السعودية تستعد للترشح لتنظيم مونديال 2030

2023-02-06 20:40
مجسم كأس العالم (Getty)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بالرغم من أن وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل صرَّح لوكالة الصحافة الفرنسية "أ ف ب"، يوم الأربعاء الماضي، أن بلاده لم تترشح بعد لاستضافة مونديال 2030 لكرة القدم، إلا أن تأكيده خلال ذات التصريحات بأن "كل شيءٍ ممكن"، غذى من جديد التقارير والتكهنات حول دخول السعودية، سواء بشكلٍ منفرد أو بشكلٍ مشترك مع كل من مصر واليونان، إلى حلبة المنافسة على الظفر باستضافة كأس العالم 2030. 

وسواء تأكد ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة المصرية، محمد فوزي، في سبتمبر/ أيلول الماضي، من أن بلاده تدرس مع السعودية واليونان الترشح بملف مشترك لتنظيم مونديال 2030، أم تقدمت السعودية وحيدةً، فإن التقارير الغربية تعد هذا الترشح جديراً بالاهتمام ووارداً جداً. 

في الحقيقة، لم يعد هناك متسع كبير من الوقت أمام إعداد ملف الترشح، فمن المنتظر أن يعلن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قراره النهائي بحلول العام المقبل 2024. 

جهات عدة، ولاسيما تلك التي ستنافس السعودية على شرف تنظيم مونديال 2030، تؤكد أن السعودية تنفذ خطة مدروسة لبلوغ هذا الهدف. وهي تعتبر أن انضمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى الدوري السعودي وما يدور من حديث وتوقعات بالتحاق قادم لكوكبة من النجوم إلى قافلة رونالدو، أمثال ميسي ومودريتش وهازارد وراموس وغيرهم كثير، بات دليلًا واضحًا وعلنيًا على انكباب السعودية -ومن معها: مصر واليونان، وهو احتمال يظل قائمًا- على إنجاح ملف الترشح. 

ولا يخفى على أحدٍ أن السعودية تسعى منذ مدة إلى الدخول إلى دائرة الدول الفاعلة والحاضرة في الساحة الرياضية العالمية. سعي تعزز بما حققه تنظيم قطر الباهر والناجح لمونديال 2022 لكرة القدم، وبما لديها من إمكانيات مالية ضخمة ومنشآت رياضية وغير رياضية كبيرة، منها ما هو قائم ومنها ما هو بصدد الإنجاز والتشييد. 

ملفات عديدة ينتظر أن تقدم للفيفا، والمنافسة ستكون شديدة، فأوروبا ستدعم الملف الإسباني البرتغالي الأوكراني المشترك، ولكن الحرب الروسية الأوكرانية والأوضاع في أوكرانيا ستؤثر سلبيا في حظوظ هذا الملف. 

وهناك الملف الرباعي الذي من المنتظر أن تتقدم به كل من الأوروغواي والأرجنتين وتشيلي والبراغواي. ملف يستند من جهة إلى رمزية تاريخية مئوية تنوي دول أمريكا اللاتينية الأربع الاحتفال من خلالها بذكرى مرور قرن على تنظيم هذه القارة لأول كأس عالم للعبة في التاريخ في الأوروغواي عام 1930، وإلى فوز الأرجنتين في مونديال قطر 2022 من جهة ثانية. إلا أن الأوضاع المالية وكذلك أوضاع البنى التحتية الرياضية وغير الرياضية في عدد من هذه البلدان قد لا تشجع أعضاء الفيفا على المجازفة بالموافقة على هذا الملف.

المراقبون لملف السعودية -أو ما تقوده السعودية ومصر- يؤكدون أن لديه أوراقاً رابحة كثيرة ومتنوعة، يمكن اختزالها في البنى التحتية الرياضية وغير الرياضية في السعودية ومصر، نجاح مصر في تنظيم فعاليات رياضية مختلفة قارية ودولية، ونجاح السعودية في تنظيم محطات كروية وغير كروية، آخرها في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي حين احتضنت نهائيات سوبر الليغا الإسبانية بمشاركة الرباعي برشلونة وريال مدريد وفالنسيا وريال بيتيس، ثم احتضنت بعدها السوبر الإيطالي بين الجارين آ سي ميلان وإنتر ميلان، علاوة على رالي داكار السعودية للمرة الرابعة على التوالي وسباقات الفورمولا 1 وبطولات "ليف غولف" وغير ذلك.

والسعودية مطالبة بإنجاح موعدين بارزين مقبلين: نهائيات كأس آسيا 2027 لكرة القدم وهو شرف تحظى به السعودية للمرة الأولى في تاريخها، إضافة إلى سعيها إلى الفوز بتنظيم كأس آسيا للسيدات 2026 لكرة القدم، أما الموعد الثاني فيتمثل في تنظيم دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في عام 2029 بمدينة نيوم المستقبلية العملاقة التي ستضم مجمعًا للألعاب الشتوية، والتي تشير بعض التقارير إلى أنها ستستقبل على الأرجح المنتخبات المشاركة في مونديال 2030 لكرة القدم.

يضاف إلى ذلك عراقة اليونان الرياضية، ففيها نشأت منذ القرن العاشر قبل الميلاد الألعاب الأولمبية، وفي عاصمتها أثينا أقيمت أول دورة حديثة للألعاب الأولمبية في عام 1896، لتعود وتستضيفها ثانيةً في عام 2004، إلا أن كرة القدم تظل اللعبة المفضلة الأولى والأكثر انتشارا في البلاد. 

كثيرون يعتقدون -مسبقًا- أن السعودية تملك ملفا قويًا له حظ وافر في النجاح، إن هي ترشحت منفردة وحيدة، وكذلك إن هي قادت الشراكة مع مصر واليونان، ليتحقق للمرة الأولى في تاريخ البطولة العالمية تنظيمها في ثلاث قارات: آسيا وأفريقيا وأوروبا. غير أن آخرين لا يستبعدون أن يواجه هذا الترشح -في حال تم التقدم به- معارضةً شرسةً وعنيفةً ومعرقلة من أطراف عدة باتهامات بتنا نعرف مأتاها ومغزاها.

شارك: