المغرب ضيف "مقلق" بين أباطرة ثمن نهائي كأس العالم

تاريخ النشر:
2022-12-07 15:43
لاعبو منتخب المغرب يحتفلون بالفوز التاريخي على إسبانيا في ثمن نهائي كأس العالم قطر 2022 (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

أزعج منتخب المغرب صفو المنتخبات العالمية الكبرى عندما وضع نفسه في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022 في كرة القدم، محققاً مفاجأة كبرى بتخطيه إسبانيا، ليصبح أول منتخب عربي يبلغ حدود دور الثمانية في المونديال.

وفيما كانت المنتخبات الكبرى تقوم بـ"تصفية" من هم أقل مكانة كروياً، كان للمغرب كلمة مختلفة، عندما صدم إسبانيا بطلة 2010 وأوروبا 2008 و2012 بركلات الترجيح، يوم الثلاثاء، وأعادها مبكراً إلى مدريد في مباراة تاريخية.

تصفية ممثلي القارات "المغمورة" بدأت في ثمن النهائي مع إقصاء هولندا الوصيفة ثلاث مرات الولايات المتحدة (3-1) والأرجنتين أستراليا (2-1) دون مقاومة كبيرة. وفيما تلاعبت فرنسا بطلة 1998 و2018 بمنتخب من القارة العجوز عندما خاضت نزهة أمام بولندا (3-1)، استمتع الإنجليز أبطال 1966 بثلاثية أمام بطل أفريقيا السنغال 3-0.

كانت اليابان الوحيدة التي قاومت من قارة آسيا، لكن ركلات الترجيح لم تسعفها أمام كرواتيا وصيفة نسخة روسيا 2018، وخصوصاً حارسها دومينيك ليفاكوفيتش الذي صدّ ثلاث ركلات ترجيحية.. وأجهزت البرازيل، حاملة اللقب خمس مرات آخرها في نسخة عام 2002، على كوريا الجنوبية 4-1، وسحقت البرتغال سويسرا 6-1 في نزال أوروبي أوروبي.

لكن الخرق الوحيد في ربع النهائي لممثل أفريقي أو آسيوي أو أمريكي شمالي، جاء من المغرب البعيد كيلومترات قليلة عن إسبانيا التي جرّها إلى ركلات ترجيح كان بطلها حارسه ياسين بونو (3-0).. إزاء هذا الخرق المفاجئ، كان مدرب المغرب وليد الركراكي صريحاً بعد إقصاء إسبانيا بركلات ترجيح تلت التعادل السلبي في استاد المدينة التعليمية.

الركراكي: لست ساحرًا

ردّاً على سؤال حول سعيه لمنع إيصال الكرة إلى لاعب الوسط الدفاعي سيرخيو بوسكيتس، قال المدرب الشاب: "بالضبط. لقد تقبّلنا عدم الاستحواذ. لدينا التواضع لنقول إننا لسنا فرنسا، أو ألمانيا أو إنجلترا للتنافس على صعيد الاستحواذ".

تابع مدرب الوداد السابق الذي حلّ بدلاً من البوسني وحيد حاليلوزيتش قبل شهرين من البطولة لخلافات الأخير مع بعض اللاعبين أبرزهم حكيم زياش، قائلاً: "مع ذلك، فشلت هذه الدول في أخذ الكرة منهم (لإسبانيا). لم يفلح أحد. أنا لست ساحراً".

بعد دور أول خارق تصدّر فيه مجموعة نارية، بتعادل سلبي مع كرواتيا، فوز على بلجيكا القوية 2-0 ثم كندا 2-1، هكذا تخلَّص "أسود الأطلس" من نجوم "لا روخا": "عملنا أربعة أيام على خطة اللعب هذه. كنا نعرف أن بوسكيتس، غافي وبيدري هم المفتاح. أغلق مهاجمونا ولاعبو وسطنا كل زوايا التمرير. كان علينا أن نعرف إلى متى نحن قادرون على الاستمرار. احتُرمت خطة اللعب، ثم جاءت ركلات الترجيح، اليانصيب".

وليد الركراكي المدير الفني للمنتخب المغربي (Getty) ون ون winwin


 منتج محلّي 

مع إقصاء ممثلي آسيا، أمريكا الشمالية وأفريقيا، بقي المغرب ممثلاً وحيداً لقارات لعبت دوماً الأدوار الثانوية في كأس العالم.. فمن أصل 21 نسخة في المونديال، توّجت أوروبا 12 مرة وأمريكا الجنوبية 9 مرات.

عن تمثيل أفريقيا في ربع النهائي، للمرة الرابعة في تاريخ المسابقة، بعد الكاميرون (1990)، السنغال (2002) وغانا (2010)، قال الركراكي: "نسعى أن نكون قاطرة في أفريقيا. القارة تتقدّم، والمغرب قام بجهود كبيرة".

تابع: "بات لدينا اليوم ملاعب من مستوى رفيع، تلقينا تدريباً للكوادر، لدينا ثلاثة أو أربعة لاعبين متخرجين من أكاديمية محمد السادس. أنا مثال جيد على ذلك: أنا منتج محلي. تلقيت دبلومي في فرنسا، لكن بلد جذوري منحني الفرصة. يجب أن أرد لهم هذا الجميل".

ينطلق ربع النهائي، يوم الجمعة، مع تأهل خمسة منتخبات أوروبية، 2 من أمريكا الجنوبية والمغرب ممثل أفريقيا.. ومنذ 2002، لم يتذوّق منتخب من خارج أوروبا طعم اللقب، فتوّجت إيطاليا في 2006، إسبانيا في 2010، ألمانيا في 2014 وأخيراً فرنسا في 2018.

لكن مع العطش الكبير لأرجنتين ليونيل ميسي وبرازيل نيمار، أو حتى برتغال المنبوذ حالياً كريستيانو رونالدو، تبدو المعادلة أصعب هذه المرة، ولم لا! مفاجأة بحجم الجبال وقوّة "الأسود" يكون بطلها المغرب ليمنح القارة السمراء أوّل لقب في تاريخها؟

شارك: