هل تسهم "البطاقة البرتقالية" في تطوير كرة القدم؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-07 14:33
غضب إيرلينغ هالاند من قرار حكم مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام (X/Richard_alagbe)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كرة القدم، مثل غيرها من الأنشطة، لا تشذ عن قاعدة التغيير والتطور، ويقترن تطورها بتطوير قوانينها وقواعدها. 

ومن أبرز التغييرات المنتظر اعتمادها في قادم الأيام، التفكير الجدي للمجلس الدولي لكرة القدم "إيفاب IFAB"، وهو الهيئة المسؤولة عن تعديلات قانون كرة القدم، في استخدام "بطاقة برتقالية" وطرد مؤقت، كإجراء تأديبي إضافي ضد اللاعبين، يوصف بـ "الثوري"، ويثير جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية العالمية بين مرحب به ومتحمس، وبين رافض له تعتريه شكوك كثيرة في جدواه. 

فقد وافق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم في اجتماعه السنوي المنعقد في لندن يوم الثلاثاء 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 على تجريب هذا الإجراء التأديبي الجديد ضد اللاعبين يقضي بطردهم مؤقتًا من الملعب في حال ارتكابهم بعض المخالفات. 

تغييرات مرتقبة في كرة القدم

وسيجتمع "إيفاب" في شهر مارس/ آذار 2024 للمصادقة أو عدمها على هذه التغييرات، تمهيدًا لتطبيقها -في حال اعتمادها- بدايةً من يوليو/ تموز المقبل. 

ولهذا الغرض، اتفق المجلس الدولي مع المسؤولين عن الدوري الإنجليزي الممتاز، على اختبار هذا التعديل في الموسم الكروي الجديد.

و"البطاقة البرتقالية" هي بمثابة منزلة بين منزلتين، بين البطاقة الصفراء التي يشهرها الحكم في وجه لاعب لإنذاره بعد ارتكابه خطأ يقدر الحكم أنه لا يستوجب الطرد من الملعب، وبين البطاقة الحمراء التي يطرد بموجبها اللاعب نهائيًا من الملعب. وبالتالي تكون وطأة البطاقة البرتقالية أشد قليلًا من البطاقة الصفراء وأكبر ردعًا من التحذير؛ وأقل قسوةً من البطاقة الحمراء، عندما يقدر الحكم أن الخطأ يستحق عقوبةً تفوق الإنذار؛ لكنها لا تستدعي الطرد النهائي. عندها يشهر الحكم البطاقة البرتقالية سيتعرض اللاعب لطرد مؤقت من أرضية المعلب والجلوس في مقعد البدلاء لمدة 10 دقائق قبل العودة إلى استئناف اللعب.

هكذا، تتمثل فلسفة "البطاقة البرتقالية" في تسليط عقوبة على اللاعب الذي يرتكب خطًأ تكتيكيًا لمنع هجمة مرتدة واعدة بهدف، أو يسيء التصرف مع الحكم أو مع زميل له في المباراة، أو يتفوه بألفاظ غير لائقة، أو يرتكب مخالفةً جسيمةً متهورةً. 

كما أن هذه البطاقة ستساعد كثيرًا على تخفيف الضغط المسلط على الحكام، وتنقل الضغط إلى اللاعبين والمدربين، مما يشعر الجميع -حكامًا ولاعبين ومدربين وحتى رؤساء الفرق- بمسؤولياتهم إزاء كل أعمال تتنافى مع القيم والروح الرياضية والتنافس النزيه.

المرحبون بهذا الإجراء الجديد والمتحمسون له يمدحون فعالية عقوبات الطرد المؤقت المطبقة في رياضات أخرى مثل الرغبي وهوكي الجليد وكرة اليد، كما ينظرون بعين الرضى إلى نتائج تجربتها منذ بضع سنوات في مباريات كرة القدم لفئات الشباب، وإلى أثرها الطيب في سلوكهم على الميدان. 

تحقيق الإجماع بشأن هذا التغيير أمر صعب؛ نظرًا إلى التساؤلات الكثيرة بشأن ما سيترتب عليه. فهناك من يرى أن استخدام البطاقة البرتقالية قد تعلن نهاية اللجوء إلى البطاقة الحمراء، وهناك من يخشى تأثيرًا غير محمود في حال تراكم البطاقات البرتقالية وانعكاسها على سير المباراة وجمال اللعبة عمومًا، إضافةً إلى أسئلة أخرى محيرة، ليس أقلها ما الذي سيحدث عندما يتلقى حارس المرمى البطاقة البرتقالية وما يستوجب ذلك من استبداله بحارس آخر، الأمر الذي يضطر معه المدرب للاستغناء عن خدمات لاعب ميداني، ثم ماذا سيحدث في هذه الحالة عندما تنتهي عقوبة الطرد المؤقت بعد انقضاء عشر دقائق، وكيف سيتعامل المدرب إذا ما استوفى  الفريق تغيير جميع البدلاء المسموح باستبدالهم خلال المباراة؟

وأيًا كانت التساؤلات الحارقة والآراء والمواقف المناهضة لهذا التعديل، وأيًا كانت -في المقابل- درجات الحماسة له، فإن هذه المقاربة جديرة بالتجريب، على الأقل، للوقوف على ما يمكن أن تضيفه من تطوير إيجابي للعبة.

شارك: