بوفال وأوناحي من التألق بمونديال قطر إلى شبح الهبوط مع أنجيه

2022-12-28 00:03
عز الدين أوناحي وسفيان بوفال من مباراة المغرب والبرتغال (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

بعدما كانا بين أفضل لاعبي مونديال قطر 2022 الذي وصلا فيه مع المغرب إلى نصف النهائي في إنجاز أول من نوعه بالنسبة إلى منتخب أفريقي أو عربي، سيكون من الصعب على سفيان بوفال وعزّ الدين أوناحي التأقلم مع فكرة العودة إلى فريقهما أنجيه الذي يصارع من أجل البقاء في الدوري الفرنسي.

يعاود أنجيه نشاطه في الدوري الفرنسي، الأربعاء، بمواجهة مضيفه أجاكسيو، باحثاً عن فوزه الثالث فقط للموسم من أصل 16 مباراة، لكن متذيل ترتيب "الليغ 1" سيكون من دون نجميه المغربيين اللذين سيعودان إليه في 31 الشهر الحالي، إلا في حال تغيرت وجهتهما في صفقتين قد تحمل كل منهما إلى فريق جديد.

وفي ظل غرقه بالهزائم المتتالية والأزمة المالية وقضية الاعتداء الجنسي التي يُحاكم فيها رئيسه سعيد شعبان، يحتاج أنجيه حقاً إلى عودة نجميه المغربيين اللذين يُعدان من أفضل المراوغين في العالم حالياً.

وقال المدرب المؤقت عبد بوحزاما، الإثنين، في مؤتمر صحافي: "سيكون لاعبا المونديال حاضرَين في 31 ديسمبر (كانون الأول)"، وذلك في وقت حذف فيه بوفال أي إشارة تدل على أنه يلعب مع أنجيه في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يبدو شعبان مشغولاً في محاولة الحصول على أفضل صفقة ممكنة للتخلي عن أوناحي.

وفي مقابلة مع قناة "أر تي إل" أجراها قبل عشرة أيام، كشف شعبان أن لديه عروضا، مضيفاً: "إنها قادمة من كل مكان. إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وفرنسا... رغبتنا هي التوصل إلى اتفاق في يناير (كانون الثاني)، لكن مع أمل البقاء معنا حتى نهاية الموسم".

 "سنقوم بالاختيار الصحيح" 

على موقع أنجيه، ركز أوناحي على مسألة الاعتراف بجميل النادي عليه، قائلاً: "أنجيه هو الذي أتاح لي فرصة خوض كأس العالم، وأن أكون قادراً على إظهار مهاراتي للعالم".

وبالنسبة للأمور الأخرى: "أنا على اتصال يومي بالرئيس (شعبان). سنقوم بالاختيار الصحيح لمسيرتي والنادي".

وبحسب العديد من وسائل الإعلام، فإن صفقة انتقال اللاعب المرتبط حالياً بأنجيه حتى عام 2026، قد تتجاوز 30 مليون يورو، ويبدو أن نابولي الإيطالي وليستر سيتي الإنجليزي وإشبيلية الإسباني أو حتى مرسيليا الفرنسي من الأندية المهتمة بخدماته.

وانهالت الإشادات على أوناحي من كل حدب وصوب، وكان أبرزها من مدرب إسبانيا، لويس إنريكي، الذي أبدى فريقه السابق برشلونة اهتمامه بالتعاقد مع الواعد المغربي، حسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية.

أفاد إنريكي، الذي أُقيل من منصبه مباشرة عقب الإقصاء على يد المغرب في ثمن النهائي، بأن أكثر لاعب أعجبه في صفوف "أسود الأطلس" هو أوناحي، وقال: "اللاعب صاحب الرقم 8 لعب بطريقة مدهشة، ولم يتوقف عن الركض"، موضحا أنه تحدث مع طاقمه الفني بشأنه وتفاجأ بمستواه.

تألقُ أوناحي وبوفال في المونديال دفع شعبان إلى الاستعداد لبيعهما في فترة الانتقالات الشتوية أو الصيفية، طالما ارتفعت قيمتهما التسويقية، مؤكدا أنه "في قرارة نفسي أرى أن مغادرة أوناحي وبوفال في يناير أمر لا مفر منه، الفريق يعاني على الصعيد المادي، ولدينا العديد من المشاكل التي يجب أن نجد لها حلولا".

أضاف: "عقدت اجتماعا مع مجلس الإدارة، وأخبروني أن أوناحي يعتبر جوهرة؛ نظراً لصغر سنه وتألقه اللافت. أقول لنفسي إن بوفال وأوناحي سيغادران في كانون الثاني أو حزيران (يونيو). نحن نستعد لكل شيء".

وُلد أوناحي في 19 نيسان/ أبريل 2000 في الدار البيضاء لعائلة كروية، وانضم إلى صفوف الرجاء البيضاوي للصغار، قبل أن ينتقل عام 2015 إلى أكاديمية محمد السادس بضواحي مدينة سلا.

وفي 2018، انتقل إلى ستراسبورغ الفرنسي، لكنه لم يلعب أي مباراة، فانضم إلى فريق رديف "أو إس" أفرانش في الدرجة الخامسة في 3 آب/ أغسطس 2020 في صفقة انتقال حر، وأثبت نفسه صانع ألعاب الفريق من خلال إظهار مهاراته الفنية ومراوغاته وتمريراته الحاسمة.

ثم انتقل الى أنجيه في تموز/ يوليو 2021 لمدة أربع سنوات، وفرض نفسه في تشكيلته لتُوجّه له الدعوة من قبل المدرب البوسني، وحيد خليلوزيتش، للدفاع عن ألوان "أسود الأطلس" في نهائيات كأس أمم أفريقيا في الكاميرون.

 بوفال ابن النادي 

بالنسبة إلى بوفال، سيكون رحيله عن أنجيه أكثر مرارة من أوناحي؛ إذ إنه ابن النادي وتأسس كروياً في صفوفه، إضافة إلى تحريكه مشاعر العالم بالرقص مع والدته زبيدة على أرض الملعب، بعد التأهل إلى نصف النهائي.

انضم إلى النادي في سن الـ10، وسجل بداياته الاحترافية بعد 9 أعوام.

تألق بعدها في صفوف ليل موسم 2015-16، قبل أن يعيش خيبة إنجليزية خلال مروره في ساوثهامبتون من 2016 حتى 2020، ما دفعه للعودة إلى أنجيه.

وإذا كان اللاعب يعاني غالباً على الصعيد البدني، فهو يظهر على الدوام أنه لم يفقد أياً من صفاته الفنية التي كانت كافية من أجل أن تحجز له مكاناً أساسياً في تشكيلة كأس الأمم الأفريقية.

في الـ29 من عمره، يرتبط بوفال بأنجيه حتى عام 2024، لكن وفقاً للعديد من وسائل الإعلام تلقى عروضاً عدة من أندية خليجية، ما قد يضع حداً لمغامرته الثانية مع نادي بداياته الكروية قبل الوصول إلى نهاية هذا العقد.

شارك: