فشل إستراتيجي أم تخبّط فني؟ لعنة الرقم 9 تطارد الأهلي!

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-04 23:50
أرشيفية للنادي الأهلي المصري لكرة القدم (x: Al Ahly SC)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

اتضح بما لا يدع مجالًا لشك حجم معاناة الأهلي في مركز المهاجم الصريح، فجماهير القلعة الحمراء كانت تعقد الآمال الكبيرة على الفرنسي أنتوني موديست لإنهاء هذا الصداع بسبب سيرته الذاتية المميزة، لكن يبدو أنه بات الصداع الجديد.

خلال 7 مباريات سجل موديست، صاحب الـ35 عامًا، هدفًا يتيمًا أمام إنبي في مسابقة كأس مصر، دون أن ينجح في التسجيل في 6 مباريات في الدوري الأفريقي والدوري المصري ودون حتى تقديم ما يشفع له من أداء.

في الانتصار الأخير للأهلي أمام المقاولون العرب في مسابقة الدوري المصري أمسية الأحد بنتيجة (2-1)، جاء الهدفان عن طريق الظهير محمد هاني والجناح طاهر محمد طاهر الذي لا يلعب بصفة مستمرة.

خلال العقد الماضي كله تعاقد الأهلي مع ما يقرب من 13 مهاجمًا مصريًّا وأجنبيًّا، كلّفوا خزائن النادي ما يقرب من 15 مليون دولار بخلاف رواتبهم، لكن دون أن ينجح أي منهم في ترك بصمة حقيقية.

نتحدث هنا عن المهاجمين الصرحاء، دون الحديث عن الأجنحة المهاجمة الأجنبية والمصرية والذين كلفوا مبالغ طائلة دون أن يُحققوا الإضافة الهجومية مثل ميكسيوني وبرونو سافيو في الموسم الماضي، وغيرهم كثر في المواسم الأخيرة. ورحل جُل المهاجمين بعد موسم واحد فقط، مثل والتر بواليا وأليو بادجي وشادي حسين.

عدم استقرار المدربين

عدة أسباب تعود لفشل أغلب المهاجمين الذين تعاقد معهم الأهلي في السنوات الأخيرة، أولهم كان عدم الاستقرار الفني عكس المواسم الماضية.

على سبيل المثال عندما كان مانويل جوزيه على رأس القيادة الفنية استمر لأكثر من موسم وكان هو من يختار بقناعة تامة مهاجميه، فعندما جاء بفلافيو ولم ينجح في الموسم الأول تمسك به واستمر معه إلى أن توهج.

لكن الأهلي في السنوات الأخيرة لم يستمر مدرب معه لأكثر من موسمين، لذلك تعود أغلب الاختيارات والتعاقدات حاليًا إلى اختيارات لجنة الكرة.

الأهلي ليس كغيره من الأندية

في كثير من الأحيان يتعاقد الأهلي مع مهاجمين تألقوا مع أندية أخرى مثل حسام حسن وشادي حسين ووالتر بواليا، لكنهم لم يحققوا النجاح ذاته مع المارد الأحمر. والسبب يعود إلى أنهم كانوا يلعبون في مساحات كبرى ويستغلون إمكاناتهم مع أندية تلعب عل رد فعل، لكن الأهلي هو الفعل وليس رد الفعل، غير أن الأندية المنافسة لن تمنحه المساحات التي تتاح للأندية الأخرى، ما يُعقِّد مهمة مهاجمي الأهلي.

على سبيل المثال والتر بواليا وشادي حسين تألقا مع الجونة وسيراميكا على التوالي بفضل أهدافهما التي كانت تأتي من هجمات مرتدة وبفضل سرعتيهما؛ لكن مع الأهلي الأمور اختلفت تمامًا.

تخطيط فاشل

هل يمكنك أن تتخيل عزيزي القارئ أن محمد شريف الذي قرر الأهلي الموافقة على رحيله للاحتراف في الدوري السعودي أرقامه التهديفية تفوق 7 مهاجمين لعبوا للأهلي في المواسم الـ10 الأخيرة؟!

الأهلي

ورغم ذلك فإن شريف كان يلعب في كل مراكز الهجوم تقريبًا، وكان يسجل بمعدل مميز حتى في المباريات الكبيرة؛ لكن الأهلي قرر أن يستغني عنه دون مبرر للتعاقد مع مهاجمين دون المستوى أو على الأقل مكافئين له تهديفيًّا.

أسباب فنية

بالنظر للتعاقدات في مركز الهجوم فهي تأتي دون النظر إلى سياسة أو أفكار المدرب؛ لأنها عادة لا تكون من اختياراته.

فمَن تَعاقد مع أنتوني موديست لم يكن على ما يبدو يعرف أسلوب لعب وأفكار مارسيل كولر الهجومية التي يعتمد فيها على حركية المهاجم وهو كهربا ولا يعتمد على مهاجم صريح داخل منطقة الجزاء.

حتى أطراف الأهلي لا تلعب الكرات العرضية الهوائية التي يرغب بها موديست، بل تلعب عرضيات أرضية لحسين الشحات وبيرسي تاو وكهربا أصحاب الحركة والسرعة.

الفرصة الوحيدة التي سنحت لموديست أمام المقاولون في المباراة الأخيرة جاءت من كرة عرضية هوائية، فلعبها بركلة خليفة وعلت القائم. وهنا تكمن قيمته كما ذكرنا.

إدارة تعاقدات الأهلي لم تتعلم من درس أليو بادجي، فهو نفس أسلوب موديست، واحتاج الكرات العرضية الهوائية؛ لكن مع استمرار علي معلول ومحمد هاني في اللعب الأرضي وبسبب أفكار بيتسو موسيماني رحل بادجي.

بادجي بعد رحيله إلى تركيا وفرنسا قدّم مستويات طيبة لأن مَن جاء به كان يعرف قدراته جيدًا ولعب على إمكانياته.

شارك: