كولومبيا وسداسية ألمانيا يقلّصان حظوظ سيدات المغرب في التأهل
قلّص المنتخب الكولومبي لكرة القدم النسائية حظوظ المنتخب المغربي في التأهل إلى الدور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم للسيدات، الجارية حاليًا في أستراليا ونيوزيلندا، وتستمر إلى غاية 20 أغسطس/ آب المقبل.
وتغلبت كولومبيا، اليوم الأحد، لحساب الجولة الثانية عن المجموعة الثامنة، رافعة رصيدها إلى 6 نقاط (+3)، على منتخب ألمانيا صاحب المركز الثاني برصيد 3 نقاط (+5)، فيما يأتي منتخب المغرب في المركز الثالث برصيد 3 نقاط (-5)، وكوريا الجنوبية في المركز الأخير بدون رصيد ليغادر رسميًا المنافسات.
سيناريوهات التأهل المحتملة
باتت مهمة "سيدات الأطلس" صعبة جدًا؛ بسبب نسبة الأهداف، بعدما تلقت شباكهن، في مباراة ألمانيا لحساب الجولة الأولى، 6 أهداف كاملة، وضعتهن في موقف حرج؛ إذ يجب عليهن خوض مباراة كولومبيا وانتظار التأهل وفق 3 سيناريوهات ممكنة.
أولاها، الفوز على كولومبيا بأي نتيجة وانتظار هدية من كوريا الجنوبية إما بالتعادل مع ألمانيا أو الفوز عليها؛ إذ سيصبح رصيد المغرب 6 نقاط بجانب كولومبيا في المركز الأول، وألمانيا 3 نقاط في حال الهزيمة أو 4 نقاط في حال التعادل، أو الاكتفاء بالتعادل أمام كولومبيا وانتظار فوز كوريا الجنوبية (كولومبيا 7 نقاط والمغرب 4 نقاط وألمانيا 3 نقاط).
أما في حال فوز ألمانيا على كوريا الجنوبية، وهي النتيجة المنتظرة بالنظر إلى مستوى المنتخبين، فإن منتخب المغرب ملزم بالفوز بنتيجة لا تقل عن 4 أهداف دون رد، وهي مهمة تبدو "شبه مستحيلة" في ظل قوة الكولومبيات وضعف المعدل التهديفي للاعبات المغرب.
إجماع على تحميل بيدروس المسؤولية
أجمع فنيون ونقاد رياضيون، تحدث إليهم "winwin"، على تحميل المسؤولية كاملة للفرنسي رينالد بيدروس المدير الفني لمنتخب المغرب؛ بسبب سوء اختياراته البشرية والتكتيكية خلال مباراة ألمانيا ما تسبب في الهزيمة القاسية بستة أهداف كاملة، ما جعل من آمال التأهل للدور الموالي من المونديال تبدو ضئيلة جدًا.
وانتقد عبد الواحد الشمامي، اللاعب الدولي المغربي السابق، اختيارات المدير الفني لمنتخب المغرب في مباراة ألمانيا، لاسيما تفضيله اللاعبات المحترفات في أوروبا على لاعبات الدوري المحلي وفي مقدمتهن لاعبات الجيش الملكي، حامل ثلاثية الموسم الماضي بفوزه بألقاب الدوري وكأس العرش ودوري أبطال أفريقيا.
وتابع: "الجميع شاهد الفرق الكبير بين مستوى المنتخب المغربي أمام ألمانيا وكوريا الجنوبية، بعدما أقحم 7 لاعبات من نادي الجيش الملكي زيادة على المهاجمة ابتسام جرايدي التي انتقلت نهاية العام الماضي من الجيش الملكي إلى الهلال السعودي، وسجلت الهدف الوحيد للمغرب".
وأكمل: "لاعبات الجيش منسجمات فيما بينهن ولعبن مسابقات قارية عكس اللاعبات المحترفات اللاتي لا ينتمين لأندية تخوض منافسات دوري أبطال أوروبا، لذلك فالتجربة والشراسة التي تمتلكها لاعبات الجيش أعطت ثمارها وأظهرت قصر نظر بيدروس في مباراة ألمانيا".
من جهته، قال الإعلامي المغربي محمد بنعبو، إن "بيدروس وقع في خطأ لا يغتفر حينما دخل مرتبكًا في مباراة ألمانيا وسمح له بتسجيل ستة أهداف كاملة في مرمى حارسة المرمى المغربي خديجة الرميشي".
وتابع موضحًا: "اختياره للتشكيلة في مباراة الجولة الأولى تطرح أكثر من استفسار، كيف يعقل أن تفضل لاعبات على أخريات بناء على معطيات غير متعلقة بالعطاء داخل الملعب؟ لا أريد أن أوجه له اتهامات مجانية لكن رائحة المحاباة كانت طافحة في تشكيلة منتخب ألمانيا؛ لأن لاعبات الجيش يمتلكن مؤهلات فنية وبدنية أفضل، وحتى بعض اللاعبات اللواتي لم يستدعهن للائحته النهائية وتركهن خلفه في المغرب أفضل من بعض المحترفات".
أما المدرب المغربي إدريس عبيس، المتخصص في التحليل الفني لمباريات كرة القدم، فاعتبر أن بيدروس وقع في عدة أخطاء خلال مباراة ألمانيا، في مقدمتها فشله في القراءة الفنية القبلية للمباراة ولعبه بمهاجمتين بغرض استغلال واحدة على الرواق بينما أعطى تعليماته للثانية بالضغط على دفاع منتخب ألمانيا.
وأردف: "هذه الطريقة أثبتت فشلها منذ البداية، لكنّ بيدروس لم يغيّر أسلوبه وظل مصرًا عليه حتى حدود الدقيقة الـ67 حينما قام بأول تغيير، ما يظهر فشله في إبداء ردود فعل آنية مثمرة، لتغيير نهجه التكتيكي وسط المباراة، كان من الأفضل أن يعتمد على روزيلا عيان مهاجمة وحيدة صريحة، أو أن يعتمد على ابتسام الجرايدي، التي أثبتت جدارتها أمام كوريا الجنوبية، وأن يستغل فاطمة تاغناوت في الهجوم بالنظر إلى موهبتها في الاحتفاظ بالكرة والمراوغة والتسديد، لكنه قيّدها بأدوار دفاعية لا تجيدها بالشكل المطلوب".
شارك:
أخبار ذات صلة
