4 عوامل وراء بداية مانشستر يونايتد الكارثية في البريميرليغ
بدأ عهد المدرب الهولندي، إيريك تين هاغ مع مانشستر يونايتد، بهزيمةٍ على أرضه في مسرح الأحلام "أولد ترافورد" من برايتون (2-1) في الموسم الماضي 2022-23، وبعد 13 شهرًا، تكرر الأمر ذاته بهزيمة مدوية من الفريق ذاته؛ لكن بنتيجة (3-1)؛ ليُحقق يونايتد أسوأ انطلاقة منذ مواسم عديدة، بانتصاره مرتين فقط وتعرّضه لـ3 خسائر في أول 5 جولات من الموسم الحالي.
يونايتد بعد البداية السيئة في مستهل الموسم الماضي، ازداد نشاطه في نافذة الانتقالات الصيفية، وضم البرازيلي كارلوس كاسيميرو من ريال مدريد وتعاقد مع مواطنه أنتوني من أياكس في صفقة قياسية مقابل 95 مليون يورو، وعالج النادي مشاكله بالفعل، والآن مع إغلاق نافذة الانتقالات قبل أسبوعين، أصبح النادي بدون أنتوني وسانشو، وضربت الإصابات العديد من لاعبي الفريق.
وبعكس ما كان يُعتقد في مستهل الموسم أنّ مانشستر يونايتد سينافس على لقب البريميرليغ هذا الموسم، خاصّة بعد التعاقد مع ماسون ماونت من تشيلسي، وراسموس هويلاند من أتالانتا وأندريه أونانا حارس مرمى إنتر ميلان بالإضافة إلى سفيان أمرابط من فيورنتينا، إلا أنّ الإصابات وبعض العوامل الخارجية تسببت في بداية كارثية للفريق في البريميرليغ حتى الآن.
وحمل وصول تين هاغ في الموسم الماضي بعض الشعور بالأمل بأن الأمور ستتحسّن بعد سلسلة من التعيينات السيئة للمدربين منذ اعتزال السير أليكس فيرغسون، إذ حقق الهولندي أول لقب للفريق منذ ست سنوات؛ وذلك بالتتويج بكأس الرابطة في الموسم الماضي، لكن بدلاً من مواصلة التطور في هذا الموسم والمنافسة على اللقب، دخل الفريق في دوامة النتائج السلبية مبكرًا. ويرصد "winwin" في التقرير الآتية 4 عوامل وراء تراجع يونايتد.
الإصابات
ليس هناك نبأ يتلقاه أيّ مدير فني أسوأ من إصابة أحد اللاعبين، فالأمر بمثابة ضربة قاتلة حين يتعلق بأحد نجوم الفريق، ولم تترك الإصابات لاعبي يونايتد في مستهل الموسم الحالي، حتى الوافدون الجُددّ تعرضوا لإصابات قبل خوض أول مباراة رسمية ويتعلق الأمر هُنا بالمغربي سفيان أمرابط الذي يُعاني من إصابة في الظهر والإيطالي راسموس هويلوند الذي تعرض لإصابة على مستوى عضلات الفخذ.
ويفتقد المدرب إيريك تين هاغ ظهيره الأيسر لوك شو، الذي يُعاني من إصابة في العضلات والتي لن يعود منها قبل بداية 2024، في حين أن بديله تايرل مالاتسيا لديه إصابة أيضًا وموعد عودته غير معلوم، ما دفع النادي للتعاقد مع الإسباني سيرخيو ريغيلون على سبيل الإعارة من توتنهام هوتسبير.
ولم تتوقف الإصابات عند هذا الثنائي وحسب، إذ يعاني صانع الألعاب ماسون ماونت من إصابة أيضًا، حاله كحال بديله الصاعد، كوبي ماينو الذي يُعاني من إصابة في الكاحل، فضلًا عن الجناح الأيمن عماد ديالو الذي تعرّض لإصابة في الركبة.
تراجع المنظومة الدفاعية
بدأ يونايتد بدايةً جيدةً ضد برايتون، وبدا خطيرًا في أول 15 دقيقة؛ لكن مُنافسه سجّل من أول فرصة له تقريبًا، وساعده في ذلك منظومة دفاعية ضعيفة للغاية.
ونجح جناح برايتون سيمون أدينغرا في تجاوز ريغيلون، وأرسل تمريرة إلى داني ويلبيك، وبذل ليساندرو مارتينيز جهدًا خائرًا لمحاولة صد عرضية أدينغرا، بينما فقد فيكتور لينديلوف مسار ويلبيك والكرة، ما سمح لمهاجم يونايتد السابق بالتسجيل.
الهدف الثاني من باسكال غروس، أظهر أداءً مريعًا مرة أخرى من ثنائي قلب دفاع يونايتد، إذ لم يفعل لينديلوف ومارتينيز شيئًا إزاء تمريرة طارق لامبتي البينية إلى غروس، كما لم يكن هناك تعاون كافٍ بين خطي الوسط والدفاع لتلافي الهدف الثالث الذي سجله جواو بيدرو.
ويُعَدّ مانشستر يونايتد ثاني أكثر فريق استقبلت شباكه أهدافًا حتى الآن في البريميرليغ، حيث تلقت شباك أندريه أونانا 10 أهداف، بعد بيرنلي الذي تلقت شباكه 11 هدفًا.
عندما خسر يونايتد (4-0) أمام برينتفورد في المباراة الثانية بالموسم الماضي، أرسل كاسيميرو رسالة نصية إلى وكيل أعماله، الذي كان يناقش انتقاله المحتمل إلى أولد ترافورد. قال: "أخبرهم بأنني سأصلح الأمر".
وبعد بضعة أيام، انتقل اللاعب البرازيلي من ريال مدريد مقابل 70 مليون جنيه إسترليني، وسرعان ما أسهم في إصلاح المشكلات الدفاعية التي كان يعاني منها يونايتد، مما جلب جودة كبيرة للفريق مع عقلية الانتصار التي اكتسبها اللاعب في تجربته السابقة مع ريال مدريد.
ولكن بعد مرور عام، بدت معاناة كاسيميرو من الإرهاق، ولا ينبغي إغفال حقيقة أنه يبلغ من العمر 31 عامًا، لكن تراجعه كان كبيرًا أمام برايتون الذي استطاع الوصول إلى شباك أونانا في مرات عديدة.
غياب سانشو وأنتوني
بعد ثلاثة أيام فقط من الموافقة على السماح لغرينوود بالخروج على سبيل الإعارة إلى خيتافي، تعرّض يونايتد لضربة، بتوجه غابرييلا كافالين، صديقة أنتوني، برفع قضية على مهاجم مانشستر يونايتد بعد اعتدائه عليها.
ولم يصدر يونايتد أي تصريح علني بشأن الاتهامات لمدة 48 ساعة، ثم أصدر بيانًا مقتضبًا قال فيه إنهم على عِلم بالادعاءات؛ لكن دون ذكر ما إذا كان سيتم إيقاف أنتوني أم لا، ثم أكد النادي لاحقًا أنه سيتم إيقافه إلى أجل غير مسمى حتى انتهاء التحقيقات؛ ممّا حرم الفريق من لاعبه الذي ضمّه من أياكس مقابل 85 مليون جنيه إسترليني قبل عام واحد فقط.
بينما الأمر كان مختلفًا مع سانشو، إذ يمكن القول إن تين هاغ صنع مشكلة لنفسه عندما انتقد علنًا أداء اللاعب في التدريبات بعد أن سُئِل عن سبب عدم وجود الجناح في الفريق الذي خاض مواجهة أرسنال، ليرد اللاعب السابق لدورتموند عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متهمًا المدرب بأنه جعله "كبش فداء" لمشكلات الفريق.
أظهر المدير الفني الهولندي تفهمًا لوضع سانشو الموسم الماضي؛ لكن صبره معه قد نفد، وتؤكد تقارير أنه غاضب من رد فعل اللاعب الذي رفض الاعتذار منه، ويتدرب الآن بعيدًا عن زملائه في الفريق ولن يكون متاحًا لمباريات يونايتد المقبلة، ليصبح تين هاغ بدون الجناحين اللذين دفع النادي لضمهما 160 مليون جنيه إسترليني (198 مليون دولار).
تأخُّر تأقلم هويلوند
عندما كان أداء مانشستر يونايتد جيدًا في نهاية الموسم الماضي، كان من الواضح أنهم يفتقرون إلى قلب هجوم هداف، وقال محللون إنه بمجرد التعاقد مع مهاجم من الطراز الأول، فسينتقل إلى مستوى آخر.
وسارع الفريق لضم راسموس هويلوند؛ لكن من الواضح أن المهاجم الشاب الذي تعاقد معه النادي مقابل 72 مليون جنيه إسترليني (89 مليون دولار) لا يزال في طور التقدم وسيحتاج إلى وقت للتأقلم بشكل جيد مع زملائه الجدد والأجواء في الدوري الإنجليزي.
ويحتاج اللاعب بعض الوقت لاستعادة لياقته بشكل كامل بعد وصوله مصابًا في الظهر، ولذلك لم يظهر للمرة الأولى مع النادي إلا بعد شهر تقريبًا من انضمامه إليه قادمًا من أتالانتا.
شارك:
أخبار ذات صلة
