ترشيحات للضحك فقط

2022-12-10 15:35
جماهير كرة القدم تبحث عن المتعة خلال المونديال (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

في اللغة العربية الدارجة يقولون على تسرب المياه من أي مكان مغلق (ترشيح أو تسريب).

ويبدو أن خبراء الرياضة، لا سيما في كرة القدم، أخذوا من تلك الكلمة الدارجة إحدى أهم موضوعات الصحافة والإعلام في الزمن المعاصر وهي الترشيحات.

قبل انطلاق تصفيات كأس العالم قطر 2022، هناك ترشيحات للدول التي يمكنها التأهل، وقبل انطلاق نهائيات المسابقة تزداد الترشيحات اتساعًا، ومع كل دور من أدوارها تتضخم الترشيحات وتصبح مادة أساسية على الشاشات وفي الصحف والمواقع. وتمتلئ الترشيحات في تنوعها وغرائبها بكل أنواع التسريب غير المنطقي بل وغير الصحي أيضًا.

اليوم وغدًا، 4 مباريات في ربع نهائي كأس العالم، كلها متكافئة بحكم القانون، 11 لاعبًا ضد 11 لاعبًا تحكمهم نفس القوانين واللوائح داخل المساحة ذاتها وبينهما حكم محايد ويعاونه فريق كامل من المحايدين، وتبقى المهارة أولًا والتوفيق ثانيًا عنصرين أساسيين لتحديد الفائزين والمتأهلين.

لكن أهل الترشيحات لا ينتظرون مباريات، ولا تهمهم مقاييس ومعايير، وينطلقون بكل قوة وثقة ليؤكدوا علمهم بنتائج المباريات قبل انطلاقها بل يشير بعضهم إلى عدد الأهداف التي سيسجلها كل فريق. هم يقولون إن البرازيل والأرجنتين وفرنسا والبرتغال ستتخطى عقبات كرواتيا وهولندا وإنجلترا والمغرب.

هناك احتمال فعلًا أن تتحقق تلك النتائج، ولكن يساويه احتمال آخر بتحقق عكس تلك النتائج وأن تتأهل كرواتيا وهولندا وإنجلترا والمغرب، وهناك احتمال يساوي السابقين بأن يصعد فريق واحد أو اثنان أو ثلاثة فقط من بين البرازيل والأرجنتين وفرنسا والبرتغال أو أن يصعد فريق واحد أو اثنان أو ثلاثة فقط من بين كرواتيا وهولندا وإنجلترا والمغرب.

كل شيء وارد في كرة القدم، ولو طبقنا الترشيحات لكانت ألمانيا وبلجيكا وربما الإكوادور معنا الآن في ربع النهائي.

شخصيًّا، أرى البرازيل أقوى من كرواتيا لكنني لا أستطيع أن أرجح كفة فريق على الآخر بالمباريات الثلاث الأخرى في ربع النهائي، وكلها لقاءات من طراز 50-50.

استمتعوا بالمباريات وترقبوا المفاجآت واضحكوا على الترشيحات.

شارك: