هل استفادت الأندية من إلغاء قاعدة أفضلية الأهداف في الأبطال؟

2022-02-17 15:35
باريس سان جيرمان استفاد من إلغاء قاعدة أفضلية الأهداف في مباراة ذهاب ثمن النهائي أمام ريال مدريد (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

شهدت النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا إلغاء العمل بقاعدة أفضلية الأهداف المسجلة خارج الديار في الأدوار الإقصائية من البطولة، بدءا من مباريات الدور ثمن النهائي في الموسم الحالي الذي أقيمت فيه 4 مباريات حتى الآن، ما يثير التساؤلات عن مدى استفادة أصحاب الأرض أو تضررهم من إلغاء العمل بهذه القاعدة.

وشاركت 5 من الأندية الثمانية التي خاضت المباريات الأربع الماضية في ثمن نهائي النسخة الماضية أيضا، وهي أندية باريس سان جيرمان وريال مدريد ومانشستر سيتي وبايرن ميونيخ وليفربول، ما يفتح المجال لمقارنة نتائجها قبل إلغاء العمل بقاعدة أفضلية الأهداف وبعد إلغائها، أما أندية سبورتينغ لشبونة وإنتر ميلان وريد بول سالزبورغ، فلم تخض ثمن نهائي الموسم الماضي.

ريال مدريد المتضرر الأكبر من إلغاء العمل بقاعدة أفضلية الأهداف في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال  

بالنظر إلى المباريات التي لُعِبتْ في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا حتى الآن، تبرز مباراة باريس سان جيرمان وريال مدريدىد (1-0) الأكثر ندية من حيث قيمة الأسماء التي يملكها كل فريق، ما يجعلها تُمثِّل معيارا مناسبا لقياس مدى تأثير إلغاء القاعدة المذكورة، بخلاف المباريات الأخرى؛ مثل مباراة سبورتينغ لشبونة ومانشستر سيتي (5-0) التي كانت الفجوة فيها واضحة بين الفريقين.

وبحسب خبراء، بدا ريال مدريد بصورة سيئة من الناحية الهجومية في المواجهة الأولى؛ إذ اكتفى بالتكتل الدفاعي مع محاولة الاعتماد على المرتدات التي كان عددها قليلا من حيث الكم، ولم ترتقِ لتشكل تهديدا حقيقيا على مرمى سان جيرمان الذي لعب بثقة أكبر وكان الطرفَ الأفضل في معظم فترات اللقاء.

ورغم اعتماد الإيطالي كارلو أنشيلوتي على استراتيجية التكتل الدفاعي والاعتماد على المرتدات في العديد من المباريات الأخيرة، فإن إلغاء العمل بقاعدة أفضلية الأهداف قد يكون لعب دورا في ظهور ريال مدريد بوجه هجومي "شاحب" أمام باريس، وعدم محاولته اقتناص هدف قد يكون "ثمينا" في حسابات التأهل لربع النهائي، وفي المقابل، ربما كنا سنشاهد باريس يحد من اندفاعه الهجومي خوفا من تلقي هدف يربك حساباته.

وبالعودة إلى نتائج الفريقين في ذهاب ثمن نهائي النسخة الماضية، يظهر أن الفريقين استفادا من القاعدة التي كان العمل جاريا بها في النسخة الماضية التي خاضا فيها مباراة الذهاب خارج ملعبيهما؛ إذ فاز ريال مدريد على مضيفه أتالانتا (1-0)، وحقق باريس فوزا كبيرا (4-1) على مضيفه برشلونة.

هل لعب إلغاء قاعدة أفضلية الأهداف دورا في خروج ريد بول سالزبورغ بنتيجة إيجابية من مواجهة الذهاب أمام ضيفه بايرن ميونيخ؟

كان ريد بول سالزبورغ النمساوي قريبا من تحقيق الفوز على ضيفه بايرن ميونيخ لولا تلقيه هدفا في الدقيقة 90، ليكتفي بالتعادل (1-1) مع الفريق البافاري الذي فشل في تكرار سيناريو مباراة ذهاب ثمن نهائي النسخة الماضية، عندما فاز (4-1) على مضيفه لاتسيو.

وتبرز أهمية إلغاء قاعدة أفضلية الأهداف للفرق الأقل مستوى من ناحية الفنية عندما تستقبل الفرق الكبيرة داخل ملعبها؛ إذ بات بإمكانها اللعب بمخاوف أقل من تداعيات استقبال أهداف كثيرة داخل ملعبها، ومن ثم بضغوط نفسية أقل، وهو ما سمح لفريق مثل لايبزيغ بتفادي سيناريو لاتسيو.

إنتر ميلان وسبورتينغ لشبونة لم يستفيدا من إلغاء القرار بسبب نقص الخبرة والفروق الفنية الكبيرة

خاض سبورتينغ لشبونة مباراة غير متكافئة مع مانشستر سيتي وانهزم (0-5)، وخسر إنتر ميلان (0-2) أمام ضيفه ليفربول، ولم يلعب إلغاء قاعدة أفضلية الأهداف خارج الديار دورا مؤثرا في هاتين المباراتين اللتين حسمهما عاملا الخبرة والفوارق الفنية الكبيرة بين اللاعبين.

وكرر ناديا مانشستر سيتي وليفربول، سيناريو مباراتيهما في دور ذهاب ثمن نهائي الموسم الماضي الذي شهد فوز مانشستر سيتي (2-0) على مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ، وفوز ليفربول (2-0) أيضا على مضيفه لايبزيغ.

وبتحليل الإحصائيات السابقة يتبين أن إلغاء العمل بقاعدة أفضلية الأهداف المسجلة خارج الديار، يزداد في المباريات التي تُقام بين فريقين متقاربين في المستوى (مباراة باريس سان جيرمان وريال مدريد مثلا)، ويقل في المباريات التي تكون فيها الفوارق الفنية بين طرفيها كبيرة (مباراة سبورتينغ لشبونة ومانشستر سيتي)، وإن كان يمنح الفرصة أحيانا لتحقيق الفرق الأقل مستوى نتائج إيجابية على ملعبها أمام فرق أفضل من الناحية الفنية (مباراة ريد بول سالزبورغ وبايرن ميونيخ مثلا).

شارك: