إمبراطورية إنفانتينو!

2021-06-08 09:01
المعلق الشهير في قنوات beIN عصام الشوالي
Source
+ الخط -

كرة القدم لعبة وتجارة.. ومنذ تأسيسها في  عام 1904 عرف الفيفا جملة من المتغيرات.. من المقر، للدول الجديدة المنظمة للهيكل الدولي.. للحرص على تنقيحات قانون اللعبة.

إحداث بطولات وتنظيمها لمختلف المراحل السنية.. تشجيع الكرة النسائية.. بعث بطولات خاصة بالشاطىء والقاعات.. مواكبة العصر فرضت إحداث بطولة عالم للألعاب الإلكترونية.. نشر اللعبة الشعبية الأولي ساهم في الحفاظ علي مكانة اللعبة لدى الجميع.. بالفعل هي ساحرة مستديرة لم تستطع أي رياضة منافستها أوالاقتراب منها..

إمبراطورية الفيفا تصنف على أن رئيسها أقوى ثالث رئيس في العالم بعد الرئيس الأمريكي والأمين العام للأمم المتحدة.. أوروبا تهيمن علي منصب رئيس الفيفا منذ البدايات باستثناء هافلانج البرازيلي في عام 1974 لما هزم الإنجليزي ستانلي روس بفضل المراهنة على الدول الإفريقية والتي مقابلها أعطيت لإفريقيا مقاعد أكثر زادت من واحد لخمسة في كأس العالم..

ونظمت القارة مونديال الشباب في تونس عام 1977 ليكسر احتكار البطولات بين أوروبا وأمريكا.. وبقي الفيفا على مدى تاريخه منظمة كروية تجارية سياسية.. وازداد العنصر التجاري بتنظيم الكثير من البطولات وما فيها من مردودية اقتصادية وأصبح الفيفا من أغنى المنظمات الدولية بل تتجاوز ميزانيته أكثر من 60 دولة في العالم.. الفيفا نظام دولي ناجح وقوي.. عرف دائما كيف يطور من منظومته ويحصل على أرباح كثيرة.. التعامل مع أكبر الشركات العالمية.. الحقوق التلفزيونية وهي الدجاجة التي تبيض ذهبا..

إنفانتينو جعل الفيفا مثالا للنجاح في التسيير المالي.. فهو رجل قوي وذكي ويملك حسا اقتصاديا كبيرا.. تواصلت التغييرات.. رجل الفيفا الأول يريد شركة بمديرين عامين بمعني الرئيس المطلق النفوذ ويريد للاتحادات القارية أن تدخل تحت جناحه ورؤساء الاتحادات القارية يصبحون مساعدين، يعني تقريبا استنساخ "للفيبا" وهو الاتحاد الدولي لكرة السلة..

عرض الفيفا بطولات جديدة بأرباح خيالية..آخرها عرضه على الاتحاد الإفريقي تنظيم بطولة جديدة للأندية الأفرو ليغ بـ20 فريقا و بجوائز تبلغ 20 مليون دولار يعني تقريبا 8 أضعاف ما يحصل عليه البطل حاليا.. وقبلها مشروع مونديال الأندية بـ 24 فريقا ملايين الدولارات فقط للمشاركة.. في حالة تنظيم مثل هذه البطولات  وبكل القارات خاصة أوروبا رغم رفضها الوصاية عليها من الفيفا ورئيسها سيحقق الفيفا مليارات الدولارات في سنوات قليلة..

لا ننكر مشاريع الفيفا التطويرية وأهمها مشروع "قوول" لتطوير اللعبة وتطوير البنية التحتية.. ولا ننكر كذلك المبالغ المرصودة للاتحادات لتطوير الملاعب إنشاء دار الحكام ومقرات الاتحادات ولكن مثل هذا التطوير لا بد أن يراعي حق الفقراء في ممارسة اللعبة وضمان مشاركة الكل وإلا فمثل هذه بطولات ستكون إقصائية وستحتكرها فقط الأندية الغنية..

الطموح كبير.. الجانب المالي خيالي ولكن أن ننظم بطولات بـ20 فريقا في آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا فيه خطر على اللعبة.. وفيه إقصاء للأغلبية وفيه حصر الكورة في دول وأندية دون أخرى.. اللعب مع الكبار انطلق فهل ينجح إنفانتينو في أفكاره أم سيصطدم بالمحافظين والرافضين للتغيير..!

شارك: