الأرجنتين ويد مارادونا الخفية!

2022-11-13 21:20
الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا يحمل كأس العالم 1986 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يتذكر عشاق الساحرة المستديرة للوهلة الأولى أن الأسطورة الراحل دييغو أرماندو مارادونا سجل هدفًا بيده أمام إنجلترا في نهائيات كأس العالم بالمكسيك سنة 1986، وأسهم في تأهل منتخب الأرجنتين إلى الدور نصف النهائي.

غير أن ما لا يعرفه كثيرون هو أن مارادونا بفضل يده الساحرة أسهم في تأهل الأرجنتين إلى أدوار متقدمة في نهائيات كأس العالم بإيطاليا سنة 1990.

يد مارادونا الخفية

المرة الأولى التي سجل فيها مارادونا بيده كانت في مونديال المكسيك 1986، لحساب دور الثمانية الذي واجه فيه التانغو منتخب الأسود الثلاثة، في مباراة أقيمت على ملعب أزتيكا في مكسيكو سيتي، كانت بخلفيات سياسية على وقع التنافس الأرجنتيني الإنجليزي على جزر الفوكلاند الواقعة  في المحيط الأطلسي.

عرض كرة دييغو مارادونا للبيع بالمزاد 

كانت جزر الفوكلاند أو مالفيناس -كما يسميها الأرجنتينيون- محور صراع شديد بين الإنجليز والأرجنتينيين على مر سنوات عدة، وخاضت الدولتان قبل 4 سنوات من صراعهما الكروي حربًا تمكنت خلالها بريطانيا من دحر القوات الأرجنتينية، وأسفرت المعارك آنذاك عن مقتل ما يقرب من 900 شخص.

بهذه الأجواء المشحونة جرت مباراة الأرجنتين وإنجلترا، وزاد الأجواء سخونة هدف مارادونا القاتل عندما خدع الجميع، وقفز مع الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون ليفتتح التسجيل للتانغو.

لم ينتبه الحكم التونسي علي بن ناصر الذي أدار اللقاء آنذاك ليد مارادونا الخفية، وبقي ينتظر ربما إشارة من الحكم المساعد، لكن هذا الأخير توجه إلى منتصف الميدان مؤكدًا شرعية الهدف رغم احتجاج الإنجليز على احتسابه.

المباراة عرفت أيضًا أجمل هدف في القرن الماضي عندما سجل مارادونا هدفًا ثانيًا من منتصف الميدان مراوغا نصف لاعبي المنتخب الإنجليزي والحارس، مهديا منتخب التانغو ورقة التأهل.

وواصلت الأرجنتين طريقها حتى النهائي، وفازت باللقب على الألمان بثلاثة أهداف لهدفين وسط فرحة هستيرية حين أضافت الأرجنتين لقبها العالمي الثاني، بعد أن حصدت الأول على أراضيها في نسخة 1978.

يد أخرى لمارادونا تحرم السوفيات من مواصلة المشوار في المونديال 

يد أخرى لمارادونا أنقذت بطل التانغو من الخروج المبكر من كأس العالم بإيطاليا سنة1990، عندما واجهت الأرجنتين منتخب الاتحاد السوفياتي سابقًا في مجموعة ضمت إلى جانبهما منتخبي الكاميرون ورومانيا.

كانت الأرجنتين في وضعية صعبة جدًا؛ إذ خسرت المباراة الأولى أمام الكاميرون بهدف لصفر على ملعب سان سيرو بميلانو، وكانت بحاجة للانتصار في لقائها الثاني على منتخب الاتحاد السوفياتي الذي خسر مباراته الأولى أمام رومانيا بهدفين لصفر.

وحاول السوفيات التهديف، وهم أصحاب فضية كأس أمم أوروبا 1988، لكن مارادونا أبى إلا أن يحرمهم من التسجيل أو الحصول على ركلة جزاء، فقد صدّ الكرة بيده على مسافة متر واحد تقريبًا من الخط النهائي للمرمى، ليغير مجريات المباراة ويحرم الاتحاد السوفياتي من تسجيل أول أهدافه في اللقاء دون أن يحرك الحكم ساكنًا أمام "يد الرب"، كما وصفها مارادونا بعد هدفه الأسطوري في شباك إنجلترا.

انتهت المباراة بعد ذلك بفوز التانغو بهدفين لصفر بعد أن غيّر مارادونا سيناريو اللقاء، وواصلت الأرجنتين مشوارها في البطولة ووصلت إلى الدور النهائي للمرة الثانية على التوالي، لتواجه في المباراة النهائية منتخب ألمانيا الذي ثأر لخسارته في مونديال 1986، وتُوج باللقب العالمي بعد فوزه بهدف جاء من ركلة جزاء مشكوك في صحتها. 

شارك: