هكذا حوّل عموتة منتخب النشامى إلى وحش مفترس

تحديثات مباشرة
Off
2024-02-04 14:25
المغربي الحسين عموتة المدير الفني لمنتخب الأردن (X/JFA)
Source
المصدر
winwin وكالات
+ الخط -

ظهر منتخب النشامى كحمل وديع منذ أن استلم المغربي الحسين عموتة دفة القيادة الفنية، خلفًا للمدرب العراقي عدنان حمد، الذي انتهى عقده في يونيو/حزيران من العام الماضي، لكن المدرب المغربي حوّل منتخب الأردن إلى وحش مفترس في بطولة كأس آسيا قطر 2024 التي تختتم في الدوحة السبت المقبل.

ومنذ المباراة الأولى مع النشامى وحتى قبل انطلاق البطولة القارية حقق عموتة سلسلة من النتائج السلبية ووجهت له سهام الانتقادات من كافة أركان الكرة الأردنية، حيث لم يرحمه الإعلام الأردني في تقاريرهم المكتوبة والمرئية، كما طالب الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إقالته قبل النهائيات القارية، لكن اتحاد الكرة الأردني منحه الثقة وأعطاه كافة الصلاحيات الفنية المتاحة ورفض التدخل في عمله.

نتيجة لذلك، ومنذ المباراة الأولى لمنتخب النشامى في بطولة كأس آسيا ظهرت بصمات المدرّب الحسين عموتة الذي صنع نسيجًا فنيًا متوازنًا يحمل جرأة هجومية، ووضع المنتخب للمرة الأولى في تاريخه بنصف نهائي البطولة بمواجهة كوريا الجنوبية القوية.

عامر شفيع: عموتة لعب بنسيج متوازن

يرى الحارس التاريخي للأردن عامر شفيع في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية أن عموتة يوجّه المنتخب للعب بشكل أكثر جرأة في الجانب الهجومي، خلافًا للمدربين السابقين المصري الراحل محمود الجوهري والعراقي عدنان حمد، قائلًا: "لعب بنسيج فني متوازن في الشقين الدفاعي والهجومي دون غلبة لأحدهما على حساب الآخر".

يتابع شفيع (41 عامًا) الذي حمل ألوان الأردن لعقدين من الزمن: "يتمثل العنوان الأبرز في أداء المنتخب بالتوازن. في بعض المباريات كان يتموضع بخمسة مدافعين وفي أخرى ثلاثة".

وخصّ شفيع المكنّى بـ"الحوت" الإشادة بالحارس الحالي يزيد أبو ليلى "الذي يتصاعد أداؤه يومًا بعد يوم كحال باقي اللاعبين"، معتبرًا أن حضور الأردن بين الأربعة الكبار "أشبه بالمعجزة"؛ نظرًا لتواضع مستوى الدوري الأردني والحالة المادية المتردية للأندية.

عموتة يتصدى للانتقادات

وقاد الحسين عموتة النشامى في 9 مباريات، ما بين رسمية وودية، قبل انطلاق بطولة كأس آسيا 2024، وحقق الفوز في مباراة واحدة وتعادل في اثنتين وتلقى 6 هزائم، حيث خسر 0-6 أمام النرويج، و1-2 من أذربيجان، و1-3 أمام إيران، ثم 0-2 من السعودية، و1-2 أمام لبنان، قبل الخسارة بنتيجة ثقيلة قوامها 1-6 أمام اليابان، وبعدها تعادل مع العراق 2-2، وطاجيكستان 1-1، ثم فاز 2-1 على قطر.

واستهلّ الأردن مشواره بفوز كبير على ماليزيا 4-0 بثنائيتين لنجم مونبلييه الفرنسي، موسى التعمري، ومهاجم الحسين إربد محمود المرضي، ثم كان على بعد ثوانٍ من الفوز على كوريا الجنوبية قبل أن تعادله الأخيرة 2-2، واتُّهم الأردن برفض الفوز على البحرين (0-1) تفاديًا لمواجهة اليابان في دور الـ16، وقد نفى عموتة ذلك بدبلوماسية.

المدرب الذي لا يبتسم كثيرًا كادت خطته تنقلب عليه في ثمن النهائي أمام العراق، عندما احتاج لهدفين في الوقت البدل عن ضائع حتى يقلب تأخره إلى فوز صعب 3-2، إثر طرد العراقي أيمن حسين.

وفي ربع النهائي الثالث له في آسيا بعد 2004 و2011 مع الجوهري وحمد، تخطى الأردن عقبة طاجيكستان بهدف، ليتذوّق طعم دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه.

لكن هذه المرحلة المضيئة، سبقها بداية مخيبة لعموتة وضعته في مرمى الانتقادات، بعد استعدادات شهدت خسارة تلو الأخرى أكبرها أمام النرويج 0-6 واليابان 1-6 عشية النهائيات، جاءت كحائط صد ضخم منح المدرب المغربي القدرة على صد الانتقادات.

وليد فطافطة معجب بقيادة عموتة

أبدى المدرب والمحاضر الآسيوي وليد فطافطة إعجابه الشديد بقيادة عموتة، قائلًا: "لم يكن مقنعًا في تجاربه الودية، لكن ظهر أنه كان بحاجة إلى المزيد من الوقت للوصول إلى النسيج الفني المتين القادر على المقارعة في كأس آسيا".

أوضح فطافطة أن عموتة على عكس من سبقوه الذين كانوا يرتجفون خوفًا من اللعب الهجومي: "بدا عموتة مع النشامى جريئًا في طروحاته الفنية من خلال منح لاعبيه الثقة عبر التحوّلات السريعة من الدفاع إلى الهجوم والتي كنا نفتقدها فيما مضى".

وبين فطافطة: "منتخب  الأردن استطاع أن يهاجم بعنفوان شديد، محرجًا منتخبات لها باع طويل مع المنافسة، وأكبر دليل على ذلك تسجيله عشرة أهداف، وهو حصاد تهديفي كبير يعكس الأسلوب الهجومي الناضج للمنتخب".

مدرب النشامى الحسين عموتة في سطور

يُعدّ النجاح الذي سطّره عموتة (54 عامًا) مع الأردن إنجازًا جديدًا في سيرته الذاتية.. حيث قاد المغرب إلى لقب بطولة أفريقيا للاعبين المحليين (2020)، والوداد البيضاوي إلى دوري أبطال أفريقيا (2017) وقبلها الفتح الرباطي إلى كأس الكونفيدرالية (2010)، فضلًا عن عدّة ألقاب محلية مع السدّ القطري.

ابن مدينة الخميسات الذي حلّ بدلًا من حمد في يونيو الماضي، لا يترك فرصة للحديث عن الجانب الهجومي، فقال: "نأمل في أن تخدمنا الظروف للعمل على زيادة الفاعلية الهجومية، لصناعة الفرص وترجمتها إلى أهداف في المباريات الحاسمة".

يتمتع لاعب الوسط السابق عموتة بشخصية قوية أظهرها خلال مباراة العراق عندما اشتبك مع المهاجم البديل حمزة الدردور الذي تهجم بعنف على جهازه الفني، فكان مصير الهداف التاريخي للمنتخب الاستبعاد عن البعثة.

شارك: