مصطفى محمد.. هل ينال مكافأة مقاومة مسيرة احترافية متذبذبة؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-10 11:23
صراع على الكرة بين المصري مصطفى محمد مهاجم نانت ولاعب باريس سان جيرمان لي كانغ إن (twitter/Star_Spor)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سجل المهاجم المصري مصطفى محمد هدفه السادس في الدوري الفرنسي هذا الموسم، وذلك بعدما أطلق رأسية سكنت شباك متصدر "الليغ آ" باريس سان جيرمان.

الرأسية لم تمنع هزيمة نانت بهدفين لهدف، فبعد تقدم باريس بهدف برادلي باركولا في نهايات الشوط الأول ثم تعادل نانت بهدف مهاجمه المصري في بدايات الشوط الثاني، تمكن راندال كولو مواني من ترجيح كفة أصحاب الأرض بهدف في الدقائق العشرة الأخيرة ليواصل سان جيرمان مسيرته المظفرة بتحقيق فوزه الثامن على التوالي بعد معاناته في بداية الموسم، وبـ 3 انتصارات فقط في أول 7 مباريات، لينفرد بالصدارة -كالعادة- في جدول الترتيب.

أرقام مهمة للمصري مصطفى محمد

وصحيح أن الهدف لم يكن له أهمية على مستوى نتيجة المباراة لفريق المهاجم المصري، إلا أنه كان ذا قيمة تسويقية كبيرة؛ إذ جعله ضمن الترتيب الثالث لجدول ترتيب الهدافين بـ6 أهداف، كما أن تسجيل هدف في مرمى ملك الدوري الذي لا يُنافَس يضاف -حتمًا- لمهاجم الزمالك المصري الأسبق، وكان بمثابة إعلان عن العودة إلى التهديف بعد توقف دام طويلًا من الأسبوع السادس وحتى الخامس عشر.

قدم محمد مباراة مميزة بشكل عام، فقد أكمل مراوغتين ناجحتين من أصل محاولتين، ولمس الكرة 34 مرة، بينما كانت تمريراته قليلة جدًا بالنظر لسيطرة باريس لفترات طويلة؛ إذ أكمل 12 تمريرة صحيحة من أصل 16 نفذها؛ لكنه ربح 3 من أصل 4 التحامات هوائية فيما استعاد الكرة مرتين وقطعها مرة أخرى.

مسيرة متذبذبة

انتقل الدولي المصري من صفوف الزمالك إلى غلطة سراي على سبيل الإعارة في شتاء 2021 مقابل 1.5 مليون يورو قبل إتمام انتقاله بشكل نهائي للفريق التركي في صيف 2022 بصفقة بلغت تكلفتها 4 ملايين يورو أخرى.

وما بين الإعارة والانتقال كان الشد والجذب حاضرًا دائمًا خلال تجربته مع نادي العاصمة التركية؛ إذ بعد بدايته الصاروخية التي سجل فيها 5 أهداف خلال أول 5 مباريات، بدأت معاناة محمد مع الغيابات لأسباب مختلفة من بطاقة حمراء أو إصابته بكورونا؛ لكن كانت ظلال صيامه التام عن التهديف هي الطاغية قبل أن يفقد مكانه الأساسي في تشكيلة المدرب فاتح تريم خلال المباريات الستة الأخيرة رغم تسجيله 3 أهداف خلالها.

توقع كثيرون عودة مصطفى محمد إلى صفوف الزمالك وعدم استكمال مسيرته الاحترافية؛ وذلك بعد موسمٍ ثانٍ مُحبِطٍ جدًا سجل خلاله 7 أهداف فقط في 27 مباراة لعبها، إلا أن بؤرة ضوء ظهرت عندما جدد نانت الفرنسي اهتمامه به (بعد مرة أولى كان قريبًا فيها جدًا بضمه من الزمالك للنادي الفرنسي مباشرة).

واستعار فريق الشمال الغربي المهاجم المصري الذي رد الجميل "نسبيًا" بتسجيله 8 أهداف في 36 مباراة ما بين الأساسي والاحتياطي، صنع فيها 3 أهداف كذلك، لكن ما أضاف من قيمة الموسم هو تسجيله لهدفين في الدوري الأوروبي وصناعته لمثلهما؛ منها هدف مكن نانت من فرض التعادل على يوفنتوس في ذهاب الدور الإقصائي الأول قبل أن يسقط النادي الفرنسي على أرضه بطريقة مؤلمة بثلاثة أهداف نظيفة.

وفي هذا الموسم كانت بداية مهاجم نانت ممتازة؛ إذ سجل 5 أهداف في أول 6 مباريات، كما أصبح من يسدد ركلات الجزاء لفريقه في دلالة على ازدياد أهميته داخل النادي الفرنسي الذي لم يعد هناك من ينازعه فيه على مركز المهاجم الأساسي، وجاء هدفه في مرمى باريس سان جيرمان ليُحيي الآمال في تقديمه موسمًا أفضل.

إصرار على المواصلة

الشاهد على مسيرة مصطفى محمد الاحترافية هو أنها حفلت بالكثير من الإصرار على المواصلة واستكمال المسيرة الاحترافية؛ إذ بدأ الأمر بعد إصراره على الرحيل عن الزمالك في توقيت حساس احتاجه فيه النادي القاهري للمواصلة؛ لكن رغبة اللاعب ووجود لجنة معينة لإدارة النادي أدت إلى رحيله لغلطة سراي.

وفي وقت كانت الأخبار الواردة بشكل مستمر من العاصمة تركز على معاناة محمد من ضغط المدرب التركي الشهير فاتح تريم، عليه وتهديده بأنه لن يستمر كثيرًا في مسيرته الاحترافية إن واصل تراجعه في المستوى؛ لكن هذا لم يُثنِ اللاعب عن الاستمرار والقتال على مكانه.

بعد ذلك، تسببت تصريحات ومشاكل مدرب نانت الأسبق أنتوان كومبواري، بمعاناة كبيرة للاعب وزملائه والتي انتهت برحيل المدرب الفرنسي قبل نهاية الموسم الماضي؛ حيث واجه مصطفى محمد ضغوطًا خلال شهر رمضان عقب قرار كومبواري بعدم إشراك أي لاعب صائم في المباريات.

ثم أتى قرار إقالة المدرب السابق بيير أريستوي في نهاية الشهر الماضي بمثابة النفس الجديد لمصطفى وزملائه عقب سلسلة من النتائج السيئة مع الفريق الذي فاز في المباراة الأولى للمدرب جوسلين جوفيرنيك قبل أن يخسر بصعوبة أمام باريس.

ليس من المعتاد أن يستمر الكثير من اللاعبين المصريين في الاحتراف الأوروبي وسط أجواء شبه عدائية والجلوس الطويل على دكة الاحتياط في بداية المسيرة أو بوجود تصريحات من بعض المدربين ضدهم.

لكن محمد أحد من خالفوا هذه القاعدة حتى الآن، رغم أنه مُطالب بعدم العودة إلى النقطة صفر بتوقف تسجيله للأهداف وعدم وصول رصيده إلى الخانتين، فتسجيله حتى الآن لرقم قريب مما كان يسجله في المواسم الماضية يفرض عليه المواصلة لتسجيل العدد الكافي للقيام بخطوة ربما أكبر من النادي الأصفر.

وقد تكون كأس أمم أفريقيا فرصة جيدة لمصطفى محمد للبزوغ بشكل أكبر، وذلك بعدما وجد طريق المرمى بالآونة الأخيرة في تصفيات كأس العالم التي ظهرت بها مؤشرات على أن وصول الفراعنة لمونديال أمريكا الشمالية مسألة وقت لا أكثر.

لنرى .. كيف سيُبلي مصطفى محمد في النصف الثاني من الموسم؟ هل ينال مكافأة مقاومة مسيرة احترافية متذبذبة وإصراره على الاستمرار في وقت انهارت فيه إرادة الكثير من اللاعبين المصريين الآخرين في بداية الطريق أو منتصفه؟

شارك: