كابتن تسوباسا.. شخصية كرتونية صنعت مجد اليابان الكروي

2022-10-03 16:06
يويتشي تاكاهاشي (يسار) يقف إلى جوار رائعته الكرتونية تسوباسا أوزورا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تدين كرة القدم اليابانية بالفضل في تطورها، والخطوات الواثقة التي قطعتها في العقود الماضية، لشخص يُدعى "يويتشي تاكاهاشي"، وهو ليس لاعباً ولا مدرباً، وليس رئيساً لنادٍ أو رجل أعمال رعى فريقاً لكرة القدم، بل رساماً متخصصاً في فن "الإنمي".

مطلع عقد الثمانينيات، اخترع تاكاهاشي شخصية تسوباسا أوزورا، الذي عُرف في المنطقة العربية باسم "الكابتن ماجد"، في المسلسل الكرتوني الذي تعلق به الكبار والصغار في آن معاً.

واستلهم تاكاهاشي شخصية تسوباسا من النجم الياباني المخضرم كازويوشي ميورا الذي ولد عام 1967، وما يزال متمسكاً باللعب حتى اللحظة؛ حيث نقلت وسائل الإعلام في شهر يناير/ كانون الثاني 2022 نبأ توقيعه على عقد مع سوزوكا بوينت غيرتز، أحد أندية دوري الدرجة الرابعة الياباني رغم بلوغه الـ54 من العمر.

تسوباسا ,الكابتن ماجد


شخصية تسوباسا ألهمت العديد من الأجيال اليابانية

وألهمت شخصية تسوباسا العديد من الأجيال اليابانية، التي أقبلت بنهمٍ على ممارسة كرة القدم؛ إذ أسهمت هذه الشخصية الكرتونية في تغيير الوجهات الرياضية لهذه الأجيال، التي كانت تميل فيما مضى إلى ممارسة ألعاب البيسبول والكرة الطائرة وكرة الطاولة والجمباز وغيرها من الألعاب.

أبرز الأسماء اليابانية التي تأثرت بشخصية تسوباسا كان النجم هيديتوشي ناكاتا، الذي سبق له الاحتراف مع نادي روما الإيطالي وبولتون واندررز الإنجليزي، فيما لم يتوقف أثر تسوباسا في اللاعبين اليابانيين فقط، بل امتدت آثار هذه الشخصية إلى العديد من اللاعبين العالميين؛ أمثال الألماني لوكاس بودولسكي والنجمين الإسبانيين أندريس إنييستا وفرناندو توريس، والإيطالي أليساندرو ديل بيرو والتشيلي أليكسيس سانشيز، وغيرهم الكثيرين.

دوري المدارس وخطة طويلة المدى

وبسبب الإقبال الكبير على ممارسة كرة القدم، عمد الاتحاد الياباني للعبة إلى احتضان بطولة "دوري المدارس الثانوية"، والإشراف عليها، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والثقافة، وهو الدوري الذي تُقام مباراته النهائية عادة مطلع كل عام، حيث تحتشد عشرات الآلاف من الجماهير لحضور هذه المباراة التي توازي في أهميتها مباريات دوري المحترفين.

ولم يكتفِ الاتحاد الياباني بهذا الإجراء، إذ كان عقد التسعينيات يشهد وفود مئات المواهب اليابانية إلى البرازيل للتعايش مع الأندية واللاعبين هناك، وهو الإجراء الذي سرعان ما أوقفه الاتحاد الياباني بعدما لمس عدم وجود جدوى فنية منه.

ولقياس موقع اليابان على الصعيد القاري والعالمي، كانت الدولة تقوم بخطوتين مهمتين على هذا الصعيد؛ الأولى تمثلت في استضافة بطولة كأس آسيا عام 1992، ومن ثم استضافة بطولة كأس العالم بالتشارك مع كوريا الجنوبية عام 2002.

ولم تأتِ استضافة اليابان لمونديال 2002 من فراغ؛ فقد جاءت بهدف قياس مستوى التطور الذي أصاب لعبة كرة القدم في البلاد من جهة، ومراجعة عملية تطبيق الخطط المرسومة، ومن ثم إعادة بناء وتحسين الخطط المستقبلية للعقود المقبلة، من جهة ثانية؛ إذ تمتد خطة اليابان زمنياً حتى عام 2050، وتصب جميعها في اتجاه المنافسة على لقب كأس العالم، في حين أن منتخب البلاد النسوي نجح في الفوز بلقب كأس العالم للسيدات عام 2011، ووصافة البطولة التالية في ألمانيا 2015.

خطوة مهمة من الاتحاد الياباني بهدف تطوير كرة القدم

ومع تصاعد نجومية اللاعبين اليابانيين، تم اتخاذ خطوة مهمة من الاتحاد الياباني لا تقل أهمية عن كل الخطوات التي اتخذها بهدف تطوير اللعبة في البلاد، ومن خلال هذه الخطوة، بات اللاعب الياباني المحترف مع أي نادٍ في بطولة الدوري المحلي بإمكانه مغادرة النادي، وفسخ عقده مباشرة في حال تلقى عرضاً للاحتراف في أوروبا.

هذا البند أسهم في تشجيع احتراف اللاعبين الخارجي، والذي انعكس بشكل إيجابي على قدراتهم الفنية، كما دفع الأندية إلى إبداء حرصها الكبير على استقطاب المواهب من بطولات المدارس والجامعات، حيث ضمت التشكيلة اليابانية التي خاضت نهائيات كأس آسيا 2019، وخسرت النهائي فيه أمام قطر، 13 لاعباً محترفاً في أوروبا، أما البقية فيلعبون في الدوري المحلي الياباني.

كل هذا بدأ من شخصية "كرتونية" ابتدعها رسام سعى إلى الترفيه عن الأطفال وشحذ مخيلتهم، ورفع روح التحدي والطموح داخل ذواتهم، فكان كابتن تسوباسا "الكابتن ماجد" الشخصية التي طالما حققت الإنجازات على شاشة التلفاز، لكن يبقى الفوز بالألقاب العالمية ومعانقتها على أرض الواقع أجمل.

شارك: