حتى لا ننسى.. لاعبون لم ينسوا فقراء أوطانهم

2023-03-13 17:18
محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

الأكيد أن الفقر ليس عيبًا على الإطلاق ودائمًا نسمع هذه المقولة، ولكن المشكلة أن هناك من لا يؤمن بها، فالفقر قد يكون سلاحًا قويًا في تحدي الكثير من الصعاب بل يسهم في تحقيق النجاح الحقيقي، فمن يحقق النجاح من مركز الفقر يصبح ذا خبرات كبيرة ويتعرف إلى الحياة بشكل جيد، وكثير من المشاهير قبل أن يصبحوا أثرياء ومشاهير قد كانت لديهم حياة صعبة مع الفقر ومنهم أيضًا من عاش فقيرًا ومات فقيرًا رغم شهرته، أمتعنا جان جاك روسو قائلًا عن الفقر: "ليس للفقير معدة أصغر من معدة الغني ولا للغني معدة أكبر من معدة الفقير".

حديثنا اليوم عن المشاهير من اللاعبين الذين قلبوا طاولة الفقر، وأضحوا أغنياء لكنهم لم ينسوا ما عانوه من ضيق وحاجة وفقر، غادروا قراهم ومدنهم فقراء حالمين وعادوا إليها نجومًا أثرياء ليردوا لها الجميل.

أغلب نجوم كرة القدم لم ينسوا البدايات، وآثروا على أنفسهم تقاسم الفرح مع الفقراء، فعادوا إلى أوطانهم بمشاريع ومبادرات خيرية عكست روحًا تضامنية وحسًا إنسانيًا راقيًا، نعم كثيرون هم اللاعبون الذين هزموا الفقر المدقع بفضل موهبتهم الكروية التي حولتهم إلى نجوم وأثرياء يجنون عشرات الملايين داخل المستطيل الأخضر وخارجه.

ويعتقد الكثيرون أن اللاعب مجرد قدمين تداعبان الكرة، وأن مجال تحركه لا يتجاوز المساحات الخضراء للملاعب، وأن قلبه لا يحمل إلا عشق فريق يحمل ألوانه، والحال أن للاعب الكرة والرياضي عامة مشاعر إنسانية تسكنه، تحرك فيه نزعة الخير إذا استطاع إليه سبيلًا.

لو قرأنا سيرة نجم ليفربول السابق، السنغالي ساديو ماني، سنتوقف عند لاعب جسده في أوروبا وقلبه في بلدته بامبالي، ولأجلها أنفق ماني أموالًا طائلة من حسابه الخاص من أجل تطوير مسقط رأسه وقلبه، وتحويلها إلى مدينة متطورة فيها كل مقومات الحياة، نيابة عن رئيس البلدية وحاكمها وعن برامج الحكومة.

أما النجم الإيفواري ديدي دروغبا فأنشأ مؤسسة خيرية تحمل اسمه منذ عام 2007، للمساعدة في تحسين الرعاية الصحية والظروف التعليمية في بلدته. وعلى خطاه سار لاعب المنتخب الغاني السابق مايكل إيسيان الذي يعد من أكثر لاعبي كرة القدم تبرعًا للجمعيات الخيرية في إفريقيا.

ومن سيصدق أن أول عمل للنجم ريبيري كان  في البناء لمساعدة والده، وهذه المهنة الخطيرة لم تمنعه من التألق في عالم كرة القدم، وانتقل بين عدة فرق في أوروبا وصعد إلى سلم المجد الكروي مع البايرن، ويسعى في كثير من المحطات ليمد يد المساعدة والعون، لأنه لم ينسَ معاناة الفقر والحاجة.

وهذا النجم صامويل إيتو الذي عاش فقيرًا في طفولته يعتبر من أنجح سفراء القارة الأفريقية في أوروبا، لعب لبرشلونة وتشيلسي وإنتر ميلان وكسب أموالًا طائلة، ولم ينسَ أبناء بلده الكاميرون، وأسس مؤسسة خيرية تهتم بالأطفال الذي يعانون من سوء التغذية لعلاجهم.

أما نجم برشلونة السابق، المالي سايدو كيتا، فكان حبه وكل ما يملك لمساعدة الآخرين وعطفه على أبناء بلده من فقراء العاصمة باكامو ومحتاجيها من أولى أولوياته، فكانت أبرز مشاريعه العمل مع مؤسسة مقاولات إسبانية على تمويل بناء سبعة آلاف وحدة سكنية على حسابه الخاص في مالي، من أجل إيواء العائلات المشردة والفقيرة.

ومن أكثر لاعبي كرة القدم في العالم سخاءً المصري نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، ابن قرية نجريج التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، قدّم الكثير لأبناء قريته في مبادرات متعددة الأوجه أغلبها لم يُعلن عنها، دعمًا للفقراء.

حين يتنافس نجوم الكرة العالمية على فعل الخير، يتنافس كثير من نجومنا على فعل «البوز» في منصات التواصل الاجتماعي، نحن الآن في أمس الحاجة إلى مناقصة دولية بحثًا عن محترفين حقيقيين قلوبهم أوسع من جيوبهم، ولنا العبرة في نجم المنتخب الوطني المغربي حكيم زياش، هذا الفتى الذي خرج من عنق الزجاجة وعاش طويلًا في خندق الهشاشة، يصر على مد يد العون لكل من طرق بابه.

ذات يوم وصل إلى بريده الإلكتروني ملتمس يدعوه إلى القيام بمبادرة إنسانية لفائدة مرضى السرطان، بمدينة أكادير المغربية، لم يتردد كثيرًا وبمجرد التأكد من صدق الملتمس والعمل النبيل الذي تقوم به الجمعية السوسية، انخرط في هذا العمل الإنساني ودعم المرضى بما يكفي من الدواء والمعدات، «بعد إقصاء المنتخب المغربي من بطولة كأس أمم أفريقيا بمصر 2018، منح حكيم كل الأموال التي حصل عليها من الاتحاد المغربي لكرة القدم لوالدته، كي تتبرع بها لمرضى السرطان في سوس، وأوصاها بالاهتمام بالمرضى الذين يعيشون الفقر والحاجة ولا يملكون تغطية صحية»، بل أعلن لاعب المنتخب استعداده للانفتاح على جمعيات أخرى، وهو الذي عانى في طفولته من الفقر.

جدد حكيم نوايا الخير، بعد انتهاء مونديال قطر، وعبر عن استعداده التبرع بالمكافأة التي تقدمها «فيفا» للاعبي المنتخبات المتأهلة لنصف النهائي في كأس العالم، لقيت مبادرة زياش إشادة واسعة، ولم يدخل إلى حسابه أي دولار من مشاركاته مع منتخب المغرب، إذ اعتاد التبرع بكامل المكافآت للجمعيات الخيرية.

شارك: