ريال مدريد بين هاوية فقدان الثقة وشبح 2015

2023-01-17 17:45
الحزن يُسيطر على الإيطالي كارلو أنشيلوتي ولاعبي الريال بعد الخسارة أمام برشلونة في كأس السوبر الإسباني (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

منذ انتهاء كأس العالم قطر 2022، وريال مدريد يعاني؛ إذ ظهر الميرينغي بمستوى مُتذبذب بشكل واضح، بعد أن خاض 5 مباريات، انتصر في اثنتين منها، وتعادل في مباراة، وخسر في 3 مواجهات. 

وحتى الانتصارين اللذين حققهما ريال مدريد فاز في أحدهما على بلد الوليد (2-0) بفضل تألق تيبو كورتوا وكريم بنزيما، وفي الأخرى على كاسيرينو المتواضع، مع تعرضه للهزيمة أمام فياريال (2-1)، وتعادله مع فالنسيا (1-1) في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني قبل التفوق عليه بركلات الترجيح، ثم جاء السقوط أمام برشلونة (1-3)، في هزيمة لم تكن مجرد خسارة وحسب، بل خسارة مؤلمة و"مهينة كرويًا" في ظل السيطرة والهيمنة الواضحة للغريم الكتالوني طوال الـ90 دقيقة في اللقاء الذي أقيم على ملعب "الملك فهد الدولي" في الرياض بالمملكة العربية السعودية.

ولا تعبرّ نتيجة 1-3 عن الفارق بين جودة الفريقين داخل أرضية الملعب، في مباراة عرفت فرض الفريق الكتالوني أسلوبه بفضل المستوى "الرائع" للاعبي البلوغرانا، وهو ما تُرجم في صورة تفوق كاسح في جميع أرجاء الملعب.

25 فرصة ضائعة على البرسا و17 مخالفة بسبب التأخر في التمركز، رقمان يكشفان الكثير عن افتقار ريال مدريد لروح المنافسة في أثناء المباراة، وفي ظل الأخطاء الساذجة التي وقع فيها فيرلاند ميندي وداني كارفاخال وأنطونيو روديغر وداني سيبايوس، يتضح أنّ ريال مدريد بحاجة لاستعادة شتات نفسه في أقرب وقت.

ريال مدريد يسقط في أولى معارك 2023

كما حصل برشلونة على مساعدة -أيضًا- من دفاع مدريدي مهلهل لا يمل من ارتكاب الأخطاء الفادحة، فإضافة إلى الأهداف الثلاثة، تصدى كورتوا لفرصتين محققتين، ليحول دون تلقي فريقه لهزيمة ثقيلة، إلا أنّ استقبال هدفين من تسديدتين من داخل منطقة الجزاء وبدون أدنى عقبات يكشف كيف أن دفاع الميرينغي أبعد ما يكون عن الصلابة.

وعلى مدار آخر 14 مباراة، اهتزت شباك أبناء العاصمة الإسبانية 16 مرة، وحافظوا على نظافة شباكهم في مناسبتين فقط؛ أمام بلد الوليد، وكاسيرينو.

شبح خسارة الحرب في 2015 تُطارد ريال مدريد بعد 8 سنوات! 

قال أحد الحكماء سابقًا: "لا بأس من خسارة معركة من أجل كسب الحرب"، وهذا تحديدًا ما كرره بعض المُنتمين للريال بعد السقوط أمام برشلونة، لكن آخرين يخشون حقًا تكرار ما حدث قبل 8 سنوات، وتحديدًا في موسم 2014-15. 

أنشيلوتي في الموسم الأول من ولايته الأولى كمدير فني للريال، وبعدما تسلم الفريق خلفًا للبرتغالي جوزيه مورينيو في يونيو/حزيران 2013، فاز بدوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا وحلَّ ثالثًا في الدوري الإسباني، ومع بداية موسم 2014-15، افتتح الموسم بالفوز بكأس السوبر الأوروبي على حساب إشبيلية كما حدث في الموسم الجاري والتتويج بالسوبر على حساب آينتراخت فرانكفورت، لكنه خسر في السوبر الإسباني من الغريم أتلتيكو مدريد في موسم رحل فيه نوري شاهين وتشابي ألونسو وألفارو موراتا وأنخيل دي ماريا ودييغو لوبيز، وضم فيه النادي كلًا من توني كروس وخاميس رودريغيز وكيلور نافاس ولوكاس سيلفا وخافيير هيرنانديز "تشيشاريتو". 

كارلو أنشيلوتي المدير القني لنادي ريال مدريد غيتي ون ون winwin


وفي الموسم الحالي (2022-23) أيضًا، وبعد النجاح في الموسم الماضي بالفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة عشرة بسيناريو ملحمي، والفوز بلقب الليغا، رحل مارسيلو وإيسكو وغاريث بيل ولوكا يوفيتش وكاسيميرو وأنطونيو بلانكو وفيكتور تشوست، ولم يضم النادي إلا أوريلين تشواميني وأنطونيو روديغر بعد الفشل في التعاقد مع كيليان مبابي، وكما أشرنا، افتتح الميرينغي موسمه بالفوز بالسوبر الأوروبي، وبعد أشهر خسر مثلما حدث في أغسطس/ آب 2014، لقب السوبر الإسباني. 

وكان كارلو أنشيلوتي يُمنى النفس أن يبدأ عام 2023 بالفوز في السوبر الإسباني، كما حدث في العام الماضي عندما فاز على أتلتيك بيلباو (2-0)، وقال: "لقد منحتنا كأس السوبر قدرًا كبيرًا من الثقة في الموسم الماضي"، خلال أول ظهور له في الرياض حين كان يأمل أن يشهد 2023 حدوث شيء مشابه في بطولة وصلها الفريق دون أن يكون في "قمة مستواه"، ليخسر على يد نسخة فائقة من برشلونة نكأت جراح الميرينغي غير الملتئمة.

ولم يخفِ المدرب الإيطالي خلال تصريحاته أن استعادة العافية الدفاعية شيء لا غنى عنه من أجل حصد الألقاب، مثلما فعل الريال في الموسم الماضي، وباستثناء كورتوا وبنزيما، لا يبدو أنّ بقية عناصر الفريق المتوج العام الفائت بـ"التشامبيونزليغ" في كامل لياقتهم البدنية والذهنية، كما أن ضغط المباريات لم يعطِ أي فرصة لالتقاط الأنفاس.

وخسر ريال مدريد بالفعل أول لقب كان مُتاحًا، الأول هذا العام، وربما يودع البطولة الثانية في غضون أربعة أيام وتحديدًا الخميس المُقبل 19 يناير/ كانون الثاني في كأس ملك إسبانيا إذا سقط أمام فياريال، ما قد يُعقد موقفه ويؤثر فيه بالفعل في مسابقة الدوري الإسباني، التي يتخلف فيها عن برشلونة بفارق 3 نقاط. 

وكان ريال مدريد في موسم 2014-15 قد ودع كأس ملك إسبانيا من دور الـ16، وأقُصي من دوري أبطال أوروبا على يد يوفنتوس بعد الخسارة ذهابًا في تورينو (2-1) والتعادل إيابًا في "سانتياغو برنابيو" (1-1)، ليتأهل السيدة العجوز بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض بهدفين، وهي القاعدة التي أُلغيَت من البطولة القارية.

 كما خسر الريال صراع الليغا آنذاك لصالح الغريم برشلونة، ورغم مُطاردة النادي الكتالوني حتى النهاية حيث فاز البلوغرانا باللقب بفارق نقطتين فقط عن الريال بعد أن حصد 94 نقطة، في حين حصدت كتيبة أنشيلوتي حينها 92 نقطة، لتتم إقالة المدرب الإيطالي في نهاية الموسم، حيث تحمل مسؤولية ضياع اللقب للعام الثاني تواليًا وخاصةً بعد الخسارة في كلاسيكو الدور الثاني (1-2) في ملعب "كامب نو"، والتعادل مع فالنسيا 2-2 في "سانتياغو برنابيو".

شارك: