تحليل winwin | هكذا قوّضت قطر قدرات منتخب إيران
مرة أخرى يصنع منتخب قطر التاريخ بتأهله إلى نهائي كأس آسيا بفوزه على نظيره منتخب إيران بنتيجة 3-2 في اللقاء الذي جمع المنتخبين على ملعب "الثمامة".
وبذلك يضرب المنتخب القطري موعدًا عربيًا خالصًا مع منتخب الأردن المتأهل على حساب كوريا الجنوبية، في المباراة النهائية يوم السبت المقبل على ملعب لوسيل.
تغيير طريقة اللعب
اعتاد ماركيز لوبيز المدير الفني للمنتخب "العنابي" أن يعتمد على طريقة 2-5-3؛ لكنه هذه المرة قرر تغيير الطريقة واللعب على تحييد نقاط قوة إيران.
اعتمد المدرب الإسباني على طريقة 2-4-4 وقرر تغيير الجناحين بإدخال يوسف عبد الرزاق على اليمين وهمام أحمد على اليسار، مع الحفاظ على ثنائية المعز علي وأكرم عفيف هجوميًّا.
همام أحمد في الأصل ظهير أيسر؛ لكنه لعب أمام محمد وعد "الذي يلعب عادةً" كلاعب وسط. أي كان من المفترض أن يحدث العكس بأن يكون همام ظهيرًا ومحمد وعد لاعب وسط؛ لكن لوبيز كانت لديه فكرة مهمة.
مدرب قطر علم أن نقطة قوة إيران تأتي من الجبهة اليمنى بوجود رامین رضائیان الأكثر صعودًا وإرسالاً للعرضيات إلى داخل منطقة جزاء الخصوم.
هنا قرر لوبيز أن يواجه الظهير بالظهير.. أن يكون همام أحمد هو مَن يوقف رامین، وأن يعاونه محمد وعد بالتداخل مع الجناح الأيمن لإيران.
نفس الشيء حدث في الجبهة المقابلة، حيث كان يوسف عبد الرزاق يُعاون بيدرو ميغيل لإغلاق الطرف على مهدي طارمي. وبالفعل ظهيرا إيران لم يقدما الشيء الكبير هجوميًا وتم تغييرهما في الشوط الثاني.
مرونة قطر ودور أكرم عفيف
رغم أن مدرب قطر قرر استخدام طريقة جديدة للحد من أطراف إيران الخطيرة؛ لكنه في الجانب الدفاعي كانت لديه مرونة كبيرة باللعب بـ3 مدافعين أيضًا مع تثبيت محمد وعد للداخل إلى جانب المهدي علي ولوكاس مينديز، مع فتح همام أحمد وبيدرو ميغيل الملعب.
لذلك ستجد أن أكرم عفيف حسب الخريطة الحرارية لم يكن مهاجمًا ثانيًا وحسب، بل تحرك في كل أرجاء الملعب.
وهنا تجب الإشادة بالدور المجهول لأكرم عفيف، يمكن الحديث عنه كونه نجم البطولة الأول وأكثر مَن أسهم بالتسجيل والصناعة في البطولة (8 أهداف) وثاني أكثر لاعب صناعةً للفرص.
لكن عفيف بذل جهدًا بدنيًا وزخمًا كبيرًا بخلاف تلك الأرقام الهجومية الباهرة وقيادته قطر لهذا الفوز.
إيران.. الفارق بين الهجوم والدفاع
أجرى مدرب إيران تغييرين بإدخال إحسان حاج صافي ومهدي طارمي الذي كان موقوفًا في المباراة الماضية أمام اليابان.
منتخب إيران يُمثل التناقض التام لأي فريق، فهو يمتلك لاعبي خط هجوم مميزين يلعبون في أفضل أندية أوروبا؛ لكن تنظيمه الدفاعي ولا أسوأ.
هدف قطر الأول يدل على مدى سوء التنظيم الدفاعي من اللاعبين، إذ كان هناك 8 لاعبين من إيران داخل منطقة الجزاء، ولم يلتفت أي منهم لجاسم جابر الحر خارج المنطقة.
أنظار لاعبي إيران كانت شاخصة على الكرة ثم اتجهت نحو الخطير أكرم عفيف، وهذه قيمة مضافةً لأكرم عفيف بأن جعل منتخب إيران يُركز عليه ليترك الفرصة لزملائه.
شخصية المنتخب القطري
في النسخة الماضية من كأس آسيا في الإمارات وفي بعض المباريات في النسخة الحالية، أظهر المنتخب القطري براعةً في لعب الكرة بفنيات عالية وبكرة قدم أنيقة؛ لكنه عندما احتاج لخوض موقعة تكتيكية بامتياز نجح في الاختبار ببراعة أمام إيران.
هذه المباراة حسمتها شخصية منتخب "العنابي" رغم تأخره بهدف مبكر قد يفسد المعنويات؛ لكنه عاد وتماسك ولعب على تقويض قدرات إيران واستفاد من نقاط قوته متمثلة في أكرم عفيف والمعز علي.
المدرب الإسباني عرف كيف يتعامل مع كل مباراة بشكل ممنهج ومدروس، رغم أن التغييرات عليها بعض الملاحظات إضافةً إلى الكرات الثابتة الدفاعية.
لكن مثل هذه المباريات تُكسَب ولا تُلعب، وعندما احتاجت قطر حسم المباراة فعلت باقتدار.