كيف أصاب العطب خطط غوارديولا في مانشستر سيتي؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-10-10 23:22
من مباراة أرسنال ومانشستر سيتي - الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي 2023-2024 (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

وضع مُزرٍ عاشه مانشستر سيتي في الأسابيع الأخيرة، بتلقيه 3 هزائم من آخر 4 مباريات في كل البطولات، والأدهى أنّها ليست النتائج وحدها التي أرّقت المدرب الإسباني بيب غوارديولا، بل المستوى الفنّي في الميدان أيضًا.

يمكن اعتبار إصابة كيفين دي بروين قبل شهرين، وإيقاف رودري 3 مباريات بعد طرده أمام نيوكاسل، نقطة تحوّل محورية في موسم مانشستر سيتي، فالفريق أصبح كالجسد بلا عقل، مُفتقدًا جُل الحلول الهجومية المعتادة.

اعتمد (سكاي بلوز) على فرديات لاعبه الأرجنتيني جوليان ألفاريز في التسجيل والصناعة، ولعب -بطل مونديال قطر 2022- دورًا هجينًا في أرض الملعب، بيد أنه لم يكن بالقدر الكافي، وسط اختفاء تام من النرويجي إيرلينغ هالاند.

4 تسديدات

في مباراة من المفترض أنها الأهم في موسم الفريق إلى الآن، سدّد مانشستر سيتي 4 مرّات فقط أمام أرسنال، منها تصويبة واحدة على المرمى، في رقم هو الأسوأ في عهد المدرب غوارديولا مع الفريق على الإطلاق.

رودري البيدق المفقود

المثير أن مانشستر سيتي خسر المباريات الـ3 التي غاب عنها رودري، (0-1) من نيوكاسل و(1-2) من وولفرهامبتون و(0-1) من أرسنال.. لكن مع خوض اللاعب مباراة لايبزيغ بدوري أبطال أوروبا -لأن الإيقاف يقتصر عل المباريات المحلية- انتصر الفريق (3-1).!

أمام أرسنال، حاول غوارديولا إقحام برناردو سيلفا في عمق الملعب الدفاعي لتعويض رودري، لكنه لم يكن شفيعًا بغلق المنافذ، إذ هدد الـ(غانرز) مرمى الحارس إيدرسون مواريش بـ12 تسديدة، أي 3 مرّات ضعف تسديدات سيتي.

أوضح غوارديولا في المؤتمر الصحفي اللاحق للمباراة أن غياب رودري أفسد مخططاته ورؤيته لكيفية تسيير اللقاء: "لم يكن معنا رودري، أردت توفير حماية للكرة في أثناء حيازتنا لها في وسط الملعب، لذلك لم أستطع إشراك غريليش".

آخر 4 مباريات لمانشستر سيتي
المباراةالبطولةرودري
مان سيتي 0-1 نيوكاسلكأس الاتحادلم يشارك
مان سيتي 1-2 وولـفـزالدوري الإنجليزيلم يشارك
مان سيتي 3-1 لايبزيغدوري أبطال أوروباشارك
مان سيتي 0-1 أرسنالالدوري الإنجليزيلم يشارك



قبل وبعد..

ساعدت إسهامات رودري الهجومية الفريق هذا الموسم في حسم بعض المباريات، فقد سجّل وصنع في الفوز على بيرنلي (3-0)، وعلى شيفيلد يونايتد (2-1) بالدوري، فضلًا عن التسجيل في الانتصار على النجم الأحمر بدوري أبطال أوروبا (3-1).

في حين صنع النجم الإسباني الأنيق هدف التعادل (1-1) في نهائي كأس السوبر الأوروبي أمام إشبيلية مطلع الموسم، ما مهّد حصول مانشستر سيتي على اللقب بعد اللجوء إلى ركلات الترجيح التي مالت إلى كفّته بـ(6-5).

قبل غياب رودري، فاز مانشستر سيتي بجميع مبارياته الـ8 بكل المسابقات.. لكن بعد غيابه خسر 3 من آخر 4 مباريات.

رودريغو هيرنانديز "رودري" متوسط ميدان مانشستر سيتي(Getty)
رودري متوسط ميدان مانشستر سيتي من الموسم الحالي 2023-2024 (Getty)


0 أهداف متوقعة

كانت نسبة الأهداف المتوقّعة لهالاند أمام أرسنال (0) وهي أسوأ نسبة تهديف متوقّعة في مسيرة اللاعب على الإطلاق، حيث اختفت خطورته تمامًا وكان أقل اللاعبين لمسًا للكرة بـ23 لمسة فقط.. بينما حارس مرمى فريقه إيدرسون لمس الكرة 56 مرة!

في المباريات الثلاثة (في غياب رودري) صوّب هالاند مرّة يتيمة، وهو رقم يستوجب الوقوف عنده. فقد بات من الجلي أن النرويجي الشاب فقد خطورته بالكامل في غياب دي بروين ورودري، وأصبح مفترسًا بلا أنياب.

في الحقيقة، لا يجيد هالاند المراوغات والتصرف في المواقف الفردية (واحد ضد واحد) ولعل ذلك أحبطه في عديد المناسبات هذا الموسم، عندما وجد نفسه مُطالبًا بتجاوز الخصم في مناطق خطرة.. هذه النقطة إحدى مثالب طريقة لعبه.

هالاند
رقابة دفاعية لصيقة لهالاند - من لقاء أرسنال ومانشستر سيتي بالجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي 2023-2024 (Getty)


الكثير من التفاصيل

ربما تبدو مخططات المدرب غوارديولا ذكية وفائقة التطوّر قياسًا بنظرائه. ومع ذلك فإن لديها شِقًّا في غاية الخطورة، يتمثّل في أنّ التفاصيل الكثيرة التي دأب الفني الإسباني على وضعها في أرض الملعب، قد تنهار بالكُليّة، إذا فقدت عنصرًا واحدًا.

مدرب مثل غوارديولا يهتم بكل تفصيلة في الملعب، ويضع سيناريوهات وتصوّرات لكل لاعب، ويبني خططه بطريقة هرمية، أي الجميع يعتمد على الجميع.. لذلك في حال فقدان عنصر أو اثنين من تشكيلته الرئيسية، يختل التوازن العام.


وربما هذا سبب رئيس في تفوّق ريال مدريد بالأعوام الأخيرة أوروبيًّا. فالمدرب -سواء كان زيدان أو أنشيلوتي- يهتم جيدًا بالجانب الدفاعي وحيازة الكرة في وسط الملعب؛ لكنه يترك الشق الهجومي لابتكارات لاعبيه وتصرفاتهم الفردية البحتة.

أين الحل؟

الحل يكمن في فترة التوقف الدولي الحالية. حيث سيقف غوارديولا على مواطن الضعف ويعالجها، كما سيسترجع خدمات رودري، وربما دي بروين.. من الآن وإلى استئناف الموسم بعد أسبوعين، سيتعيّن على بيب لملمة أوراقه.

استرجاع دي بروين تحديدًا سيكون نقطة قوّة محورية، فالبلجيكي الأشقر صنع 13 هدفًا لهالاند الموسم الماضي من أصل 52 سجّلها. أمّا رودري فهو اللاعب الحاسم الذي يأتي من الخلف ويسجّل، كما كان يفعل غوندوغان الموسم الماضي.

ربما نصف قوة مانشستر سيتي الهجومية تكمن في دي بروين ورودري.

شارك: