الأندية الأوروبية وانتهاء الأزمة الرمضانية

2023-03-22 16:00
تشيلسي أعلن إقامة مأدبة إفطار خلال شهر رمضان (Twitter-ChelseaFC)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قبل عقدين من الزمان -تقريبًا- في مثل هذا التوقيت، التوقيت الهجري، كنت دائمًا أتابع بانزعاج شديد تلك الأزمة الموسمية الناتجة عن الصدام بين الأندية الأوروبية مع لاعبيها المسلمين بسبب الصيام في شهر رمضان.

وكانت تلك الأزمة تأخذ أبعادًا خطيرةً حتى وصلت إلى وضع هؤلاء اللاعبين بين خيارين كلاهما مر، الأول سندان التهديد بالاستغناء وإنهاء التعاقد في حال التمسك بالصيام، والثاني مطرقة الإجبار على الإفطار حتى إن تلك الأزمة وصلت إلى أبواب كبرى الهيئات والمؤسسات الدينية الإسلامية التي كان يلجأ إليها بعضهم للحصول على فتاوى أو رخص للإفطار إذا ما تزامن موعد المباريات مع وقت الصيام.

ولكن .. قبل سنوات، ومع التطور العلمي الرهيب في عالم الاحتراف لا سيما النظام الغذائي، بدأت الأزمة في الانفراج رويدًا رويدًا، ولكن أكثر ما لفت انتباهي هو التحول الرهيب في وجهة نظر الأندية الأوروبية والعالمية مع خصوصية وقدسية شهر رمضان المبارك، وسارت في الطريق المعاكس، وبدأت في دعم لاعبيها المسلمين خلال الشهر الفضيل، والسماح لهم بأداء فريضة وشريعة الصوم مع وضع برنامج غذائي وتدريبي خاص لهم.

ولكن الأجمل هو مجاهرة تلك الأندية بهذا الدعم، وهو ما تجسد حرفيًا وعمليًا من خلال سماح روابط الأندية الأوروبية بإيقاف اللعب في أي وقت من المباراة حينما يحين موعد أذان المغرب، لمنح اللاعبين المسلمين فرصة للإفطار وكسر الصيام، وهي الظاهرة الإيجابية التي بدأت لأول مرة عبر بوابة الدوري الفرنسي عندما قام حكم مباراة نيس وموناكو في رمضان عام 2019 بإيقاف المباراة لمنح اللاعب يوسف عطال مهلة للإفطار بعد تزامن المواجهة مع أذان المغرب وهو الأمر الذي لاقى استحسانًا من قبل الجماهير في مختلف أنحاء العالم خاصة المسلمين منهم.

ومن فرنسا انتقلت الظاهرة إلى إنجلترا ، وفي حدث تاريخي وقع لأول مرة قبل عامين بالدوري الإنجليزي الممتاز، قررت رابطة اللأندية المحترفة "بريميرليغ" إيقاف مباراة ليستر سيتي وكريستال بالاس لإفطار الفرنسي ويسلي فوفانا، ورفض فوفانا ذو الأصول الإيفوارية والذي يلعب مع منتخب فرنسا، الإفطار قبل المباراة ولعب صائمًا أمام كريستال بالاس .

في العام الماضي سمح الدوري الألماني لأول مرة في تاريخه بإيقاف المباراة ليتمكن اللاعبون المسلمون من الإفطار في شهر رمضان..وحدث هذا الأمر لأول مرة عندما أوقف حكم مباراة ماينز وأوغسبورغ ماتياس يولينبيك المباراة قليلًا من أجل أن يتمكن قائد فريق ماينز موسى نياكاتي من الإفطار مع موعد الأذان، حيث شرب الماء ثم واصل اللقاء بشكل طبيعي.

وبعد المباراة صرح حكم اللقاء ماتياس يولينبيك: "لقد سألني اللاعب قبل المباراة هل بإمكانه التوقف للشرب قليلًا عند الغروب لأنه مسلم ويصوم رمضان.. وبطبيعة الحال وافقت على ذلك، وعندما توقف اللعب أخبرته وانتظرت حتى انتهى من الإفطار"، وتكرر نفس الشيء في مباراة لايبزيغ وهوفنهايم عندما أوقف الحكم المباراة حتى يتمكن لاعب لايبزيغ محمد سيماكان من شرب الماء وكسر الصيام قبل مواصلة المباراة.

وقبل أيام، تبدلت أحزان أزمة الماضي لابتسامة عريضة وأنا أتابع ما تبثه وكالات الأنباء العالمية عن إعلان أندية إنجليزية، كتشيلسي وأستون فيلا، حتى الآن، تدشين خيم عملاقة لاحتضان حفلات إفطار رمضانية يُدعى إليها كل المسلمين دون تمييز، دعوة أراها انتصارًا -وإن جاء متأخرًا- لنجوم مسلمين ضحوا من أجل الانتصار لفريضة الصوم، ووجب علينا أن نشكرهم على كم التضحيات التي قاموا بها حتى أجبروا العالم على احترام الشهر الفضيل وصيامه، وكل رمضان وأنتم بخير.  

شارك: