العراق.. "الاحتياطي المؤكد" الذي لم يستخرجه العرب بعد
حقق العراق واحدة من أعاجيبه المعتادة، بعدما هزم اليابان بهدفين لهدف ليُسقِط المرشح الأول للتتويج بكأس أمم آسيا 2024، التي تحتضنها قطر في الفترة بين 12 يناير وحتى 10 فبراير المقبل.
واعتاد العراق تحطيم المنطق، واليوم قدّم لنا لمحة بسيطة من هذا الأمر ليذكّرونا بما فعلوه تحت وطأة سنوات من الحروب، فإن كنت مصريًا مثلي تشاهد مباريات كأس آسيا؛ لكن ليست كلها، فإنّ أهم ذكرى لك عن تلك البطولة هي رأسية يونس محمود في الشباك السعودية في ذلك النهائي الخالد لنسخة 2007.
وإن كنت من نفس جيلي، فحتمًا استمتعت في مراهقتك بجيل مذهل لأولمبي العراق في دورة الألعاب الأولمبية أثينا 2004، وهم يقدّمون مباريات في غاية المتعة، والحديث هنا عن المتعة وليست النتائج فقط، حيث افتقد ذلك المنتخب آنذاك لتفاصيل بسيطة جدًا حالت دون إحرازه ميدالية أولمبية.
وإن كنت من أي جيل آخر، فإنّ فنيات ساحر العراق هوّار ملّا محمد والمايسترو نشأت أكرم لا سبيل لها بأن تغادر تلافيف مخك.
العراق.. مواهب بالجملة تترقّب اكتشافها
العراق مكانه المفترض ضمن صفوة الأمم العربية المميزة كرويًّا مثل مصر والسعودية والمغرب والجزائر، ولولا الحروب والأزمات التي عصفت ببلد "أسود الرافدين" لصار شأنه الكروي أكبر بكثير.
اليوم كانت فرصة جديدة ليذكرنا العراق بامتلاكه "احتياطيًّا مؤكدًا" ليس من النفط هذه المرة، بل من المواهب والإمكانيات الجاهزة لاستخراجها، واللمحات التي ظهرت في الثمانينيات وفي بدايات القرن الحالي في ظروف صعبة تؤكد ذلك.. هو احتياطي نعرف جيدًا أنه موجود، لكن لم تتوافر الظروف بعد لاستخراجه بشكل طبيعي.
يكفيك أن تلقي نظرة على الإمكانيات الجسدية التي يتمتع بها لاعبو "أسود الرافدين"، فأطوالهم الفارعة وقوتهم العضلية جاهزة للتفوق على كثيرين من شعوب آسيا، والموهبة حتى وإن افتقدت إلى من يُظهرها؛ فهي جاهزة للتألق عندما تحين الفرصة.
دعونا نأمل أن يواصل العراق التطور والعودة في شتى مناحي الحياة، فهو قوة عربية مهدرة على الصعيد الكروي، نتوق إلى أن تعزز العرب رياضيًّا.
تجدر الإشارة إلى أنّ "أسود الرافدين" وبعد ملحمته الكروية اليوم في استاد "المدينة التعليمية"، ضَمِنَ تأهله رسميًّا إلى ثمن النهائي ببلوغ نقطته السادسة إثر فوزين على إندونيسيا (3-1) والعملاق الياباني (2-1)، ليصبح ثالث المتأهلين في البطولة، بعد قطر صاحبة الضيافة وحاملة اللقب، وأستراليا.
شارك:
أخبار ذات صلة
