مصر تنجو من فضيحة في المونديال!

2022-11-24 17:58
البرتغالي كارلوس كيروش درب منتخب مصر قبل تجربته الحالية مع إيران (Getty)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

"الحمد لله أننا لم نشارك في مونديال قطر!"، عبارة رددها الملايين من جماهير الكرة المصرية عن قناعة تامة بعدما شاهدوا منتخب إيران تحت قيادة مديره الفني البرتغالي كارلوس كيروش يسقط بهزيمة مذلة ومهينة  بسداسية أمام إنجلترا في أولى مباريات منتخب "أسود فارس" في مونديال  قطر.

واتفق جموع الجماهير المصرية على  أن منتخب الفراعنة نجا من فضيحة مدوية لو كان تأهل للمونديال تحت قيادة كيروش، وكان سيلقى نفس الهزيمة الدرامية الكارثية على يد هذا المدرب البرتغالي.

والغريب في الأمر أن نفس الجماهير المصرية تباكت وندبت حظوظها وتحسرت على عدم مشاركة منتخب بلادها في مونديال قطر قبيل أيام  قليلة من رفع الستار عن تلك البطولة الأعظم والأهم عالميا، بعدما فوجئوا، أي المصريين، بمنتخب بلادهم يتألق ويبدع ويهزم منتخب بلجيكا ، المصنف الثاني عالميا، بهدفين مقابل هدف في مباراة دولية ودية أقيمت بالكويت.

هذا الانتصار حققه منتخب الفراعنة تحت قيادة مدربه الجديد البرتغالي روي فيتوريا وبنفس اللاعبين، وقد صبّ المصريون لعناتهم على كيروش الذي فشل، بقيادة النجم العالمي محمد صلاح، في التأهل لمونديال قطر .

وجاءت الهزيمة التاريخية لإيران، لتضع من اختاروا كيروش لقيادة منتخب مصر في وجه مدفع الانتقادات العنيفة، ما أحرج الكثير من خبراء الكرة المصرية الذين طالما كانوا يشيدون بكيروش، وانتقدوا جمال علام رئيس اتحاد الكرة الذي نجح في الإطاحة بهذا المدرب الذي تم التعاقد معه من قبل اللجنة المؤقتة التي كانت تدير شؤون الكرة المصرية بقيادة أحمد مجاهد، وأكدوا أن مصر خسرت مدربا عالميا.

وكان كيروش قد تولى قيادة منتخب الفراعنة في مطلع سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، خلفا للمدرب الوطني حسام البدري الذي كان أول مدرب يترك منصبه دون أن يتلقى أي خسارة.

وعلى مدار 6 أشهر، من سبتمبر 2021 وحتى نهاية مارس/ آذار 2022، قاد كيروش منتخب الفراعنة في بطولتي كأس العرب بقطر وكأس الأمم الأفريقية في الكاميرون إلى جانب التصفيات القارية المؤهلة لمونديال قطر، وفشل في المهمات الثلاث، حيث حل المنتخب المصري رابعا في كأس العرب بعد الخسارة من تونس في نصف النهائي، والخسارة من العنابي القطري  بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث، فيما خسر الفراعنة في نهائي الأمم الأفريقية أمام السنغال، والتي عادت لتحرم مصر من التأهل للمونديال.

وكان منتخب مصر في عهد كيروش أشبه بحقل التجارب، حيث خاض كأس العرب بقائمة من اللاعبين، وبعد أقل من شهر خاض كأس الأمم الأفريقية بقائمة مختلفة، دون أن يستفيد من اللاعبين الذين لفتوا الأنظار في كأس العرب، وبذلك فقد منتخب مصر هويته واستقراره الفني.

ورغم فشله الذريع في المهمات الثلاث فإن كيروش كان يحظى بدعم إعلامي كبير، رغم أنه لم يحقق الفوز أمام منافس قوي إلا في مواجهته المغرب في ربع نهائي المونديال الأفريقي، وتأهل للنهائي بفضل ركلات الترجيح التي ابتسمت مرتين للفراعنة أمام كوت ديفوار في ثمن النهائي وأمام الكاميرون في نصف النهائي، فيما أدارت ظهرها مرتين أمام أسود التيرانغا، المرة الأولى في نهائي أفريقيا، والثانية عندما تم الاحتكام إليها بعد تبادل مصر والسنغال كل منهما الفوز على أرضه بهدف دون مقابل في الجولة الأخيرة والحاسمة المؤهلة لمونديال قطر.

وتشهد نتائج منتخب مصر -لاسيما في بطولة أفريقيا- أن كيروش مدرب دفاعي، ولا يمتلك روح المغامرة، بدليل أن المنتخب المصري تحت قيادته فشل في هز الشباك في 4 مباريات من أصل 7 خاضها في بطولة أفريقيا، ولولا الحظ في ركلات الترجيح لودّع الفراعنة البطولة مبكرا جدا. ولكن كل من دعم كيروش توارى خجلا بعدما شاهد السقوط المدوي والمهين لإيران، وقالوا في السر: "الحمد لله لم نتأهل للمونديال".

شارك: