبهم المدربون. هؤلاء الذين يمكنهم تسخير أغلب مجهوداتهم داخل الملعب، من أجل الفريق الذي يمتلك على الأرجح نجمًا كبيرًا في صفوفه، يتمحور اللعب حوله.

أجاد ألفاريز هذا الدور كثيرًا مع ميسي، فهو الرجل الذي قد يمثل خداع المنافسين، لمنح ميسي لحظات ثمينة لتسلم الكرة، وقد يكون هو المحطة المتوسطة لإيصال الكرة لصاحب الكرة الذهبية في ثماني مرات في منطقة متقدمة أكثر من الملعب، كما أنه قد يكون اللاعب المتحرك لسحب المدافعين معه، من أجل خلق المساحة لميسي للانطلاق.

في مانشستر سيتي، تبدو الأمور مختلفة، لكن لأن ألفاريز هو اللاعب الذي يحبه المدرب، فلم تكن هناك مشكلة لديه في أن يكون احتياطيًّا لإيرلينغ هالاند، ثم مجاورًا له.

جوليان ألفاريز
مجموع الألقاب التي تحصل عليها جوليان ألفاريز خلال مسيرته الاحترافية حتى الآن

في الموسم الحالي، امتدت مرونة ألفاريز إلى كونه لاعب وسط في بعض الأحيان، في ظل حالة انعدام الوزن التي يمر بها السيتي في هذا المركز، بعد رحيل إلكاي غوندوغان وإصابة كيفن دي بروين. ومن خلال هذا المركز مُنح ألفاريز فرصة أكبر ليكون في عمق الملعب بدلًا من أن ينتقل أحيانًا إلى أطرافه، ولو أن قدرات ألفاريز الدفاعية أثرت في صلابة وسط السيتي، وضاعفت مما هو مطلوب من رودريغو في وسط ملعب الفريق السماوي.

لا يمتلك المهارة؟

الانطباع الواضح عن ألفاريز هو أنه لاعب لا يمتلك المهارة، هذا إن سرت على الفهم العربي لكلمة مهارة، في أنها تلك القدرة على مراوغة الآخرين. في هذا لا يمتلك ألفاريز المهارة الكافية بالفعل، لكن من قال إن كل المهارة هي المراوغة؟

يمتلك لاعب السيتي قدرة جيدة على التمرير المؤثر، وهو شيء لم يكتسبه فقط خلال فترته مع السيتي، بل امتلكه مع ريفر بليت الذي لعب معه كمهاجم ثانٍ، تمامًا كما يفعل مع فريقه الحالي.

ألفاريز خلال نهائي مونديال الأندية 2023

ورغم أنه لا يمتلك سرعة كبيرة، إلا أن تمركز ألفاريز الجيد هذا الموسم، مكنه من تنفيذ 32 انطلاقة ناجحة بالكرة في 17 مباراة لعبها مع السيتي، كما نفذ 60 تمريرة بناء بنجاح بحسب موقع "fbref" للإحصاءات.

كل مؤسسة إحصائية تعرّف التمريرة البناءة بشكل ما، لكن الموقع يُعرّف التمريرة البناءة بكونها التمريرة التي قربت الكرة لـ10 ياردات أكثر من أي نقطة خلال آخر 6 تمريرات للفريق، من دون احتساب ما حدث في أول 40% من المساحة الدفاعية للفريق.

لكن ما يميز ألفاريز حقًّا، هو تحركه المستمر من دون كرة، وهو ما أسفر عن تلقيه 86 تمريرة بناءة في نفس الفترة، ليصبح اللاعب الذي يمكن أن يعول عليه السيتي ليكون محطة نقل الهجمة لطورها الأخير، فهو الرجل الذي يمرر لهالاند التمريرة الأخيرة، أو الرجل الذي ينقل الكرة للأطراف قبل تنفيذ العرضية المنشودة للمهاجم النرويجي.

من هو جوليان ألفاريز؟

لا، لا نقصد بذلك أن نعرّفك أين ومتى وُلد، بل كيف يمكن تلخيص مستوى لاعب كألفاريز. الواقع يقول إن المهاجم الأرجنتيني لاعب مهم جدًّا في منظومة أي فريق، خاصة عندما تكون منظومة تتحلى بجماعية لا تخطئها العين كمانشستر سيتي، أو منظومة تحتاج لتضحيات بدنية وتمهيد للنجم الأكبر، كما هو الحال مع المنتخب الأرجنتيني.

ألفاريز سجل ثنائية وصنع هدفًا في نهائي كأس العالم للأندية 2023

يتميز ألفاريز بخصال جيدة كلاعب كرة قدم، منها الجدية والإنتاجية أمام المرمى، فقد سجل 4 أهداف وصنع 7 حتى الآن في البريميرليغ، كما سجل 10 وصنع 9 في كل المسابقات مع السيتي، كما أن جديته تنسحب على ركضه من دون كلل أو ملل من أجل الفريق، وهذا المجهود الكبير يمنحه فرصة ليكون في المساحات الخالية في الوقت المناسب، كما أنه يستطيع التمرير بشكل جيد في الثلث الأخير من الملعب.

هل يمكن أن تعول عليه كنجم لفريق؟ الإجابة لا، فهو لا يتمتع بالمهارات اللازمة التي يستطيع من خلالها أن يُحسن التصرف في المساحات الضيقة، أو أن يكون مسيّرًا لنسق وأسلوب الفريق. سيكون ألفاريز مناسبًا جدًا لفريق جاهز يحتاج لهذه النوعية، لكن لا يُتوقع أن يكون خيارًا مثاليًّا لفريق ينتظر أن يقوم لاعبه بالارتجال كثيرًا، أو الاعتماد على نفسه في مواقف فردية لا يحظى فيها بالمساعدة الكافية من الزملاء.

كل هذا لا يهم ألفاريز حاليًّا، فقد بات وفي حوزته كل ما يحلم به لاعب كرة القدم من ألقاب.

شارك: