رمضان.. شهر العمل والانتصار

تحديثات مباشرة
Off
2024-03-11 23:07
رمضان شهر العمل والأحداث البارزة (winwin)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لكل زمنٍ مناقب ومثالب، إلا رمضان فكله خير، رمضان الشهر الوحيد الذي ذُكر في القرآن باسمه، وهي مفارقة -لو تعلمون- عظيمة، الشهر جاءت من الشهرة أي التوقيت المُحدَّد المُشتهر وعدّته 30 ليلة، أمّا رمضان فيُعزى إلى الرمضاء -الحرّ الشديد- الذي ميّز جزيرة العرب عن سائر الأمم.. شهر رمضان، أي وقت الحر الشديد، وهذا ما اصطلح عليه أغلب أهل اللغة.
 
في الحقيقة، تمحصّت بوفرة في تاريخنا الإسلامي والعربي، فوجدت أنَّ جُل الانتصارات والفتوحات المجيدة طالما اقترنت بشهر رمضان، بدايةً من أول سرية في الإسلام، سرية سيدنا حمزة بن عبد المطلب، مرورًا بأول انتصار وغزوة في الإسلام وهي غزوة بدر الكبرى في العام الثاني الهجري، ثم أول فتح في الإسلام وهو فتح مكّة في العام الثامن الهجري.

أول سرية وأول غزوة وأول فتح.. ويكأنها رسالة من النبي -صلى الله عليه وسلم- باتخاذ رمضان توقيتًا للسعي والعمل والانتصار.. العهد النبوي اكتظ بأحداث جليلة أيضًا وقعت في رمضان، ففيه بدأ المسلمون في حفر الخندق عندما تحزّبت جموع العرب حول المدينة، وفيه أرهب الجيش الإسلامي حشود الروم في تبوك، وفيه أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- وفده إلى اليمن لنشر الإسلام.

إذا ما رنونا بنظرنا قليلًا ناحية الدولة الأموية؛ فسنجد القائد محمد بن القاسم الثقفي وفتوحاته لبلاد الهند والسند في رمضان، وفي عهد الأيوبيين، فتح الكردي العظيم، صلاح الدين، القدس وحطّم الصليبيين في "حطين" أيمّا تحطيم في رمضان أيضًا.

أزيدكم من الشعر أبياتًا، ففتح القسطنطينية الذي أخبرنا عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف كما ورد في صحيح البخاري، قد تحقق في رمضان على يد القائد العثماني محمد الفاتح عام 1453 م.. ولا خلاف بأن الأندلس قد فُتِحت عام 711 بقيادة الأمازيغي طارق بن زياد في رمضان أيضًا، واستمرت 8 قرون تمد البشرية بالعلم والعلوم.

وغيرها وغيرها من الأحداث العظيمة الواقعة في رمضان، مثل انتصار "الزلاقة" بقيادة يوسف بن تاشفين أمام القشتاليين، وفتح أنطاكية مع القائد المملوكي ركن الدين بيبرس ضد الروم، ووقف المد المغولي تجاه الشرق عندما انتصر المسلمون على المغول في عين جالوت.

يأمرنا الإسلام بالعمل والتمكين والحركة في كل الأوقات، وينهانا عن الركود والركون، خاصّةً في رمضان، فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يُغفَر له، وفاز وظفر من اجتهد وتحرك وسعى وخرج منه منتصرًا بغفرانِ ذنوبه.. رمضان بالفعل شهر العمل والانتصار، لمن يغتنمه!.

شارك: