هل دخلنا فعلًا عصر مبابي وهالاند؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-01 15:40
الفرنسي كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان (Getty)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

منذ نحو سنتين كثر الحديث عن نهاية عصر الثنائي الاستثنائي الذي تربع على عرش كرة القدم قرابة عقد ونصف، وأمتع المشاهدين وحصد البطولات والألقاب، الثنائي المكون من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.

اليوم بات شبه مؤكد أن هذا العصر الجميل وما حمله من إنجازات النجمين وإبداعاتهما وتنافسهما الخلاق ولى بلا رجعة، وغدت الألسن والأقلام تردد اسمي النجمين الصاعدين كيليان مبابي قائد باريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي، وإيرلينغ هالاند هداف مانشستر سيتي والمنتخب النرويجي. 

كل المؤشرات والأرقام والمقارنات بين هذين النجمين تشير إلى أن عشاق كرة القدم مقدمون على مواكبة حقبة كروية جديدة قد تمتد بدورها إلى نحو عقد ونصف، ومتابعة "صراع الجبابرة" بين مهاجمَين فذين ينتظر المراقبون أن يبلغا مستوى فنيًا وإبداعيًا لا يقل أهميةً ورونقًا وحماسةً عن ما بلغه ميسي ورونالدو. 

ما حققه مبابي وهالاند حتى الآن من أرقام، وما سجلاه من أهداف، وما يتمتعان به من إمكانيات بدنية وفنية وذهنية، وما لديهما من "أدوات" قابلة للتطور والصقل، وهما لا يزالان في بداية مشوارهما الكروي وفي طريقهما إلى بلوغ ذروة العطاء، كفيلة بأن يكون "عصرهما" واعداً جداً ومثيراً جداً. 

هالاند رأس حربة وهداف مرعب، ومبابي مهاجم وجناح نفاث فاز بكأس مونديال روسيا وبلغ نهائي مونديال قطر وكان هدافه الأول مع تسجيله لثلاثية في مرمى الأرجنتيني ميسي، تتنافس أعرق الأندية الأوروبية على ضمهما.

لاعبان وزنهما ذهب، فموقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في أسعار اللاعبين وانتقالاتهم وقيمتهم السوقية قدر في شهر فبراير/ شباط الماضي قيمة النجم الفرنسي مبابي بـ190 مليون يورو، في حين قدر قيمة النرويجي هالاند بـ170 مليون يورو. إلا أن البرازيلية رافائيلا بيمنتا وكيلة هالاند أكدت في حديث لها مع القناة الفرنسية "تي أف 1" أن القيمة السوقية لهالاند تساوي مليار يورو.

ولإن يرجح عدد من المراقبين أن التنافس للفوز بالكرة الذهبية 2023 قد ينحصر بين ميسي الفائز بكأس العالم الأخير في قطر وبين هالاند الذي قد يتوج مع ناديه مانشستر سيتي بلقب دوري أبطال أوروبا وكذلك بلقب الدوري الإنجليزي "البريميرليغ" في حال جرت الرياح بما تشتهيه السيتي، فإنه من غير المستبعد أن يكون مبابي مرشحًا بارزاً وخطيرًا للمنافسة على التتويج بالكرة الذهبية لأنه، كما ذكرنا، حاصل على المركز الثاني في مونديال قطر 2022 وهداف هذا المونديال برصيد 8 أهداف سجل ثلاثة منها في المباراة النهائية، وهو إنجاز فريد عادل به رقم المهاجم الإنجليزي جوفري هيرست الذي سجل ثلاثية في نهائي مونديال إنجلترا عام 1966.

وسبق لمبابي أن سجل هدفاً في نهائي روسيا عام 1988، ليصبح بذلك أفضل لاعب في رصيده أربعة أهداف في المباريات النهائية لكأس العالم، إضافة إلى أنه في طريق مفتوح للفوز مجددا بلقب الدوري الفرنسي الممتاز لكرة القدم مع ناديه باريس سان جيرمان. وأيًا كانت نتيجة هذا الموعد المرتقب فهو لن يكون سوى فاتحة مواعيد ومحطات لمنافسات كثيرة بينهما.

هكذا نطوي صفحة "عصر ميسي ورونالدو"؛ إذ انتهى المطاف بالبرتغالي في الدوري السعودي، فيما يبحث ميسي عن نادٍ ينهي فيه ما تبقى له من مشواره الحافل، وندخل "عصر مبابي وهالاند" المنفتح على العديد من الاحتمالات والمفاجآت الكروية والتي نأمل في أن تكون سارة ومشوقة. 

فهل سيكون العصر المقبل الجديد عصر هذا الثنائي الصاعد الواعد كما يتوقع أغلب المراقبين، أم أن المستديرة ستظل تأبى، كما هي حالها دومًا، البوح بكل أسرارها ويدخل دائرة هذه المنافسة طرف ثالث يضفي حماسةً ورونقًا إضافيين، طرف قد يكون النجم البرازيلي ومهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور أو غيره؟

شارك: