حظ أم اجتهاد.. لاعبون بتكوين محلي سطع نجمهم بأوروبا

2021-06-08 09:01
لاعبو المنتخب المغربي (Facebook)
Source
+ الخط -

تمثيلية وازنة تلك التي تمتع بها الدوليون المغاربة في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى طيلة السنوات الأخيرة، لكن هذه المرة ظهرت موجة جديدة من اللاعبين بتكوين محلي، والذين سرعان ما وجدوا بدورهم مكانة أساسية مع أنديتهم، رغم المنافسة الشرسة التي تعرفها البطولات في القارة العجوز، وأيضاً احتمالات الفشل التي ترافق خطواتهم الأولى في عالم الاحتراف.

على خطى النيبت.. نايف أكرد يبرز بالليغ 1

سنتان فقط على مغادرته لمنافسات الدوري المغربي الممتاز، احتاجهما المُدافع الشاب نايف أكرد ليتمكن من إيجاد مكانة وسط صخب "الليغ1"، حيث حمل قميص كل من نادي ديجون وستاد رين، وتمكن من تدشين أول مشاركة في دوري أبطال أوروبا، المُسابقة التي يحلم أي لاعب في العالم بكتابة اسمه بسجلها العريق.

انطلاقة أكرد بالدوري الفرنسي الممتاز، أعادت إلى أذهان الجماهير تجربة الدولي المغربي السابق نور الدين النيبت، الذي تمكن من كتابة اسمه بمداد من ذهب في فترة التسعينات، ومنذ أول مباراة رفقة نانت حينها، حيث فتحت أمامه أبواب لتألق الأوروبي، ليمر بكل من سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، الذي قضى معه سنوات ذهبية بلغت الثمانية، وأخيرا حل بـ"البريمير ليغ" رفقة توتنهام.

وعن تألقه، قال مصطفى الخلفي، مدرب نادي الفتح المغربي، في تصريح خاص لـ"WinWin"، إن أكرد مثال للاعب الشاب المنضبط، الذي بنا مشواره الكروي بنفسه، بالعمل وأيضا الثقة التي منحت له من طرف الطاقم الفني للنادي الرباطي، بتصعيده إلى الفريق الأول قبل 5 سنوات تقريبا.

وأوضح الخلفي الذي اشتغل سابقاً مساعدا لوليد الركراكي، وتابع عن قرب خطوات المُدافع نايف أكرد: " نايف أكرد يحصد ثمار مثابرته، كان دائماً يستمع إلى الملاحظات التي نقدمها له، يسعى جاهدا لتطوير نفسه، بالإضافة إلى المقومات التي يتوفر عليها ليكون مدافعا جيدا، شخصيته ساهمت أيضا في نجاحه، وأتوقع أن يكون رقما صعبا في تشكيلة المنتخب المغربي خلال السنوات الأخيرة، ولما لا متابعته في دوريات أوروبية أخرى".

تجربة إسبانية لبونو والنصيري

منذ مغادرته لأسوار نادي الوداد المغربي سنة 2012، لم يبرح  الحارس ياسين بونو، الدوري الإسباني، بعد بداية رفقة رديف أتلتيكو مدريد، وصولا إلى الإمساك بالرسمية رفقة نادي إشبيلية.

واختار الحارس الدولي التدرج بتجارب إسبانية فقط منذ خطواته الأولى بعالم الاحتراف التي انطلقت في سن الـ21، ليمر عبر كبار الأتلتيكو، ثم تجربة مع ريال سرقسطة، وجيرونا، وأخيراً  إشبيلية، ليُساهم بالموسم الاستثنائي الذي قدمه ناديه، وتوج رفقته بالدوري الأوروبي.

يوسف النصيري، المهاجم الذي كانت انطلاقته أيضا من الدوري المغربي، رفقة المغرب الفاسي، قبل أن يلتحق بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، يخوض سنته الرابعة بأجواء الدوري الإسباني الممتاز، حيث انتظر طويلاً ليؤكد على مكانته الأساسية مع إشبيلية، ويتمكن من فرض اسمه ضمن قائمة أفضل المُهاجمين بالموسم الكروي 2019/2020.

وساهمت الثقة التي منحها المدرب السابق للمنتخب المغربي، هيرفي رونار للاعب، بشكل كبير في مشواره الدولي، ففي سن الـ 21 سنة فقط، رافق الأسود في رحلتهم المونديالية، واستطاع هز شباك منتخب إسبانيا، آخر منافسي المجموعة بمرحلة دور المجموعات.

حضور النصيري الدُولي لم يمر بشكل هادئ، فلطالما واجه رونار انتقادات شديدة من طرف الصحافة المغربية، التي انتقدت تشبثه الدائم بحضور اللاعب الشاب ذي الخبرة القليلة بالمعسكرات، بدلاً من الاستنجاد بخدمات مهاجمين بخبرة قارية هامة، لكن سرعان ما استطاع ابن فاس إخراس ألسنة المنتقدين، بعد أن لمع نجمه بـ"الليغا" سواء رفقة ليغانيس أو إشبيلية حالياً.

الياميق والعودة

ساهم الظهور الجيد للمدافع جواد الياميق رفقة الرجاء المغربي عام 2016، في تسهيل انطلاته الاحترافية خارج المغرب، فقد تحول "الحلم" كما وصفه اللاعب في تصريحات صحفية سابقة إلى حقيقة، وتحديدا مطلع عام 2018، الذي كان مرحلة التحول بالنسبة لمشواره.

الياميق الذي تمكن سابقا من إزاحة بدر بانون من تشكيلة الرجاء المغربي، ومنافسة العميد السابق محمد أولحاج على الرسمية بالفريق منذ وصوله إلى قلعة "النسور الخضر"، تشبث ورغم الإغراءات بالحلم الأوروبي، وظل يُردد أن الاحتراف بالنسبة إليه هي خوض تجربة جديدة بالقارة العجوز، وهو ما تحقق له عندما وقع أول عقد مع جنوى الإيطالي.

وعلى الرغم من أن التجربة الإيطالية لم تكن موفقة كما انتظرها الياميق، حيث عرج اللاعب على أندية أخرى على سبيل الإعارة لعدم وجود مكانة له رفقة الترسانة الأساسية، إلا أن المُدافع تشبث بالعزيمة، إلى حين فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة  2020، التي حملت معها الخبر السار، ليوقع اللاعب في كشوفات بلد الوليد، المنافس ضمن فعاليات "الليغا".

تجربة الياميق بإسبانيا كانت بمثابة "قبلة الحياة" التي أحيت أيضا حضوره الدولي مع المنتخب الوطني المغربي، حيث تمت دعوة اللاعب للمشاركة بالمعسكرات الأخيرة، الخاصة بالتصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا للأمم"كاميرون 2022".

شارك: