من وحي أيام الفيفا

2023-03-29 15:26
منتخب المغرب فاز على البرازيل في أولى مبارياته الودية بعد مونديال قطر (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

على مدى أيام خرجنا من عباءة الأندية إلى عالم المنتخبات التي كان آخر ظهور لها في مسرح المباريات بمونديال قطر 2022.

فعليًا كان المغرب وما زال على الوعد والموعد، فبعد تاريخ طويل من المواجهات العربية البرازيلية والتي انتهت بـ24 فوزًا برازيليًا دون أي تعادل أو فوز عربي، حقق المغرب أخيرًا أول فوز عربي ضد البرازيل في ملعب ابن بطوطة، وكأننا حقًا كنا في رحلة طويلة مع محاولة تقليص الهوة.

ظهر المغرب مقاتل وبشهادة الإعلام البرازيلي أفضل من منتخبه واستمر المدرب الركراكي في تقديم الدروس الكروية للمنتخبات العربية.

من الآخر لن نصل لمستوى المغرب دون وجود لاعبين محترفين قادرين على طي هذه الفوارق تضاف إليها عوامل المدرب المميز والتخطيط السليم.

أداء منتخبات عربية مثل مصر والجزائر وتونس والسودان كان مميزًا في التصفيات الأفريقية وإذا استمرت في التصاعد؛ فإن أغلب الظن بأننا سنشاهد منافسة عربية قوية في النهائيات الأفريقية، وكعب أعلى لها أمام نظيراتها في بقية القارة.

لا أعلم لماذا تظهر مقارنة المحلي ومواليد الخارج لتطفو على سطح الأحداث، وتكون محورًا ساخنًا في الشارع العراقي بعد كل مباراة للأسود؟!

من نموذج المنتخب المغربي مثلًا الواضح أن البحث عن الخيار الأهم مهما كان المكان القادم منه هو الحل الواضح لأي منتخب؛ لأن الفوز هو مطلب الجميع وبالتالي هذا الموضوع من المفترض أن لا يكون محور اختلاف لأن المعيار الأساسي ليس منشأ اللاعب أو من أين أتى بل جودته وأفضليته على الآخر.

في المقابل كعاشق للسيلساو البرازيلي أحزنني منظر الفريق الأصفر، مثير للشفقة فعليًا أو كما قال محلل برازيلي بعد المباراة: "لم يعد أحد يهابنا".

عمل المنظومة البرازيلية معاكس لطموحات جماهيرها والحقيقة الوحيدة التي تجعل الشارع البرازيلي صبورًا هي أن الاتحاد البرازيلي سيوقع مع مدرب أجنبي.

لا أعلم لماذا شارعنا العربي مصاب بهوس المقارنة؟! .. رونالدو سجل ضد ليشتنشتاين وميسي سجل ضد كوراساو من الأفضل هذا أو ذاك؟؟ وكأن مسيرة اللاعبين بحاجه فعليًا لأهداف في مرمى هذه المنتخبات لكي يتم تقييمها.

هم أساطير حققوا كل الأرقام الممكنة وقدموا وما زالوا يقدمون كل ما لديهم، ولن يغير في نظام الاستمتاع بهم أي هدف في مرمى هذا الفريق أو ذاك.

من الآخر استمتعوا بهم بلا مقارنات.

شارك: