أنيس البدري.. قصة لاعب مكافح هزم المرض وحقق المجد مع الترجي

2021-06-08 09:01
البدري يأمل تحقيق نجاحات جديدة خلال تجربته الثانية بقميص الترجي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يحقق الكثير من لاعبي كرة القدم الشهرة والمجد والشعبية الكبيرة، وربما تجهل الجماهير المحطات الشخصية في حياة هؤلاء الأبطال والمعاناة التي مروا بها قبل احتراف الكرة، والجانب المحبط في حياتهم.


وهو الأمر الذي سوف نتعرض له في قصة كفاح اللاعب التونسي أنيس البدري، وتمثل قصة نجم الترجي ومنتخب تونس "العائد" لصفوف شيخ الأندية التونسية نموذجا لهذا الكفاح.

البدري العائد حديثًا لصفوف الترجي ليس مجرد لاعب كرة قدم وإنما صاحب قصة نجاح وصبر مميزة، فقد تحول من طفل لأسرة فقيرة يعود أصلها إلى مدينة قلعة السنان التونسية هاجرت إلى فرنسا بداية ثمانينيات القرن الماضي؛ إلى بطل متوج بدوري أبطال إفريقيا مرتين، وواحد من أفضل اللاعبين العرب في السنوات العشر الاخيرة.


وُلد البدري يوم 18 سبتمبر/أيلول 1990 في أحد الأحياء الشعبية في مدينة ليون الفرنسية، وهو من أسرة ضعيفة الدخل، عارضت في البداية احترافه الساحرة المستديرة.


وقرر الموهوب التونسي الانطلاق بمفرده نحو تحقيق حلمه في الاحتراف، من خلال مواظبته على المشاركة في الاختبارات الموسمية التي كانت تشرف عليها أكاديمية خاصة بالفريق الأكبر في المدينة أولمبيك ليون، حتى نجح في انتزاع موافقة أحد المدربين بالانضمام رسميا لبراعم الفريق، في ظل مهارته التي كانت واضحة مبكراً، وقد كان ذلك في سن 13 عامًا.

وشاءت الأقدار بعدها بثلاث سنوات بأن يصاب البدري بمرض نادر في أسفل عنقه، تسبب في إخراجه من مدرسة التكوين؛ لعدم قدرته على مواصلة اللعب وأيضا لعدم رغبة الفريق الفرنسي العريق في تحمل نفقات علاجه، وهو ما اضطره لفترة ليست بالقصيرة للابتعاد عن الكرة والتوجه نحو تعلّم بعض المهن البسيطة.


وعاد البدري لممارسة هوايته مع فرق صغيرة منها "سانت بريست" و "تشاسلي"، وفي سنة 2006 غادر نحو مدينة الشمال الفرنسي ليل لينجح في اختبارات فنية مع فريق "الميتروبول"، ويلتحق مباشرة بالفريق الرديف، لتبدأ مسيرته الاحترافية في البروز بعدها عندما انتقل إلى فريق موسكرون البلجيكي وقادهم نحو الدوري الممتاز، مع تقديمه مستويات رائعة هناك لفتت أنظار عدة أندية أوروبية وعربية معروفة.


واختار أنيس الانضمام إلى الترجي التونسي عام 2016، وهي التجربة الأفضل له، فقد تمكن خلالها من حصد كل الألقاب الممكنة، ولعل أهمها لقب دوري أبطال إفريقيا مرتين، كما حصد لقب هداف نسخة سنة 2018، مع هدفه الذي لن يُمحى من ذاكرة جماهير الترجي في لقاء النهائي أمام الأهلي المصري، وتم ترشيحه لجائزة الأفضل في إفريقيا، وفاز بجائزة أفضل لاعب مغربي في نفس السنة، متقدمًا على نجوم كبار في أوروبا، على غرار محرز وزياش، وحصد البدري خلال مشواره مع الترجي 8 ألقاب بين محلية وعربية وقارية.


كما أنه قاد منتخب نسور قرطاج لنهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، بفضل هدفه الحاسم أمام الكونغو، ووصل معه إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية الماضية في مصر 2019.


وعاد البدري مجددًا إلى الترجي، بعد تجربة لم يوفق فيها كثيرا مع اتحاد جدة السعودي؛ على أمل كتابة أسطر أخرى من النجاحات، وسوف يخضع اللاعب لبرنامج تدريبي خاص لتأهيله؛ من أجل استعادة لياقته البدنية بسبب ابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة.

هل تركت واتساب وبدأت باستخدام تيليغرام؟ إذن اشترك في قناتنا https://t.me/winwinsports لتصلك جميع أخبارنا الحصرية وجميع الحوارات.

شارك: