لا مجال.. إنه التلال!

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-23 16:43
نادي التلال اليمني (Facebook/ALtilalClub1905)
محمد العولقي
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

نادي التلال اليمني أصبح وأمسى وبات يفتح نوافذ الإثارة كالتيار الجارف أو مجرى الهواء، وعندما يشرع نادي التلال في فتح نافذة استثمارية حمراء على عدن، فهو بهذا التميز يعانق مشروعًا استثماريًا حيويًا لم يسبقه إليه أي نادٍ يمني.

ومثل أي كاتب رياضي مختص يشعر بهوى التلال الغلاب، عشت بحواسي وجوارحي تفاصيل افتتاح متجر نادي التلال، كأول مشروع استثماري خالص تشرف عليه شركة متخصصة لها مبادرات رائدة في هذا المجال خارجيًا.

انسابت الأفراح التالية في ليلة الافتتاح في بساطة السهل الممتنع، وأمكن لمتجر نادي التلال الاستحواذ على كل الأضواء الإعلامية بهذا السبق المدهش الذي عجزت عن محاكاته الأندية اليمنية العريقة، وهو سبق تفوق لأول مرة على الأخبار التعيسة التي تلف اليمن السعيد منذ حرب السنوات الثمانية العجاف.

ويمكن إرجاع أسباب اقتحام القطاع التجاري الخاص في مشروع الاستثمار في نادي التلال تحديدًا، إلى عراقة هذا النادي الذي تأسس عام 1905 في عدن، وهو بهذا العمر المديد يعد عميد أندية الجزيرة والخليج.

وبالطبع شركة (أعمار هاوس) العالمية التي تصدت لهذا المشروع في ظل ركود اقتصادي ألقى بظلاله على الحياة المعيشية للناس في اليمن، وضعت في اعتبارها الشعبية الجماهيرية الجارفة التي يتكئ عليها نادي التلال.

ومن دون شك لم تقدم هذه الشركة على تحويل عراقة وريادة وسمعة التلال إلى وعاء استثماري، دون الوضع في الاعتبار تاريخ التلال مع البطولات والألقاب الجماعية والفردية في مختلف الألعاب.

قال لي رئيس نادي التلال، عارف يريمي، في حفل افتتاح المتجر إن الفكرة خضعت للدراسة والتمحيص، والبركة طبعًا في عقلية فريق الاستثمار بقيادة الخبير بشير سنان، الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا أحصاها وحللها بثقة من يخرج الشعرة من العجين.

وما لم يكن المتابع اليمني خاملًا ذهنيًا، فاقدًا تمامًا للقدرة على التقاط الحدث الأهم على مستوى الرياضة اليمنية منذ نشأتها مع بدايات القرن الماضي، أستطيع القول إن نادي التلال رسم خريطة طريق جديدة، تهدف إلى تحرير الأندية من قيود الدعم الحكومي المشروط، ونقلها إلى آفاق الخصخصة والاكتفاء شبه الذاتي.

وكما أن التاريخ كافأ نادي التلال بتدوين اسمه كأول نادٍ على مستوى الجزيرة والخليج، فإن التاريخ ذاته سيسجل أن هذا النادي الرائد في الأفكار، هو أول نادٍ يمني ألقى حجر الاستثمار في بركة مياه الرياضة اليمنية الراكدة.

ورغم أن بعض التلاليين يضمرون تخوفًا مشروعًا من أن هذا المتجر الاستثماري قد جاء في وقت تعصف فيه السياسة بكل شيء في اليمن، إلا أنني ومن خلال حضوري لزخم الافتتاح، أعتقد أن إدارة نادي التلال أمسكت بكل خيوط الاحتمالات، وسدت معظم ثغرات التخوف من حجم الإقبال على محتويات المتجر.

يطير نادي التلال بجناحي شركة (أعمار هاوس) محملًا بوعاء استثماري اقتصادي مغريًا للغاية، يعكس منطقيًا رؤية إدارية ثاقبة، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن أجمل أيام نادي التلال لم نعشها بعد.

شارك: