صراع مثير بين الرائد والوصيف في كلاسيكو فرنسا

تاريخ النشر:
2023-02-25 10:24
لقطة من مواجهة باريس سان جيرمان ومارسيليا في كأس فرنسا 2023 (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

فقدت المنافسة "العنيفة" بين باريس سان جرمان ومارسيليا رونقها في العقد الأخير بعد الاستحواذ القطري على فريق العاصمة المتوّج بلقب الدوري الفرنسي لكرة القدم ثماني مرات منذ 2013، لكن انتفاضة الفريق الجنوبي بقيادة المدرب إيغور تودور منحت مشجعيه المتفانين أحقية الحلم بمنافسة فريق العاصمة وإنزاله عن عرشه.

يهيمن سان جرمان تقريبًا على كل شيء في الكرة الفرنسية، فضلًا عن تتويجه ثماني مرات في العقد الأخير، ولم يخسر الفريق الباريسي سوى مرتين في آخر 27 مباراة خاضها ضد مارسيليا المتوّج آخر مرة في الدوري عام 2010 تحت إشراف المدرب الحالي للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب.

لكن أحد الانتصارات النادرة تحقق هذا الشهر، عندما خالف مارسيليا التوقعات وتفوّق على فريق المدرب كريستوف غالتييه 2-1 في ثمن نهائي مسابقة الكأس بأجواء ملتهبة على استاد فيلودروم الذي يستضيف المباراة المقبلة بينهما غدًا الأحد، في المرحلة الخامسة والعشرين.

يُتوقع حضور 65 ألف متفرّج تواقين إلى عرض جديد يسقط في فخه سان جيرمان المدجّج بالنجوم على غرار بطل العالم المخضرم الأرجنتيني ليونيل ميسي ووصيفه كيليان مبابي.

وصحيح أن المواجهات بين سان جيرمان ومارسيليا ترتدي طابعًا تنافسيًا شديدًا قد يصل إلى عداوة رياضية، إلا أن الحسابات هي الأهم في لقاء الأحد، كون مارسيليا سيقلص الفارق مع المتصدر إلى نقطتين في حال فوزه.

قال مدافع مارسيليا شانسيل مبيمبا بعد الفوز على تولوز 3-2 الأسبوع الماضي: "طبعًا نفكّر باللقب، لكننا نقارب كل مباراة على حدة"، علمًا أن الكونغولي الديمقراطي سيغيب عن المباراة لإيقافه.

وفيما يعاني سان جيرمان محليًّا وقاريًّا في 2023، فاز مارسيليا 12 مرة وتعادل مرّة واحدة في آخر 14 مباراة، منذ توديعه مسابقة دوري أبطال أوروبا في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني.

يختلف المشهد عن بداية الموسم، عندما قابل جمهور فيلودروم المدرب الكرواتي تودور بصافرات الاستهجان، مبديًا اعتراضه على هوية المدرب الجديد الذي خلف الأرجنتيني خورخي سامباولي صاحب الشعبية الكبيرة لدى جماهير مارسيليا.

لكن المدافع الدولي السابق الذي عرف مسيرة طويلة مع يوفنتوس الإيطالي، أثبت أنه صفقة جيدة بعدما استقدمه رئيس النادي الشاب الإسباني بابلو لونغوريا (37 عامًا) المشرف على النادي نيابةً عن مالكه الأميركي فرانك ماكورت.

المفاجأة تودور 

وصل تودور إلى مارسيليا بعد فترة ناجحة مع فيرونا، قاده فيها إلى احتلال المركز التاسع في دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

وتبيّن أن ابن نادي هايدوك سبليت يملك الشخصية اللازمة لاحتواء الحماس الزائد في مارسيليا السائر بثبات نحو تحقيق هدفه الأولي بالعودة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا المجزية ماديًا، علمًا أن مارسيليا هو الفريق الفرنسي الوحيد المتوج بلقبها عام 1993 مع الرئيس الجدلي برنار تابي.

قال تودور: "هذه مباراة هامة ومميزة. منحنا الفوز في الكأس الثقة، لكن علينا تكرار هذا الأداء".

ويعوّل تودور على مهاجمه التشيلي المخضرم أليكسيس سانشيز الذي أكّد صحة قراره بالانتقال من إنتر الإيطالي حيث فقد موقعه الأساسي.

استعاد ابن الرابعة والثلاثين البعض من أمجاده السابقة، مسجلًا 13 هدفًا في مختلف المسابقات هذا الموسم، بينها الافتتاح من ركلة جزاء ضد سان جيرمان في الكأس.

في مباراة الأحد، سيلاقي صاحب الشخصية القتالية، زميله السابق في برشلونة الإسباني بين 2011 و2014، بطل العالم ميسي. لكن زميله الآخر في النادي الكتالوني البرازيلي نيمار، سيغيب عن المواجهة المرتقبة لإصابة بكاحله.

الحمل على ميسي؟ 

في المقابل، يبحث سان جيرمان تفادي أزمة جديدة، بعد إخفاقه في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونخ الألماني.

رحلته نحو لقب أول في تاريخه ضمن المسابقة القارية الأولى قد تعرَّضتْ لصفعة جديدة، بخسارته على أرضه أمام الفريق البافاري 0-1 الأسبوع الماضي، بهدف من مهاجمه السابق كينغسلي كومان.

قبل سقوطه في مباراة الكأس الأخيرة، لم يكن فريق العاصمة قد خسر في 12 سنة على ملعب فيلودروم.

مع غياب نيمار وعودة مبابي تدريجيًّا من الإصابة، يعوّل باريس سان جيرمان على ميسي بطل العالم الذي يحتاج إلى هدف واحد للوصول إلى عتبة 700 هدف مع الأندية التي حمل ألوانها.

وقد منعت وزارة الداخلية الفرنسية مشجعي سان جيرمان مرة أخرى من الانتقال إلى مارسيليا، على غرار مباراة الكأس، نظرًا للحساسية الكبيرة بين جماهير الفريقين.

وقبل انطلاق المواجهة المرتقبة، يكون موناكو قد أنهى مواجهته مع ضيفه وجاره نيس ثامن الترتيب، أملًا في تخطي مارسيليا مؤقتًا، كونه يبتعد بفارق 7 نقاط عن سان جيرمان المتصدر ونقطتين فقط عن مارسيليا.

وخاض فريق الإمارة مواجهة طاحنة على أرضه الخميس ضد باير ليفركوزن في إياب ثمن نهائي "يوروبا ليغ"، انتهت بخسارته 2-3 ثم بركلات الترجيح. أمّا لانس الرابع بفارق نقطة عن موناكو، فيحل اليوم السبت على مونبلييه الرابع عشر.

شارك: